رفضت محكمة العدل الأوروبية استئنافا قدمته شركة نسله لصناعة الشوكولاتة، التي تقول إنها تمتلك حقوق شكل شوكولاتة "كيت كات" التي تنتجها على هيئة أربعة أصابع، كعلامة تجارية.

وظلت نسله تقاتل منذ أكثر من عشر سنوات لتسجيل هذا الشكل كعلامة تجارية لها، وهذا ما تنافسها فيه بشراسة شركة كادبري.

ولكن حكم المحكمة الأوروبية الذي صدر الأربعاء أكد أن ما قررته محكمة سابقة، وهو إلغاء تسجيل هذا كعلامة تجارية لمجموعة نسله، كان صحيحا.

وقد يكون في هذا الحكم نهاية لاحتفاظ نسله بهذا الحق أوروبيا، ونهاية للملحمة الباهظة التكاليف للطرفين.

كما أن الحكم يخفف أيضا الضغط على المنتجات المماثلة، مثل المنتج النرويجي المعروف باسم "كويك لانش"، والذي ما زال ينتج منذ 80 عاما، ويفتح الباب أمام منتجات أخرى بنفس الشكل.

حكاية الأربعة أصابع

وربما لا يكون القراء في بريطانيا، أو الولايات المتحدة، قد سمعوا بشوكولاتة "كويك لانش".

لكن النرويجيين يعتبرونها أحد عناصر فخرهم الوطني، وهي ترتبط في مخيلتهم بصورة الجوالين الاسكندنافيين الأصحاء الذين يتناولونها كوجبة.

لكن طعم الشوكولاتة "كويك لانش" مختلف عن "كيت كات"، وأقرب إلى ما تنتجه الشركة الأم، موندليتس، من شوكولاتة "ميلكا". وقد وتوصل اختبار بين بعض المتذوقين، أجرته صحيفة الغارديان البريطانية العام الماضي، إلى أن الشوكولاتة النرويجية أفضل.

وتصنع الشوكولاتة "كويك لانش" منذ عام 1937، بعد عامين من إنتاج "كيت كات" الأصلية التي خرجت إلى الأسواق في عام 1935.

وظل المنتجان يعيشان لمدة 65 عاما في وئام، حتى بدأت شركة نسله الهجوم.

وفي عام 2002، رفعت الشركة العملاقة دعوى قضائية للحفاظ على العلامة التجارية لكيت كات في أوروبا.

وقدمت الشركة أيضا طلبا لتملك حق شكل الأصابع في "كيت كات" كعلامة تجارية لها.

وبعد أربع سنوات من الأخذ والرد منحت الجهة المختصة بالعلامات التجارية في أوروبا نسله حق تملك الشكل كعلامة تجارية لها.

لكن شركة موندليتس، منتجة "كويك لانش"، والتي تمتلك أيضا منتجات أخرى، منها كادبري، وميلكا، وأوريو، وتوبليرون، وتصنع أيضا شوكولاتة ليو، التي تنتج في شكل أربعة أصابع هي الأخرى، قدمت دعوى ضد منح العلامة التجارية الجديدة لشركة نسله.

وفي 2007، بدأت المعركة القضائية، بين استئناف ورد واستئناف من كل جانب ضد الآخر.

ما أهمية الشكل؟

وجاء حكم المحكمة الأربعاء رافضا لاستئناف نسله، ومخبرا للجهة المختصة بالعلامات التجارية في أوروبا بأن عليها "إعادة النظر" في قرارها، ملغية زعم "كيت كات".

وكانت القضية تدور حول إن كان المنتج قد أصبح متميزا بقدر كاف ليستحق أن يصبح علامة تجارية، أي أن الناس يدركون المنتج بشكله فقط.

لا مشكلة في التغليف، لكن لب القضية فيما يوجد بداخله
BBC
لا مشكلة في التغليف، لكن لب القضية فيما يوجد بداخله

وجاء حكم محكمة العدل الأوروبية ليقول إنه ليس كافيا أن يكون شكل "كيت كات" قد أصبح أيقونة في "بعض" بلدان الاتحاد الأوروبي، إذ يجب أن تبرهن الشركة على أن هذا هو الحال في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

هل هذه نهاية الطريق؟

وتقول بعض الشركات القانونية إن الحكم يعني إعادة القضية مرة أخرى إلى ساحة الجهة المختصة بالعلامات التجارية.

وربما سيكون على نسله أن تقدم أدلة أقوى. ولكن عليها أن تثبت أن شكل "كيت كات" متميز في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وقد تفقد "كيت كات" العلامة التجارية في أوروبا مؤقتا، حتى تثبت تميزه في أنحاء الاتحاد الأوروبي كافة. وحتى يحدث ذلك، فإن القتال قد يتواصل.