ذهب صدام وزمرته.. وانتصرت الكويت في معركتي التحرير والإعمار

الكويت - مرفت عبدالديم


عشرون عاما مرت على الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، الا ان ذكراها الأليمة مازالت محفورة في الوجدان، ومازالت هناك العديد من الأسر بانتظار معرفة مصير أبنائها .. ومع الذكرى نسترجع أصعب مرحلة عاشها الكويتيون ابان الاحتلال الظالم الذي استمر سبعة أشهر أحدث فيها الجيش العراقي الغازي بدولة الكويت دماراً كبيراً.

عشرون عاما مرت ولا نزال نحمل في طيات النفس ذكريات أليمة، وأثراً لجرح غائر في قلب كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، بسبب الأيام العصيبة التي عاشها الكويتيون والمقيمون تحت نير احتلال غاصب غاشم.

ان الكويت وهي تستذكر جريمة النظام العراقي البائد، لا يمكن ان تنسى كل كلمة صدق ارتفعت تأييداً للحق الكويتي والمواقف المشرفة التي سطرها ابناء الكويت الأوفياء الذين ضحوا بأرواحهم وبكل غال ونفيس من أجل عودة الشرعية وعودة الحق المسلوب، والتي ستظل محفورة في الذاكرة على مر الأيام.

ان الثاني من أغسطس ذكرى سنوية تعلن ان العالم المتحضر يرفض الظلم ولا يقبله، وأنه مستعد للتحالف كما حدث في أعقاب ذلك الغزو، عندما تحرك المجتمع الدولي بصوت واحد ضد الظلم، معلنا اشراق فجر جديد من الحرية على دولة الكويت.

ويحضرنا هنا ما قاله رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي من ان laquo;محنة غزو النظام العراقي البائد كانت قاسية على الشعب الكويتي، وكان العيش تحت حكم طاغية لأكثر من عقدين من الزمن، محنة أقسى على الشعب العراقي الشقيقraquo; مؤكدا laquo;ان الشعبين يملكان ارادة الحياة وعزيمة البناء، ومرحلة اعادة الإعمار التي اجتازها الكويتيون بعزيمة صلبة، سيجتازها العراقيون بنفس الصلابةraquo;.

نعم، لقد أصرت الكويت على حريتها واستقلالها، وأصر شعبها على وحدته وتمسكه بشرعيته، وكان صمود أبنائها في الداخل ورفضهم للاحتلال، ملحمة بطولية وكان تلاحم أبنائها في الخارج نموذجا وطنيا، وكان موقف الأشقاء والأصدقاء مع الحق الكويتي، موقفا رائعا لا ينساه شعب الكويت، ولن ينساه أبدا.

عشرون عاما مضت، وانتقلت المنطقة الى مرحلة مختلفة تماما عن تلك التي كنا نعيشها عام 1990 وتغير الكثير من الأمور السياسية وتبدلت الملامح وأصبحت المنطقة أخصب مكان في العالم للاقتصاد والاستثمارات بعد ان كانت مسرحا للعمليات العسكرية، وانتقل المايكروفون من الحديد والبارود الى الدولار واليورو، كما قال أحد المؤرخين.

الشهيد فهد الأحمد فارس ملحمة دسمان قاتل الغزاة حتى فاضت روحه الطاهرة


- جنود الاحتلال: شاهدناه يصول ويجول حتى نفدت ذخيرته

- ملازم أول عراقي: فشلنا في أسره ونقله إلى بغداد

- مع ذكر شهداء الكويت الأبطال لابد ان نتذكر شهيد الرياضة الكويتية الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح، الذي استشهد أثناء مقاومته لقوات الاحتلال أمام قصر دسمان.

تاريخ المعركة 1990/8/2م مع بداية الغزو العراقي للكويت الطرفان:

الجانب الكويتي: مجموعة يقودها المقدم الركن الشيخ أحمد الخالد + قوة رئيسية من مدرعات الحرس الأميري بقيادة المقدم الركن علي الخميس + حرس القصر

- الجانب العراقي: سرية من الحرس الجمهوري (أفضل قوات صدام) + قوة من مشاة القوات الخاصة.

بدأت المعركة في الساعة 6، 30 صباحا واستمرت ثلاث ساعات تقريبا وفيها استطاعت القوة الكويتية فك الحصار المفروض على قصر دسمان من قبل جنود الاحتلال وتحرير الأسرى الكويتيين المدنيين.

