فهيد الهيلم

نشرت صحيفة laquo;الآنraquo; الالكترونية مقتطفات من وثيقة قدمها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر يتهم فيها الإسلام والمسلمين بالظلم، وأنه يخشى على أتباع ملته من ظلم المسلمين في الشرق الأوسط، وعزا بابا الفاتيكان ذلك الظلم لوجود جماعات إسلامية ترفع شعار laquo;الإسلام هو الحلraquo;، وكذلك لوجود أنظمة جعلت الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع! وهذا أمرٌ لا يقبله البابا قطعاً.
في الحقيقة لم أستغرب هذا التجني وهذا الظلم من أعلى رجل كنسي في العالم وذلك لأن الله تعالى قد بين لنا في القرآن الكريم عداوة هؤلاء القوم لكل ما هو إسلامي، وعداوتهم لرسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى laquo;وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍraquo;، هكذا جاء البيان الإلهي واضحاً صريحاً ليبين الحق للأمة أن هؤلاء القوم لن يقبلوا بديننا حتى وإن وفر لهم سبل العيش الكريم، بل بين الخطاب الإلهي أن الصدور تحوي ما هو أعظم وأكبر من الألفاظ الظاهرة الواضحة فما يسرون من عداوة أكبر بكثير مما يظهرون، فقد قال تعالى laquo;قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرraquo; بل الهدف الرئيس لمثل تلك الدعوات التي أطلقها البابا قيدها في تقريره ووثيقته المسلمة لأساقفة الشرق الأوسط والتي ستبحث في أكتوبر من العام الحالي، الهدف منها هو إيجاد مناخ مناسب لجعل المسلمين يرتدون عن دينهم، وعن الاحتكام لشرع ربهم، ويتخلون عن إيمانهم بالله تعالى من خلال صرفهم عن الاحتكام للشرع والهدى، واعتبار مجرد الاحتكام للأوامر الشرعية تعديا وظلما للنصارى في الشرق الأوسط، وقد فضح الله تعالى كل تلك المخططات قبل أن يقدم البابا وثيقته، وبعدها أيضاً، ونهانا عن اتباع مثل تلك الأهواء والأمزجة فقال جل من قائل عظيماً laquo;يأيها الذين آمنوا إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الذين أُوتُواْ الكتاب يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَraquo;، هذه هي الغاية وهذا هو المراد، لذلك نقول للبابا ولغيره من بني جلدتنا، وممن يتسمون بأسمائنا من بني علمان، أننا كنا وما زلنا وسنبقى نردد أن laquo;الإسلام هو الحلraquo; هو الحل لكل مشاكل الأمة، ولن يصلح حالنا اليوم إلا بما صلح به حال الأولون بتحكيم شرع الله تعالى، والنزول عند مقتضيات الرسالة المحمدية، والاكتفاء بها laquo;الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكرraquo;... تلك صفات عباد الله الذين سيجلبون الخيرية للأمة، وسيصلون آخرها بأولها من خلال تحكيم شرع ربنا.
لقد أزعج البابا أن بعض الدول جعلت من الشريعة الإسلامية مصدراً للتشريع، وتناسى هذا البابا أن الإسلام هو دين الحرية وعدم الإكراه، وقد ضمن للنصارى العرب وغيرهم الذين يقطنون الشرق الأوسط حقوقاً لم يضمنها دينٌ آخر كما ضمنها الدين الإسلامي الحنيف، لقد تناسى البابا ما كان يجري على يديهم وتاريخهم في إبادة المسلمين في بلاد الأندلس، وتناسى محاكم التفتيش، وتناسى قمع الكنيسة لكل تطور علمي في القرون الوسطى، بل تناسى واقعنا اليوم الذي يشهد التحالف النصراني اليهودي لقتال أمة الإسلام في كل أصقاع المعمورة وما زرع الكيان الصهيوني منا ببعيد، لقد تناسى البابا كل ذلك وجاء ليكيل التهم للإسلام في تقريره هذا! ووالله إنها لدعوة مستهجنة وفرية سمجة أن يتحمل الإسلام أخطاء الأنظمة البوليسية الجاثمة على صدر الأمة الإسلامية، والتي لم تدخر وسعاً في تنحية الشرع وجعله محصوراً في عقود النكاح والميراث! كان الأجدى أن يوجه النقد لم هذه صفاتهم لا أن يحمل الإسلام جريرة ما يفعله أعداء الإسلام ممن أقصوه وفتحوا السجون للإسلاميين وللأسف.
أيها البابا سنبقى دائماً نردد أن laquo;الإسلام هو الحلraquo; حتى يبزغ الفجر الذي نريد ويحكم فينا بشرع ربنا. والسلام على من اتبع الهدى.