أحمد قنديل من دبي: وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اليوم إلى برلين في إطار زيارة رسمية تستمر يومين.

ويبحث خلال الزيارة مع فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهورية المانيا الاتحادية وانجيلا ميركل المستشارة الألمانية، تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل التطورات الإقليمية والدولية، كما يلتقي كبار المسؤولين في ألمانيا وعددا من ممثلي الشركات الألمانية.

شراكة استراتيجية

ترتبط الإمارات بعلاقات متميزة وراسخة مع ألمانيا بدأت قبل نحو 47 عاما وشهدت محطات مثمرة من التعاون المشترك أسفرت عن شراكة استراتيجية بين البلدين اللذين يجمعهما توافقا في الرؤى لتعزيز الاستقرار في المنطقة وترسيخ السلم والأمن الدوليين.

ويرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى العام 1972 واتسمت بالتعاون والاحترام المتبادل فأتاحت فرصا للتنسيق المشترك في مختلف المجالات وتمخض عنها إعلان شراكة استراتيجية بين البلدين في أبريل عام 2004.&

وشهدت الأعوام الماضية تبادلا للزيارات بين قيادتي البلدين وعكست ما تشهده العلاقات الثنائية من نمو وتطور مستمرين والتنسيق المستمر بشأن القضايا السياسية المشتركة.

علاقات تجارية متميزة

وتعد الإمارات الشريك التجاري الأول عربيا لألمانيا، فيما تعد ألمانيا أكبر شريك تجاري أوروبيا لدولة الإمارات وتستحوذ الدولة على ما نسبته حوالي 22% من مجمل التجارة العربية الألمانية.

وشهد التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الفترة من عام 2010 حتى 2017 نموا إجماليا نسبته 60% ووصل إلى نحو 13.45 مليار دولار أمريكي عام 2017.

وتعمل في الإمارات اليوم مئات الشركات الألمانية، فضلا عن تواجد ما يقارب 14 ألف مواطن ومواطنة من ألمانيا يقطنون في الدولة ويساهمون في مسيرة التنمية.

وتشهد الرحلات الجوية المباشرة أسبوعيا بين الإمارات والمدن الألمانية نموا مضطردا ما ساهم في زيادة عدد الزوار من ألمانيا إلى الإمارات لما يزيد على 500 ألف زائر سنويا.

وتعد ألمانيا الاتحادية من أهم الشركاء الاستراتيجيين لدولة الإمارات في المجال الصحي والسياحة العلاجية إذ يسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات ومنها تعميق التعاون بين وزارتي الصحة ووقاية المجتمع في الدولة والاتحادية الألمانية للصحة.

اكسبو 2020

وستحظى ألمانيا بمشاركة متميزة في إكسبو 2020 دبي، حيث تبلغ التكلفة الإجمالية لجناحها في المعرض الدولي نحو 50 مليون يورو ويمتد على مساحة 4500 متر مربع ليكون بذلك أحد أكبر أجنحة البلدان المشاركة في الحدث ويوفر لزواره رحلة معرفية نحو الاستدامة.

وسيكون زوار إكسبو 2020 دبي القادمون من مختلف أرجاء العالم على موعد مع تجربة نوعية في الجناح الذي يقوم على مفهوم " ملتقى ألمانيا - Campus Germany " وسيتميز الجناح بتصميم " تركيبي" على هيئة حرم جامعي يتألف من وحدات منفصلة تتقاطع في ردهة فسيحة تضم مسرحا ومطعما ليقدم بذلك صرحا فنيا مذهلا يجسد المفهوم الرئيسي للجناح، وسيوفر الجناح الذي صمم ليكون وجهة للمعرفة والبحوث والتواصل تجربة تفاعلية مصممة خصيصا لكل زائر على حدة في الوقت الذي يستعرض فيه أحدث الابتكارات الألمانية في مختلف مجالات التكنولوجيا والعلوم.

زيارات متبادلة وعلاقات تاريخية

منذ عام 2006، سجلت أبوظبي وبرلين 8 لقاءات تاريخية جمعت الطرفين، حيث كان اللقاء الأول في برلين قبل 13 عاماً، بينما سجلت المستشارة الألمانية أول زيارة إلى الإمارات في العام 2007.

وزار الشيخ محمد بن زايد ألمانيا 5 مرات، وكانت في أعوام 2006 لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

و2009 والتي ناقش خلالها الشيخ محمد بن زايد مع ميركل الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، ومحاولة حل أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وقتها. و2012 تم خلالها التركيز على الطاقة المتجددة وبحث عدد من القضايا المشتركة اقليميا ودوليا. و2014 و2016، لتصبح زيارته الحالية لبرلين هي السادسة، فيما زارت ميركل الإمارات ثلاث مرات في سنوات 2007 و2010 و2017.

وقبيل زيارته إلى ألمانيا التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا الأسبوع هايكو ماس وزير خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية في مجلس قصر الشاطئ بأبوظبي.

وبحث الشيخ محمد خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا وسبل دعمها وتطويرها ومجالات التعاون الاستراتيجي بين البلدين في ظل ما يجمعهما من روابط صداقة متميزة ومصالح مشتركة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والاجتماعية والتعليمية، إضافة إلى التنسيق والعمل المشترك بشأن العديد من القضايا والملفات على المستويين الإقليمي والدولي.

زيارات ميركل

ومن برلين إلى أبوظبي، حيث كانت زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأولى إلى الإمارات في العام 2007، واستقبلها حينها الشيخ محمد بن زايد.

وفي عام 2010، شهدت زيارة ميركل للإمارات توقيع اتفاقيات اقتصادية وعلمية، تلبي طموحات البلدين، وتضمنت الاتفاقية اهتمام الإمارات بالاستعانة بالخبرات الدولية المتقدمة في مجال الطاقة النظيفة، وتطوير الطاقة المتجددة وتكنولوجيا التنمية المستدامة وتقنياتها، لمواجهة تحديات المستقبل.

وفي مايو 2017 استقبل الشيخ محمد بن زايد أنجيلا ميركل وبحث الطرفان تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.