واصلت إيران مزاعمها من خلال تصريحات كبار مسؤوليها عن محاولات أميركية للتفاوض معها، مؤكدة أن التفاوض مع واشنطن مرفوض ولا معنى له، وقالت إن خروج أميركا من المنطقة سيكون خلال هذا العام.

إيلاف: في كلمة خلال ملتقى أمني في طهران اليوم الاثنين، كشف أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن محاولة الأميركيين أخيرًا فتح حوار مع طهران. وقال إن ممثلين أميركيين اثنين طلبا لقاءه خلال زيارته إلى أفغانستان في 26 ديسمبر الماضي.

أضاف: "التقيتهما، وقالا إن أميركا تريد التفاوض معكم، فقلت لهما إننا نرفض التفاوض معهم، لأنه لا معنى للتفاوض مع أميركا، لكونه لا يمكن الثقة بها".

وأشار شمخاني إلى 3 سياسات ثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقال إن الأمن الجماعي من قبل حكومات المنطقة هو طريق الحل الاساسي والمستديم لإرساء الأمن في المنطقة.

واعتبر معارضة تغيير الحدود وتقسيم الدول بأنها الركن الثاني لهذه السياسة، وأضاف أن المعارضة الجادة لتواجد القوات العسكرية لدول من خارج الإقليم فيها تشكل الركن الثالث لهذه السياسة.

أضاف شمخاني أن جون بولتون يتخذ القرار حسب معلومات (خلق الإرهابية) ولكن من المعيب لقوة لها ادّعاءاتها أن تتخذ معلومات المنافقين، التي تعد لمنع تضاؤل عدد عناصرهم أساسًا لاتخاذ قرارات استراتيجية ضد إيران.

وقالت وكالة (فارس) إن شمخاني نصح جون بولتون بأن يبادر على الأقل إلى تغيير المصطلحات الواردة في منشورات المنافقين وألا يسرد الجمل نفسها بعينها في وثيقة أمنهم القومي.

خروج أميركا&
وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن العام الجاري سيكون عام خروج أميركا من المنطقة رغمًا عنها، وستكون مرغمة على الخروج من الخليج (الفارسي) مستقبلًا أيضًا.

وقال شمخاني إن الأميركيين ومزعزعي الأمن لا سبيل أمامهم سوى الخروج من المنطقة، ليس فقط من سوريا والعراق ولبنان الذي خرجوا منه، بل أن يبدأوا خروجهم من الخليج الفارسي أيضًا، وسنكون نحن جنود هذه الاستراتيجية.

أكد شمخاني أن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن هذا الأمر لا يفرض على أميركا سوى الخروج من المنطقة. وأضاف إن مسيرة تتبلور الآن في المنطقة ضد الجهات المزعزعة للأمن والاستقرار فيها، وهي في الحقيقة تجعل أميركا مرغمة على الخروج من المنطقة.

أضاف أن الأميركيين وبعد 17 عامًا من التواجد العسكري في أفغانستان يتحدثون الآن عن الخروج منها، في الوقت الذي لم يحققوا أيا من عناصر استتباب الأمن فيها.

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن أميركا لم يكن لها دور في دحر داعش في سوريا وأن استراتيجيتها فشلت فيها وهي تواجه الآن تناقضات في شرق الفرات، حيث إن هذه الظروف لا تجعل سبيلًا أمام أميركا سوى الخروج من المنطقة.

سياسة التخويف&
وأعرب شمخاني عن اعتقاده بأن أميركا لن تتخلى عن سياسة التخويف من إيران "ولن تقلع عن دعمها للسعودية في حربها ضد اليمن". وأضاف أن الإبادة البشرية والدفاع عن القتلة بالمنشار لاستقطاب المزيد من المصادر المالية يعدان من سياسات أميركا الثابتة في منطقتنا لزعزعة الأمن فيها".

وأكد شمخاني أن أميركا والجهات المزعزعة للأمن في المنطقة تعيش حقيقة مرة في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن و"لهذا السبب، فإنه على الشعب الإيراني أن يقيم احتفالًا مهيبًا في الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية لدعمه لشعوب المنطقة وإجهاضه تدخلات وممارسات مزعزعي الأمن في المنطقة".
&