المتقاعدون البيلاروسيون خلال مسيرة للمتقاعدين للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية في مينسك، بيلاروسيا، 12 أكتوبر/تشرين أول 2020
EPA
نظم المتقاعدون مسيرة في مينسك يوم الإثنين احتجاجا على لوكاشينكو

هددت زعيمة المعارضة البيلاروسية بإضراب جماعي للعمال إذا لم يستقل الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في الأيام الـ 13 المقبلة.

كما هددت سفيتلانا تيكانوفسكايا باحتجاج ضخم في كل البلاد، في إنذارها الأخير للزعيم الذي يمسك بزمام الحكم منذ فترة طويلة.

ووافق مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين، على فرض عقوبات على لوكاشينكو.

واجتاحت الاحتجاجات البلاد منذ إعلان لوكاشينكو فوزه في انتخابات أغسطس/آب، التي وصفت بأنها مزورة على نطاق واسع.

وحكم لوكاشينكو بيلاروسيا لمدة 26 عاما، وغالبا ما يوصف بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا".

وقالت تيكانوفسكايا، يوم الثلاثاء، إن بيلاروسيا "طفح بها الكيل" بعد شهرين من "الأزمة السياسية والعنف وغياب القانون".

ووضعت ثلاثة مطالب من ليتوانيا حيث تعيش في المنفى منذ أغسطس/آب.

وأضافت تيكانوفسكايا إنه يجب وقف العنف ضد المتظاهرين وإطلاق سراح السجناء السياسيين، بعد يوم من السماح للشرطة باستخدام أسلحة فتاكة ضد المتظاهرين.

وقالت إنه إذا لم يتم تلبية المطالب، بما في ذلك مغادرة لوكاشينكو منصبه، بحلول 25 أكتوبر/تشرين الأول، فسوف يقوم خصومه بحشد احتجاج وإضراب وطني.

وكتبت تيكانوفسكايا على تطبيق تلغرام للتواصل الإجتماعي "في 26 أكتوبر / تشرين الأول، ستبدأ جميع الشركات إضرابا، وسيتم إغلاق جميع الطرق، ولن يكون للمتاجر المملوكة للدولة أي مبيعات".

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو
EPA
ألكسندر لوكاشينكو يحكم بيلاروسيا منذ 1994

وتطلق المعارضة على المطالب "إنذار الشعب"، وتأتي بعد زيارة لوكاشينكو للسجناء السياسيين في سجن يقبع فيه زوج تيكانوفسكايا خلف القضبان.

وتم منعه من مواجهة لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية في أغسطس/آب، وحلت تيكانوفسكايا محل زوجها.

وقالت يوم الثلاثاء "قلنا أكثر من مرة إننا مستعدون للحوار والمفاوضات. لكن إجراء محادثات (مع المعارضين) خلف القضبان ليس حوارا".

وواصلت تيكانوفسكايا في ما يعتبره الكثيرون أقوى بيان حتى الآن "كل من لا ينحاز إلى جانب الشعب هو شريك في الإرهاب. أعلن علانية أنك لم تعد تدعم النظام".

والإنذار هو محاولة لزيادة الضغط السياسي على لوكاشينكو، لكن يبدو أنه يهدف أيضا إلى ضخ طاقة جديدة في احتجاجات الشوارع، كما توضح مراسلة بي بي سي في موسكو، سارة رينفورد.

بينما، حثت رياضية أولمبية - اعتقل شقيقها وضربته الشرطة - السلطات على وقف عنفها ضد المتظاهرين وبدء الحوار.

وكتبت داريا دومراشيفا، بطلة أولمبياد البياتلون أربع مرات، على فيسبوك "الناس يريدون أن يُسمع صوتهم. على الجميع أن يهدأ ويناقش كل شيء. من المحتمل أن يقربنا هذا من الهدف".

واتفق القادة الأوروبيون يوم الإثنين على فرض حظر سفر على لوكاشينكو وتجميد أصوله بسبب استمرار نظامه باستخدام العنف، وانضم إلى 40 من مسؤوليه الذين فرض عليهم الاتحاد الأوروبي عقوبات بالفعل.

ضابط إنفاذ القانون يرتدي خوذة سوداء ويمسك هراوة في مسيرة في مينسك، يوم 12 أكتوبر/تشرين أول 2020
Reuters

ما هي آخر الأحداث في الاحتجاجات؟

وشهدت انتخابات أغسطس/آب المتنازع عليها احتجاجات غير مسبوقة في الشوارع من قبل البيلاروسيين الذين يقولون إنهم يريدون "الحرية".

واتُهمت السلطات البيلاروسية بالوحشية والتعذيب في قمعها للمظاهرات.

وأكدت وزارة الداخلية يوم الإثنين أن الشرطة أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع خلال تجمع غير مرحض في العاصمة مينسك، شارك فيه عدد كبير من المحتجين الذين هم في سن التقاعد.

وقال متحدث باسم الشرطة إن الإجراءات اتخذت بعد أن "بدأ المواطنون في إظهار العدوان". كما تم اعتقال عدد غير مؤكد من المتظاهرين.

وتقول السلطات إن أكثر من 186 اعتقلوا يوم الإثنين، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وجاءت تلك الاحتجاجات في أعقاب خروج المتظاهرين إلى الشوارع يوم الأحد في عطلة نهاية الأسبوع التاسعة على التوالي.

وقال منتقدو لوكاشينكو إن الشرطة استخدمت بعض الأساليب الوحشية ضد المتظاهرين منذ الحملة القمعية التي أعقبت الانتخابات مباشرة.

واستخدمت شرطة مكافحة الشغب مرة أخرى خراطيم المياه والقنابل الصوتية لتفريق المسيرة الأخيرة في مينسك، وتعرض العديد من المتظاهرين للضرب بهراوات الشرطة.

ووصف المراقبون الدوليون، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، المظاهرات بأنها سلمية.