في الساعه 5.45 صباحا جاء الشيخ فهد الأحمد اتصال من الشيخ راشد الحمود وقال الحمود له ان العراقيين وصلوا الى بوابة رئاسة الأركان في الجيوان، فطلب منه ابوأحمد ان يمر عليه بسرعة، وأسرع الشيخ فهد وقام بغسل وجهه وبدل ملابسه واتجه الى صديقه حامد السعيد وقال له (قوم يابو يوسف، ترى صارت)، وخرج من المنزل وركب سيارته ومعه أبو يوسف وانتظرا وصول الشيخ راشد الحمود.

كان أبوأحمد يظن ان الكلاشينكوف في سيارته، وهو سلاح أهداه اياه رفيق دربه وزميله في الكفاح الأمير فيصل بن فهد وذلك أثناء دورة الخليج التاسعة التي أقيمت في السعودية، لقد نسي أبوأحمد أنه أهدى الكلاشينكوف للشيخ دعيج المالك صباح اليوم السابق، كما نسي مسدسه الذي اعتاد ان يربطه أسفل ساقه اليمنى.

وبسرعة وصل الشيخ راشد الحمود ومعه حقيبة فيها رشاش وذخيرة، وترجل من سيارته وركب مع الشيخ فهد الذي أصر على قيادة السيارة بنفسه وانطلق بها مسرعا وكان يحاول الاتصال بدسمان وكان عصبيا وعلامات الثورة والغضب تملأ وجهه، وعلم من خلال اتصاله ان العراقيين تجاوزوا الجيوان فزاد من سرعته وهو يقول (سواها النذل..) صدام.

فتح الشيخ راشد الحمود الراديو على اذاعة الكويت ليستطلع الأخبار، وكانت وقتها المجموعة الكويتية تشدو باغنية laquo;ياجابر الشعبraquo;، وفجأة انقطعت الأغنية وتغيرت اللهجة فعرفوا أن العراقيين وضعوا أيديهم على استديو البث الاذاعي، فقام الشيخ فهد باغلاق الراديو قائلاً: (سواها الكلب..).

قصر دسمان

واعترض طريق الشيخ فهد، ضابط من الحرس الأميري وصرخ بأعلى صوته (ابتعدوا..لقد طوقوا القصر..) لكن الشيخ فهد تجاهله ولم يتوقف واتجه مباشرة الى قصر دسمان الذي طوقه الجيش العراقي.

كان العراقيون قد وصلوا الى القصر الساعة السادسة صباحا من ناحية البحر وفي الساعة 6.26 صباحا وصل الشيخ فهد الى قصر دسمان وهناك رأى ان الحرس المكلفين بالدفاع عن القصر قد وضعوا حواجز اسمنتيه أمام البوابة ولم ينتبه الشيخ فهد الى ان العراقيين قد أحاطوا بمدخل القصر المطل على المدينة وأنهم نصبوا فخاً لكل قادم.

الاستشهاد

اختلفت الروايات حول استشهاد الشيخ فهد الأحمد الصباح.

ففي لقاء صحافي مع ثلاثة من جنود الحرس الجمهوري العراقي الفارين الى تركيا..وكان الحديث معهم يتعلق بمحاصرتهم لقصر دسمان، ذكر الثلاثة الفارون من جحيم صدام حسين انهم شاهدوا فهد الأحمد وهو يصول ويجول..يكر ويفر..ويضرب حتى نفذت ذخيرته وقلت حيلته وعندها سهل قنصه..بثلاث رصاصات.

وفي رواية أخرى لملازم أول بالقوات العراقية الخاصة وكان يعالج في المستشفى الأميري قال عن اصابته انها من رصاص فهد الأحمد وقد استقرت الرصاصة في وسط فخذه وقال ان التعليمات كانت تقضي بان يقتادوا الشيخ فهد الأحمد حيا الى بغداد!!

وأضاف انه طلب من الشيخ فهد عبر مكبر الصوت ان يستسلم ولكنه رفض واستمر في اطلاق الرصاص عليهم، فأطلقوا عليه رصاصات عدة.. وتجيء رواية حامد السعيد لتكون بمنزلة النقطة الحاسمة خاصة وانه كان آخر الأصدقاء بجوار الشهيد وشاهد بنفسه لحظة استشهاده هو والشيخ راشد الحمود.

يقول حامد السعيد: عندما وصل الشيخ فهد (لقصر دسمان) قال له الملازم أول سعد البالول (انزل يا أبو احمد بسرعة من السيارة) ولكن لم يكد الضابط ينهي كلماته حتى انطلقت رصاصتان من قناص عراقي أخذ من شجرة في الدوار المقابل للبوابة ساترا له فأخطأت الأولى وأصابت الثانية الشيخ.

