كابول: قال الموفد الأميركي الخاص الى أفغانستان زلماي خليل زاد الاثنين أن بلاده ستسحب قواتها من خمس قواعد في هذا البلد اذا التزمت طالبان ببنود اتفاق السلام الذي يجري التفاوض حوله مع الكشف عن أولى تفاصيله.

وقال خليل زاد الذي أمضى قرابة عام في إجراء محادثات مع طالبان في الدوحة، سعيا لإنهاء 18 عاما من النزاع في أفغانستان، "لقد اتفقنا أنه إذا سارت الأمور وفقًا للاتفاق، فسننسحب خلال 135 &يومًا من خمس قواعد نتواجد فيها الآن"، وفق مقتطفات من مقابلة أجرتها معه قناة "تولو نيوز" التلفزيونية.&

وذكرت القناة على تويتر إن المقابلة الكاملة ستبث في وقت لاحق الاثنين وتحدث فيها الموفد وهو أفغاني المولد باللغة المحلية.

التقى خليل زاد الذي وصل كابول الأحد الرئيس أشرف غني بعد آخر جولة من المباحثات مع ممثلي طالبان في الدوحة والتي قال في ختامها إن التوصل إلى اتفاق بات وشيكاً.

ويتمحور الاتفاق المحتمل حول انسحاب للقوات الأميركية مقابل العديد من الضمانات الأمنية من حركة طالبان، وإجراء محادثات سلام أوسع نطاقا بين المتمردين والحكومة الأفغانية، ووقف محتمل لإطلاق النار.

ومع ذلك، حتى لو غادر قسم كبير من 13 الف جندي اميركي أفغانستان بعد التوصل إلى اتفاق، قال الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن واشنطن ستحتفظ بوجود دائم عبر إبقاء 8600 جندي في البداية، حتى بعد الاتفاق مع طالبان.

وتعد مناقشات خليل زاد مع غني أساسية بعد أن تم تهميش الحكومة الأفغانية إلى حد كبير في المحادثات رغم أن أي اتفاق في نهاية المطاف سيتطلب من طالبان التحاور مع الرئيس الأفغاني.

وقال صديق صادق المتحدث باسم غني للصحافيين "جهود الولايات المتحدة والشركاء الآخرين ستحقق نتائج عندما تدخل طالبان في مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية".

وأضاف "نأمل أن تؤدي هذه الجهود إلى إنهاء النزاع".

وعندما طلب منه وصف الاتفاق، اكتفى بالقول "الأهم هو أن تتوقف أعمال العنف التي ترتكبها طالبان".

وقال عبد الله عبد الله الذي يعد بمثابة رئيس وزراء أفغانستان في بيان إنه قد هو أيضا تم إطلاعه على ما تم التوصل إليه وتأكيد السعي لتحقيق "سلام شامل ودائم في أفغانستان".

- على أبواب اتفاق -
شكل غني وفداً من 15 &شخصا للقاء طالبان في محادثات الأطراف الأفغانية المقرر عقدها في النروج الأسابيع المقبلة.

والأحد، قال خليل زاد إن الولايات المتحدة وطالبان قريبان من اتفاق من شأنه أن يقلل من حدة العنف ويمهد الطريق لسلام "مستدام".

ولكن حتى مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية على ما يبدو، استمر العنف على قدم وساق في جميع أنحاء أفغانستان. فالسبت، حاولت طالبان السيطرة على قندوز في الشمال، والأحد، شنت عملية في مدينة بول-إي-خمري، عاصمة ولاية بغلان المجاورة.

وقال مسؤولون أفغان الاثنين إن بول-إي-خمري أخليت من مقاتلي طالبان والقتال ينحصر على مشارفها.&

وتمكنت القوات الأفغانية، بإسناد جوي محلي وأميركي، من منع قندوز من السقوط والتصدي لطالبان التي استولت على المدينة لفترة وجيزة في عام 2015.

وبعد أن قال مسؤولون أفغان الإثنين إن الوضع في المدينة عاد إلى طبيعته فجر انتحاري نفسه بالقرب من قاعدة لقوات الأمن في ضواحي قندوز بعد الظهر ما أسفر عن مقتل ستة جنود وجرح 15 آخرين. وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.

وفي الوقت نفسه، قالت قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان إن مشكلة فنية تسببت في سقوط طائرة بدون طيار تابعة للتحالف في ولاية غور.

وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي قال في وقت سابق إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بحلول مطلع أيلول/سبتمبر، قبل الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في 28 من الشهر.&

وقال سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان في الدوحة السبت إن الاتفاق "بات على وشك الانجاز" لكنه لم يحدد العقبات المتبقية.

ورغم إصرار غني المتكرر على أن الانتخابات ستمضي قدمًا، إلا أن كثيرين في أفغانستان يشككون في أنها ستجري كما هو مخطط له.