نصر المجالي: قالت تقارير متطابقة من إسلام اباد إن لاعب الكريكيت السابق عمران خان، فاز في الانتخابات التشريعية الباكستانية، الأمر الذي يؤهله لمنصب رئاسة الحكومة، وقالت نتائج غير نهائية "حيث يستمر فرز الأصوات" إن خان حصل على المقعد الخامس ليتصدر منافسيه الرئيسيين.

وفي منافسة حزبية شرسة غير مسبوقة في المعركة الانتخابية، وبعد إحصاء نحو نصف الأصوات في انتخابات الأربعاء، تقدم حزب الحركة الوطنية من أجل العدالة في باكستان (تحريك إنصاف) الذي يتزعمه خان بوضوح على بقية الأحزاب.

لكن أنصار رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يقضي حكما بالسجن قالوا إن عملية إحصاء الأصوات تمثل اعتداء على الديمقراطية في بلد له تاريخ من الحكم العسكري.

وقالت تقارير إنه بعد إحصاء 48 بالمئة من الأصوات سجلت مفوضية الانتخابات الباكستانية في نتائجها الأولية تقدم حزب الحركة الوطنية من أجل العدالة الذي يقوده خان في 113 من بين 272 دائرة انتخابية.

اول خطاب

وفي أول خطاب للأمة بعد الفوز، القاه من منزله في بانيجالا، على مشارف إسلام أباد (66 عاما) قال نجم الكريكت الذي قاد فريق بلاده إلى الفوز بكأس العالم عام 1992، وتوج بطلاً واحتفل به الباكستانيون داخل البلاد وخارجها: "هذه انتخابات تاريخية". 

وكان عمران خان أسس حركة الإنصاف الباكستانية (بالأردية: پاکستان تحريک انصاف) العام 1996 بهدف القضاء على الفساد وكان حزبه قد فاز في انتخابات عام 2013 بالمركز الثالث.

وتحمل الحركة شعار: "إنصاف، إنسانية واعتزاز" ويعني باللغة الأرية: "أنصاف، انسانیت اور، باعث فخر". 
وقال خان في كلمته التي نقلت صحيفة (الغارديان) البريطانية مقتطفات منها: "سأخبركم عن نوع باكستان الذي أريد رؤيته: إلهامي هو الدولة التي خلقها النبي في المدينة" ، مضيفًا أنني أردت إنشاء دولة رفاهية إسلامية.،، الدولة التي يعيش فيها نصف السكان تقريبًا تحت خط الفقر ، أو فوق خط الفقر، كيف يمكننا أن نقول إن هذا هو الحلم العظيم الذي كانت باكستان. ستكون جميع سياساتنا هي رفع مستوى الطبقات الفقيرة".

وأكد عمران خان: "اليوم ، في هذه اللحظة، أريد أن تتحد كل باكستان، وهو بذلك يتناس جميع الهجمات، بما في ذلك الهجمات الشخصية ، التي أطلقها معارضوه ضده. وقال: "لن تتخذ حكومتي أي إجراء انتقامي ضد أي شخص."
وتابع: "أقول هذا أمامكم اليوم ... سندير باكستان بطريقة لم يسبق لها أن حكمت بها من قبل، وهي تقدم نوع الحكم الذي لم يسبق له مثيل من قبل".

ضرائب ونفقات
وشدد على القول: "أعدكم بأنني سأحمي أموال الضرائب من الناس. سنخفض نفقاتنا. سأخجل من العيش في منزل رئيس وزراء ضخم. سنقرر ماذا سنفعل بمنزل رئيس الوزراء ، وسوف نحوله إلى نوع من المؤسسات التعليمية. سنستخدم جميع دور المحافظ للجمهور".

وكتب فواد تشودري المتحدث باسم حزب خان على تويتر "نهنئ الأمة الباكستانية .. رئيس الوزراء عمران خان". برغم أن حزبه أحجم عن إعلان الفوز رسميا.

وإلى ذلك، ورغم من عدم حصول حزب عمران خان على الأغلبية، فإن توقعات بوقوق مصادمات مع أنصار شهباز شريف الذي بدأ الحديث عن مخالفات انتخابية واسعة النطاق، ويقولون إن الجيش يحابي عمران خان، الذي يؤكد حزبه، حزب حركة إنصاف، على نزاهة العملية الانتخابية.

فكر 

ويتضمن برنامج خان السياسي وتصريحاته منذ دخوله لمعترك السياسي التأكيد على القيم الإسلامية، وما كرس نفسه له خلال فترة التسعينات من اقتصاد متحرر، والوعد بتحرير الاقتصاد، وخلق دولة الرفاه وذلك بتقليل البيروقراطية، وقوانين مكافحة الفساد، أن يخلق ويضمن حكومة نظيفة؛ وذلك بتأسيس قضاء مستقل، إصلاح نظام شرطة الدولة، ومجابهة الرؤية العسكرية لباكستان ديمقراطي.

ويشار إلى أن قرار خان بخوض المعترك السياسي بنهضة روحية، كان متأثرا بمحادثاته مع أحد أتباع المذهب الصوفي في الإسلام، والذي بدأ في السنوات الأخيرة في مجاله في الكريكيت.

ويقول عمران خان لصحيفة (واشنطن بوست): "لم أعاقر خمرا قط، ولا دخنت، ولكني اعتدت أن أؤدي دوري في الحفلات، لقد كان هناك عائق في تقدمي الروحي".

التيار المتشدد

وكعضو في البرلمان فقد صوت خان أحيانا لصالح كتلة التيار الإسلامي المتشدد، مثل تحالف الأحزاب الدينية في باكستان متحدة مجلس عمل (بالأوردية) (Muttahida Majlis-e-Amal)، الذي كان قائده مولانا فازلور رحمن، فقد سانده لرئاسة الوزراء بجانب ترشيح مشرف عام 2002.

ورحمن رجل دين من المؤيدين لطالبان، وهو الذي دعا إلى حرب مقدسة ضد الولايات المتحدة، وعلى أساس ديني في باكستان قال خان: "إنه ومع مرور الوقت فلا بد للفكر الديني أن يتطور، ولكنه ليس تطورا، إنه رد فعل ضد الثقافة الغربية، وفي الغالب ليس لديه ما يقوم به تجاه العقيدة أو الدين".

دولة الرفاه

وكان خان قال لجريدة (ديلي تلغراف) البريطانية: "أريد لباكستان أن تكون دولة الرفاه، وأن تكون ديمقراطية حقيقية، مع سيادة القانون، ونظام قضائي مستقل". 
ومن بين أفكاره الأخرى التي قدمها: مطالبة جميع الطلاب بقضاء سنة بعد التخرج يعلّمون في الريف، ويخفضون من البيروقراطية المفرطة، لكي يتم إرسالهم إلى التعليم أيضا. ويؤكد: "نحن بحاجة إلى اللامركزية، وتمكين الشعب على مستوى القاعدة الشعبية".

وفي الختام، يشار إلى ان عمران خان كان استنكر في يونيو 2007 منح بريطانيا لقب (فارس( للكاتب الهندي المولد سلمان رشدي مؤلف رواية (آيات شيطانية)، وقال: "يجب على الحضارة الأوروبية أن تدرك مدى إيذاء ذلك الكتاب المثير للجدل على نطاق واسع للمجتمع الإسلامي".