بعد ذلك قام الملازم أول نواف فليطح باطلاق رصاص كثيف من موقعه عند البوابة على الجنود العراقيين في الدوار، تبعتها طلقات متفرقة من الحرس، لعمل ساتر لانسحاب الشيخ فهد المصاب،ولكن رصاصة غادرة اخترقت أعلى الرقبة بخلفية الرأس، وبعد 45 دقيقة طلب الغزاة من الملازم أول سعد البالول ومعه الملازم ناصر المسباح وأربعة جنود من الحرس الأميري الذين كانوا في كابينة الأمن عند ساحة القصر أن يستسلموا ومع الطلب أطلقوا قذيفة آر بي جي دمرت جزءا من الكابينة.

لم يصب الملازم أول سعد ولكن أصيب مساعده بشظايا حارقة وبعد ذلك اندفع الجنود العراقيون نحو الملازم أول سعد ومن معه من الحرس وتم أسرهم وتحولت ساحة القصر المكشوفة بعد ذلك الى ساحة معارك جماعية وفردية قتل وجرح من العراقيين فيها أكثر من 8 جنود.

وقام العراقيون بنقل الأسرى وقد عزلوهم الى مجموعتين، الأولى للعسكريين والثانية للمدنيين، وبعد ذلك جاءت الى القصر نجدة من مجموعة يقودها المقدم الركن الشيخ أحمد الخالد، الذي أخذ يتتبع العراقيين من مبنى الى اخر محاولا تأخير استيلائهم على القصر بغية وصول النجدة التي طلبها من قيادة اللواء، واستمرت المعارك حتى الساعة الثامنة صباحا عندها وصلت القوة الرئيسية من مدرعات الحرس الأميري بقيادة المقدم ركن علي الخميس سالكا طريقه من دوار المقهوي حتى دوار دسمان واستطاع الأبطال فك الحصار عن قصر دسمان وفر العراقيون تاركين الاسرى المدنيين أما العسكريون فقد أخروهم للمساومة عليهم عند الضرورة.

واضطر المقدم ركن علي الخميس عندما دخل من بوابة القصر إلى الاصطدام بسيارة الشيخ فهد بمدرعته لأنها كانت تسد الطريق، ولم يخطر بباله أنها سيارة laquo;أبوأحمدraquo; وأنه بداخلها.و لما علم من قائد قوة القصر المقدم الركن الشيخ أحمد الخالد أنها سيارة الشيخ فهد وأنه استشهد، أمر الملازم أول نواف فليطح والملازم أول فهد الزيد بأن يتبعاه بسيارة جيب، وبسرعة خاطفة وصل الخميس يتبعه مساعده الملازم أول عبدالسلام الرومي، وحمله الاثنان بهدوء ووضعاه في سيارة الجيب التي انطلقت الى عيادة القصر، وهناك دنا المقدم الركن الشيخ احمد الخالد من الجيب لالقاء نظرة على الشهيد البطل.

قدمنا أروع آيات التضحية والصمود

جمال النصر الله: الثاني من أغسطس محفور في قلوبنا ولا يمكن نسيانه

قال الامين العام المساعد لمجموعة الديرة للعلاقات العامة والاعلام جمال جاسم النصرالله، ان يوم الثاني من شهر اغسطس من كل عام محفور في قلوبنا يعصرنا الالم ولا يمكن ان ننساه مدى الحياة والحمد لله على ما نحن فيه الآن من الامن والامان والتواصل المستمر بين ابناء هذا الشعب الوفي الذي اثبت للعالم اجمع توحد كلمته وصموده وضرب مثلا يحتذى به في التضحية بالغالي والنفيس وتصميمه بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى ومساندة الاشقاء والاصدقاء لان يعود الحق لأصحابه وتعود الشرعية تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الامين وحكومته الرشيدة التي ارتضينا بها ولم نقبل بديلا عنها وقد عدنا مرفوعي الرأس وشاكرين الله عز وجل وكل من كانوا سندا لنا ولصمودنا ولا نستطيع ان نجزيهم حقهم وتبقى محبتهم راسخة في قلوبنا وتواصلنا معهم برد جزء من الجميل لهم فلا يضيع حق وراءه مطالب وعاشت الكويت حرة آمنة وليحفظها الله من كل مكروه.

