بيروت: من قصر الصنوبر، وبالذات من حيث أعلن الجنرال غورو "دولة لبنان الكبير" في الأول من سبتمبر 1920، أطل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت الخميس مطالباً القادة اللبنانيين بإحداث "تغيير عميق" في أدائهم، لمحاربة الفساد وبعث الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين، وذلك بهدف إخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي والانقسامات السياسية.

وطالب الرئيس الفرنسي في ختام زيارته إلى بيروت بإجراء "تحقيق دولي" حول انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب بمقتل 137 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين بجروح.

وقال في مؤتمر صحافي عقده عقب لقاءات مع ممثلين عن الأحزاب اللبنانية الرئيسية بينهم حزب الله وممثلي المجتمع المدني "يجب إعادة بناء الثقة والأمل، (...) وهذا لا يستعاد بين ليلة وضحاها، إنما تفترض إعادة بناء نظام سياسي جديد". وأضاف "طلبت من كل المسؤولين السياسيين تحمل مسؤولياتهم".

وفي حين عبر عن عمق الروابط بين لبنان وفرنسا، أعلن ماكرون عن تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان بعد الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في خضم أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد.

وتعهد الرئيس الفرنسي بترتيب مزيد من المساعدات الفرنسية والأوروبية والدولية للبنان في الأيام المقبلة، مضيفا بأن لبنان يواجه أزمة سياسة واقتصادية وثمة حاجة لاستجابة عاجلة لها.

وقال ماكرون "سننظم خلال الأيام المقبلة مؤتمر دعم دولي لبيروت والشعب اللبناني بهدف الحصول على تمويل دولي" من "الأوروبيين والاميركيين وكل دول المنطقة وخارجها من أجل توفير الأدوية والرعاية والطعام ومستلزمات البناء".

وطالب ماكرون بنظام سياسي جديد في لبنان أساسه الوحدة الوطنية.

وأعلن ماكرون أن طائرات مساعدات ستصل إلى لبنان ابتداءً من الأسبوع المقبل للاستجابة إلى حالة الطوارئ.

ووعد بأن بيروت ستنهض مجدداً، وقال: نهدف لدعم لبنان والحفاظ على سيادته. وقال الرئيس الفرنسي إننا نتضامن مع الشعب اللبناني وهدفنا دعم لبنان حر سيد مستقل.

وقال ماكرون مخاطباً اللبنانيين: لا يمكنكم أن تطلبوا من فرنسا التدخل والحلول مكانكم في ما يجب عمله، ففي ذلك عدم احترام لسيادة لبنان. لكنه قال واعداً "سأكون هنا كلما احتجتم إليّ، لكن لا يمكنني أن أحلّ مكان أحد، الحلول يجب أن تنبثق من الشعب اللبناني ومن الرؤساء، وأنا سأبقى في نطاق الصداقة".

وختم ماكرون باللغة العربية: بحبك يا لبنان.

وكان ماكرون وصل إلى بيروت، الخميس، في زيارة رسمية في أعقاب انفجار ضخم أودى بحياة أكثر من مئة شخص في المدينة.

وعقب وصوله إلى ​مطار بيروت​، وعبر ​تويتر​، نشر تغريدة جاء فيها: "​لبنان​ ليس وحيداً".