يرى بعض ساسة لبنان أن تعطيل الحركة السياسية في البلاد، هي مسؤولية يتحملها كافة الفرقاء في السلطة، إضافة إلى أن لبنان لطالما كان مكشوفًا للنفوذ الخارجي، الذي لم يتمكن حتى الآن من التفوق عليه.

إيلاف من بيروت: هل من دور خارجي في تأخير تشكيل الحكومة في لبنان خصوصًا مع خطورة الوضع الداخلي الذي يستوجب تأليفها في أسرع وقت ممكن لتفادي الأزمات الإقتصادية في لبنان؟

مع التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة في لبنان، يطرح السؤال حول المسببات الأساسية وراء هذا التأخير وما إذا كانت للأوضاع الإقليمية دواً في تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية.

نفوذ خارجي

في هذا الصدد يؤكد الوزير السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" أن السبب الأساسي للتأخير يبقى خضوع الطبقة السياسية اللبنانية إلى النفوذ الخارجي أكثر من خضوعها لإرادة الشعب اللبناني.

وعن إمكانية سحب تشكيل الحكومة من رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري يلفت مرهج إلى أن إرادة مجلس النواب كانت واضحة لجهة تكليف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وهذه الإرادة لا زالت قائمة حتى اللحظة، ولا يوجد أي إجراء يمكن أن يغير من هذه الإرادة إلا مجلس النواب الذي يبقى سيد نفسه.

المحاصصة

ولدى سؤاله ما الذي يحتاجه لبنان فعليًا لدعم تشكيل الحكومة سريعًا وبعيدًا عن مبدأ المحاصصة؟ يجيب مرهج أن المطلوب التوقف عن الغطرسة والتجاوب مع رغبة الشعب وحاجة الإقتصاد، أما إثارة مسألة التمثيل وحجمه فيجب إعادة النظر به، لأن الغالبية الساحقة من اللبنانيين لم تصوت لهؤلاء الذين يدعون أنهم الأكثر حجمًا، ويجب أن يراجعوا الأرقام التي حصلوا عليها في الانتخابات النيابية قبل أن يتشددوا بشروطهم في تشكيل وزارة يحتاجها لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومن قال أن هذه الفئة السياسية التي حازت أقل من المطلوب، لها الحق أن تستولي على كل المقاعد الوزارية.

أزمات اقتصادية

وعن الأزمات الإقتصادية التي تنتظر لبنان في حال عدم تشكيل الحكومة اللبنانية سريعًا، يلفت مرهج إلى أن لبنان لديه أزمات إقتصادية على كل المستويات، خاصة المالية العامة والسياسة النقدية، مع خطورة الوضع في لبنان التي تستوجب تعبئة عامة وإعادة الحياة الى العجلة السياسية، وترسيخ الأمن كي يطمئن المواطن اللبناني أولاً، الموجود في لبنان أو في الخارج، والذي بيده المفتاح الأساسي لإطلاق العملية الإقتصادية وتحقيق الإستقرار والثقة، وهذه الثقة التي تبددها الطبقة السياسية في لبنان، من هنا بات على هذه الطبقة العودة عن ما تقوم به، والتفكير بمصلحة الشعب اللبناني الذي انتخبهم كي يقوموا بواجباتهم لا كي يتنازعوا الحصص وأموال الخزينة.

المسؤول عن التعطيل

ولدى سؤاله عن من يسعى من الفرقاء السياسيين إلى تعطيل تشكيل الحكومة في لبنان؟ يجيب مرهج الجميع مسؤولون، وهناك أكثر من فريق بتوجيهات خارجية يسعى لتعطيل الحركة السياسية في لبنان، من أجل محاصرة لبنان، ومنع قيام حكومة تعبّر عن الوحدة الوطنية وعن الواقع السياسي في لبنان.

وبالنسبة لأسباب التأخير والمماطلة التي يشهدها تشكيل الحكومات دائمًا، يؤكد مرهج أن الأمر يعود إلى أن لبنان يبقى مكشوفًا لنفوذ خارجي، لم يتمكن حتى الآن من التفوق عليه.

إحلال الأمن

ولدى سؤاله في ظل عدم تشكيل الحكومة برز موضوع أمني في منطقة بعلبك، فهل هذا يعني أن الأمن يبقى ممسوكًا بغض النظر عن تشكيل الحكومة في لبنان؟ يجيب مرهج أن هذه العملية من ضمن العمليات الروتينية التي يقوم بها الجيش اللبناني، كلما شعر بضرورة أمنية، في ظل توافق وطني عام على إحلال الأمن والتخلص من كل البؤر الأمنية التي تثير الإضطراب وتهدّد الأمن اللبناني.