وأضاف: ان قضية الأسرى والمرتهنين، مازالت مجهولة المصير، حيث تم العثور حتى الآن على عدد من جثث الأسرى الكويتيين، ضمن المقابر الجماعية الكثيرة التي تم اكتشافها بعد تحرير العراق، لا تزال تشكل احدى القضايا الشائكة والعالقة بين البلدين ولاننسى ذكرى الشهداء الذين قدموا أروحهم فداء للكويت وأولهم الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح رحمه الله ولا ننسى (بيت شهداء القرين) الواقع جنوب العاصمة الكويت الذي يقف بشموخ على الرغم مما فيه من جراح متناثرة ليروي لأجيال تلو الأخرى قصة أولئك الشباب الذين قدموا أروع التضحيات من أجل الوطن مطالبا وسائل الاعلام بتسليط الضوء على بطولات شهداء الوطن حتى تتذكر الاجيال القادمة بطولاتهم.

حيا أرواح الشهداء الطاهرة

د.فلاح السويري: تاريخ الكويت مليء بالمجد والبطولات

استذكر الدكتور فلاح ضويحي السويري الأرواح الطاهرة والدماء الزكية التي تزيّنت بها الكويت يوم 2 اغسطس وأصبحت صفحات مضيئة خالدة في تاريخ الكويت المليء بالمجد والبطولات.

وأضاف السويري ان ما حصل في هذا اليوم لهو أمر مهول يجب التوقف عنده كثيراً والتأمل والمكاشفة والمصارحة فسقوط دولة بكل أركانها خلال ساعات يستدعي توثيق هذه الأخطاء والاستفادة منها في المستقبل فنحن مقبلون على خطة تنموية تبلغ قيمتها 37 مليارا واشراك القطاع الخاص في تنفيذها مما يعني ان هناك شركات كبرى وخبرات عالمية ستفد الى البلد للمشاركة أو الاستثمار وهي في حاجة الى ثقة وتطمين واستقرار.

وتمنى السويري وهو الأكاديمي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وخبير الادارة والتخطيط والتدريب تقسيم الرقعة الجغرافية للدولة الى قطاعات واسناد حماية كل قطاع الى احدى الفرق العسكرية المؤهلة والمدربة والمسلحة وذلك عبر توزيع فرق وألوية الجيش الدفاعية في كافة أنحاء وحدود البلاد وعدم تمركزها في مكان أوجهة واحدة لان ذلك يعني سهولة السيطرة عليها أو تدميرها.واسناد حماية مراكز الاتصال والموانئ ومحطات توليد الطاقة والمطار والقواعد العسكرية ومراكز الامداد والذخيرة الى الحرس الوطني وانشاء شركة اتصال عسكرية خاصة للجيش والقوات المسلحة وأعضاء مجلس الدفاع الأعلى لان شركاتنا العاملة اليوم في مجال الاتصالات هي مملوكة للقطاع الخاص غير الكويتي مما يعني وضع علامة استفهام كبيرة على امن وسرية الاتصالات الحكومية والعسكرية في حالة الطوارئ.

وطالب السويري باحياء فكرة حقول الشمال وتعميمها على الجنوب والجرف القاري لان ربط مصالح الدول الكبرى معنا يشكل التزاما من هذه الدول بحماية مصالحها الاقتصادية لان رابطة المصالح اليوم هي اقوى الروابط، داعيا الله ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه تحت ظل حكم أسرة الخير أسرة آل الصباح الكرام ممثلة في سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظة الله وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد حفظه الله وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيح ناصر المحمد حفظه الله والرحمة والمغفرة لشهداء الوطن الأبرار.

في ذكرى الغزو الغاشم

بدر المديرس: يجب الاهتمام بالشباب ووقايتهم من كل المؤثرات الضارة التي يفرزها العصر

دعا رئيس مجلس ادارة جمعية العلاقات العامة بدر المديرس الى ضرورة العمل الجاد لمعالجة اثار العدوان الغاشم على البيئة الكويتية، لافتا الى ان هناك مساحات شاسعة من الأراضي الكويتية تحتاج الى اعادة تأهيل، اضافة الى وجود بعض المخلفات العسكرية في البحر والتي يجب العمل على رفعها.

وقال المديرس: ان الكويت وأهلها لن ينسوا تلك الذكرى الأليمة المحفورة في الوجدان، والتي مازال جرحها ينزف دما على أسرنا الذين لم يعرف عنهم شئ حتى الآن.

وأضاف، ونحن اذ تمر علينا الذكرى الـ 20 للغزو، يجب ان نؤكد على تلاحمنا، وأن نبتعد عن المشاحنات وتصفيات الحسابات، وعلينا ان نركز في كيفية بناء الكويت ووضعها في مصاف الدول المتقدمة، خاصة بعد الميزانية الضخمة التي تم رصدها لخطة الدولة التنموية.

وقال المديرس، ويعد الشباب من أهم الموارد في أي مجتمع بل يعد أهم عنصر من عناصر تكوينه نتيجة لخصائصه، لهذا فان التركيز على الشباب في الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية يعد أولوية حيث ان الاستثمار في هذه المرحلة يجنب البلد مشاكل مستقبلية عديدة ويساهم في التهيئة المسؤولة لجيل المستقبل الذي بدوره سيعكس ذلك على الأجيال التالية وهكذا نضمن حداً مقبولاً من فرص التنمية في عالم متسارع الخطى.

واشار الى ان احتياجات الشباب تتمثل أولاً في العمل على رفع مناعتهم الذاتية لوقايتهم من كل المؤثرات الضارة التي يفرزها العصر سواء في الجوانب الصحية أو العقلية أو السلوكية، بالاضافة الى رفع كفاءتهم وقدراتهم في تجاوز مورثات التخلف والتعامل مع روح العصر بمسؤولية نحو أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم والانسانية جمعاء، لافتا الى انه لا يمكن ان تتعزز هذه المسؤولية وتنمو بشكل ايجابي دون ان تتوفر لهم فرص وامكانيات المشاركة في تحمل المسؤولية وفرص التنمية الكاملة المتمثلة في الحصول على التعليم والتدريب وفرص العمل والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والاجتماعية وتنمية المواهب والابداعات الفردية والجماعية.

وأشار الى ضرورة الاهتمام بتلك الفئة والانتباه اليها، واعداد البرامج التأهلية، وايجاد الوظائف المناسبة لهم، والاسهام في تأمين حياة مستقرة للأجيال الشابة، والعمل على اتاحة الفرصة أمام الطاقات الهائلة للشباب، والعمل على اعدادهم بصورة مناسبة لمواجهة تحديات وضغوط العولمة، وتشجيعهم على تحمل مسؤولية تعليم أنفسهم الى جانب التعلم الذاتي المستمر، والعمل على اعطاء احتياجات الفتيات اهتماما خاصا في جميع المجالات، ورصد الفرص المتاحة أمام الشباب لخلق موارد جديدة للعمل لديهم بما يحقق دورهم في التنمية، والعمل على التقريب بين رؤى الشباب، وتشجيع الروح الاستثمارية لدى الشباب وتأهيل وتدريب الشباب لضمان اكتسابهم للمهارات المطلوبة في سوق العمل المتجدد، والبحث عن فرص عمل في تلك المجالات التي تدعم فكرة الحفاظ على البيئة.وتوعية الشباب في أنهم بناة الغد وليسوا، ومساندتهم في البحث عن غد أفضل، والاهتمام بالشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة واعطائهم اهتماما خاصا في جميع المجالات.

فايز العنزي: مطلوب توثيق سير شهداء الكويت البطولية ضد العدوان الغاشم


قال رئيس جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية فايز عبدالله العنزي، ان شهداء الكويت الأبرار يستحقون منا كل التكريم بتخليد اسمائهم وتوثيق سيرتهم البطولية ضد العدوان الغاشم على كويتنا الحبيبة.

وقال العنزي تمر علينا اليوم الذكرى العشرون للغزو العراقي لبلدنا الحبيب الكويت، واننا في هذه المناسبة المهمة في تاريخ الكويت الحديث لنستذكر بكل الفخر والاعتزاز أسرانا وشهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الغالية في سبيل استقلال وتحرير الكويت.

وأضاف: ان المعاني الرائعة المستلهمة من هذه الذكرى لهي كثيرة وعديدة، ومن أهم هذه المعاني واسماها، معنى التضحية والفداء للوطن العزيز من قبل أبنائه البررة، متجسدا في هذا الحدث الجلل، الذي أظهر للعالم أجمع المعدن الأصيل للشعب الكويتي بكل فئاته وطوائفه، ورسخ بما لا يدع مجالا للشك معنى الوحدة الوطنية التي لطالما كانت شعارا لنا نحن الكويتيين نتغنى به أمام الجميع وقد أثبتت الأحداث صدق هذا الشعار وتفعيله أمام العدو الغادر والاحتلال البغيض، فقد كانت معاني التكافل الاجتماعي والترابط المعنوي والجسدي بين أهل الكويت مثالا ناصع البياض للشعوب كافة، بل وكانت بمنزلة أقوى الأسلحة لصمود أهل الوطن في مواجهة الاحتلال وجنوده، كما لا يمكن ان ننسى الدور الفاعل للقيادة السياسية في تلك الفترة وادارتها الحكيمة للأزمة والتي تجلت في كسب تأييد وتعاطف كافة شعوب وحكومات العالم.

واشار الى ان شهداءنا الأبرار يستحقون منا الكثير من التكريم والكثير من الاحترام وذلك بتخليد أسمائهم ونشر صورهم في شتى الوسائل الاعلامية المتاحة، وضرورة توثيق سيرهم البطولية في مواجهة العدو المغتصب وتدريس تلك السير العظيمة لأبناء الكويت بأجيالهم المختلفة لأنهم النموذج الأمثل للاقتداء به، داعيا الله ان يديم نعمة الأمن والأمان على كويتنا الحبيب وأن يتقبل شهداءنا الأبرار ويسكنهم الفردوس الأعلى، وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

مسيرة حافلة بالإنجازات امتدت لأكثر من 39 عاماً

سالم الصباح ، الأب الروحي للأسرى

- قاد سفارات ووزارات عديدة بنجاح كبير وامتاز بالتواضع والكرم وحب الناس

- حمل على كاهله قضية الأسرى والمفقودين وكان مكتبه مفتوحاً لذويهم

عند الحديث عن قضية الأسرى الكويتيين، لابد من ان نتذكر جهود أحد رجالات الدولة الذي قضى حقبة من الزمن، وجاب أرجاء المعمورة، وخاطب العديد من المسؤولين في محاولات حثيثة لمعرفة مصير أسرانا، انه الأب الروحي لأسرى الكويت، الشيخ سالم صباح السالم الصباح يرحمه الله.

والشيخ سالم من مواليد عام 1938 وهو الابن الاكبر لامير الكويت الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح وله مسيرة حافلة في تاريخ الكويت اذ تدرج في السلك الدبلوماسي حتى عين سفيرا للكويت لدى عدة دول كما تولى حقائب وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل، والدفاع، والداخلية، والخارجية وكان طوال تلك الفترة التي امتدت أكثر من 39 عاما مثالا وطنيا في البذل والعطاء لم يدخر وسعا في سبيل خدمة ورفعة وطنه.

وعمل الشيخ سالم مديرا للادارة القانونية بوزارة الخارجية بعد تأسيسها في العام 1961 واستمر بها حتى عام 1965 عندما انتقل سفيرا لدولة الكويت لدى المملكة المتحدة بالاضافة الى كونه سفيرا محالا لدى السويد والنرويج والدنمارك منذ عام 1968.

وفى عام 1971 عين سفيرا لدى الولايات المتحدة وعمل سفيرا غير مقيم لدى كندا وفنزويلا.

وفى 9 فبراير 1975 تولى الشيخ سالم أول منصب وزاري حيث حمل حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكان ذلك في التشكيل الوزاري الثامن بتاريخ الكويت واستمر في هذا المنصب في التشكيل الوزاري التاسع بتاريخ 6 سبتمبر 1976.

وتولى حقيبة وزارة الدفاع في التشكيل الوزاري العاشر بتاريخ 16 فبراير 1978 واستمر في هذا المنصب في التشكيل الوزاري ال 11 بتاريخ 4 مارس 1981 والتشكيل الوزاري ال 12 بتاريخ 3 مارس 1985 والتشكيل الوزاري ال 13 بتاريخ 12 يوليو 1986 ثم اضيفت له وزارة الداخلية في 21 يناير 1988.

وفى التشكيل الوزاري ال 14 بتاريخ 20 يونيو 1990 والذي تم قبيل العدوان العراقي على دولة الكويت حمل الشيخ سالم حقيبة وزارة الداخلية.

وبعد تحرير الكويت تم تشكيل الوزارة ال 15 بتاريخ 20 ابريل 1991 حيث عين الشيخ سالم نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للخارجية ثم خرج من التشكيل الوزاري ال 16.
وعاد الشيخ سالم في التشكيل الوزاري ال 17 بتاريخ 15 أكتوبر 1996 حيث عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع واستمر في هذا المنصب في التشكيل الوزاري ال 18 بتاريخ 22 مارس 1998 وال 19 بتاريخ 13 يوليو 1999.


ومنذ عام 1992 تولى الشيخ سالم رحمه الله رئاسة اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين، وعرف عن الشيخ سالم تواضعه الجم وكرمه وحبه للناس كما عرف بطيبة قلبه وشعبيته الكبيرة وحبه الشديد لوطنه ويعتبر أهالي الأسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم من جنسيات أخرى الذين أسروا أو فقدوا أثناء العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت عام 1990 الشيخ سالم أبا لهم اذ حمل على كاهله قضيتهم في المحافل الدولية منذ توليه رئاسة اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين عام 1992 .

ان laquo;قضية الاسرى والمفقودين كانت قضيته الاولى وكانت جهوده بارزة في التعاون مع الهيئات واللجان العربية والدولية من اجل حل القضيةraquo;. كما ان توجيهاته كانت واضحة بالنسبة للعاملين في اللجنة والتي كان يؤكد من خلالها اهمية التخفيف عن اهالي الاسرى ومحاولة حل كل المصاعب والمشاكل التي تعترضهم كما كان بابه مفتوحا لهم لسماع ما لديهم من ملاحظاتraquo;..

وكان المغفور له بإذن الله تعالى حريصا على متابعة كل مجريات الامور المتعلقة بقضية الاسرى والمفقودين والتواصل من خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد مع مسؤولي اللجنة، لدرجة ان الاجتماعات الخاصة باللجنة كانت تعقد في الفترة الاخيرة في منزله في قصر المسيلة بسبب ظروفه الصحية laquo;والتي لم تكن يوما عائقا أمام متابعته تطورات القضيةraquo;.

أسسه سلمان الصباح وخالد النصر الله وانتصار القبندي

مركز توثيق المعلومات

جمع الأفلام التي صورها المواطنون

في عام 1995 قام ثلاثة من قيادات وزارة الاعلام بخطوة مهمة جدا وهم الشيخ سلمان الصباح مدير ادارة المطبوعات في ذلك الوقت وخالد النصر الله مدير الانتاج في تلفزيون الكويت وانتصار القبندي قاموا بتأسيس مركز لتوثيق ماحدث أثناء الغزو، بل توثيق كل المعلومات والوثائق المتعلقة بدولة الكويت ومن ضمنها وثائق محنة الغزو.

أفلام خاصة

في تلك الاثناء قام النصر الله بخطوة مهمة عندما قرر ان يجمع كل الافلام الخاصة التي صورها المواطنون بكاميراتهم الخاصة والتي لم تقتصر على الأفلام التي كانت تلاحق المحتل بل شملت اللحظات الخاصة التي كانت توثق حياة الكويتيين والمقيمين وكيف كانوا يعيشون في تلك الفترة المهمة من تاريخ بلدنا الحبيب، وكيف كانوا يسيرون امورهم ويديرون حياتهم كيف ويتزاورون وينامون ويقضون وقت فراغهم، وكيف كانوا يتابعون الاخبار والاحداث، وكيف كانوا يحمون أنفسهم من السرقات ويحفظون ممتلكاتهم الخاصة باهظة الثمن، وكيف كانوا يتناوبون في حراسة البيوت، ودور المرأة التاريخي في جلب المؤمن من الجمعيات التعاونية وكيف كن يذهبن منذ الفجر ليقفن صفا على باب الجمعية والمخبز الآلي وغير ذلك من اللحظات التاريخية التي تحكي قصة شعب كان يقاوم جيشا جرارا بطريقته الخاصة.

وكان هذا المشروع الصغير من أهم المشاريع الاعلامية التوثيقية ولكن لم يكتب له الاستمرار، كما لم يكتب لمركز توثيق المعلومات الاستمرار.

368 أسرة لا تزال تنتظر معرفة مصير أبنائها!

على الرغم من مرور 20 عاما على الغزو الغاشم لايزال عدد كبير من الاسرى والمرتهنين مجهولي المصير حيث تم العثور حتى الآن على رفاة 236 أسيرا كويتياً في المقابر الجماعية الكثيرة التي تم اكتشافها بعد تحرير العراق، ولا تزال إحدى القضايا الشائكة والعالقة بين البلدين مصير 368 مفقوداً حتى هذه اللحظة رغم الجهود الحثيثة والمساعي الحميدة سواء لفريق البحث عن الأسرى أو اللجنة الثلاثية.

وقد تابعت اللجنة الثلاثية التي تضم في عضويتها الكويت والسعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كطرف أول والعراق كطرف ثان، واللجنة الدولية للصليب الأحمر كطرف ثالث، ملف الأسرى والمرتهنين كهيئة مشرفة ومحايدة، كما قام فريق البحث عن الأسرى والمرتهنين بجهود متصلة بعد تحرير العراق عام 2003 بالتعاون مع أعضاء في الحكومة العراقية المؤقتة، وقوات التحالف إلا أنه واجه صعوبات عدة نتيجة للظروف الأمنية غير المستقرة في العراق، ولا تزال تلك الجهود مستمرة حتى الوصول الى معرفة مصير آخر أسير.

وترتبط بهذا الملف قضية أخرى، تتمثل في إعادة الممتلكات الكويتية، التي استولت عليها قوات صدام حسين كالأرشيف الوطني الكويتي، وممتلكات تعود الى مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ومكتبة مجلس الأمة والمتحف البريطاني وكان الجانب العراقي قد سلم في وقت سابق جزءاً من هذه الممتلكات بإشراف المنسق الدولي الخاص بالأسرى والممتلكات الكويتية.

يروي حكاية 19 شاباً واجهوا الغزاة بشجاعة واستشهد منهم 12

بيت القرين شاهد على بسالة الكويتيين

- أبطال المقاومة صمدوا بأسلحتهم الخفيفة في وجه الحرس الجمهوري والدبابات

- قوات الاحتلال أعدمت الاسري في مخفر صباح السالم

laquo;بيت شهداء القرينraquo; شاهد على بسالة الكويتيين ايام الغزو العراقي عام 1990 يقف جنوب العاصمة بشموخ على الرغم من ما فيه من جراح متناثرة ليروي لأجيال تلو أخرى قصة أولئك الشباب الذين قدموا أروع التضحيات من أجل الوطن.

ومما لاشك فيه ان هذه البيت يشعر بالزهو الآن بعد ان شهد اندحار النظام العراقي البائد ليسجل للتاريخ كيف ينتصر الحق في نهاية المطاف.

وبيت القرين متحف يحكي قصة 19 شابا تمترسوا داخله ليواجهوا قوات النظام العراقي البائد في معركة غير متكافئة راح ضحيتها 12 شهيدا أبلوا بلاء حسنا من أجل الوطن.


وتحول بيت القرين الى متحف وطني بأمر من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح عقب الزيارة التي قام بها اليه بعد التحرير مؤكدا اعتزاز الكويت بشهدائها وجسدت معركة بيت القرين التي وقعت في 24 فبراير 1991 بين المقاومة الكويتية وقوات النظام العراقي البائد الوحدة الوطنية في ابهى صورها فخلدتها الدولة على هيئة متحف يحفظها للاجيال.

وشهدت المعركة التي قادها 19 شابا كويتيا ينتمون الى مجموعة المسيلة المقاومة فاستشهد منهم 12 وقدموا مثالا للوحدة الوطنية ولدور الشعب الكويتي في مقاومة المحتل.ويعتبر بيت القرين صرحا للاجيال القادمة لتتعرف على التضحيات التي قدمها ابناء الكويت في ظل ظروف الغزو والاحتلال.ويحتوي المتحف على مجموعة من صور الشهداء ومجسمات والاسلحة التي استخدمت في المعركة وقد قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باعادة ترميم المنزل وبعض المواقع التي تهدمت والتي قد تؤثر على سلامة المبنى.

وقد روى احد الابطال الذين شاركوا في معركة القرين وهو حازم جابر صالح جانبا من تفاصيل الملحمة البطولية موضحا انه في 24 فبراير 1991 ومع قرب الهجوم البري لقوات التحالف انقطعت الكهرباء في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل laquo;وكنا نستعد للانتقال الى الخط الساحلي للفحيحيل والفنطاس اذ كانت هناك معلومات عن قرب حدوث انزال بحري بالتنسيق بين مجموعتين للمقاومة هما مجموعة المسيلة ومجموعة غرب الفنطاسraquo;.

وفي الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم بدأت القوات العراقية باعتقال شباب الكويت من المنازل لاستخدامهم كدروع بشرية واسرى حرب وحين اعلن عن الهجوم البري كانت الفرحة كبيرة إذ جاء اليوم الذي نؤدي فيه الدور في كشف مواقع العدو واماكن تمركزهم من اجل تسهيل عمليات الهجوم البري ومهاجمة القوات العراقية التي بدأت بالانسحابraquo;.واضاف ان الاتفاق laquo;هو ان نرتدي زيا خاصا بالمقاومة كتب عليه من الامام مجموعة المسيلة ومن الخلف قوة الكويت حتى تستطيع قوات التحالف تمييزنا وخلال هذه الاثناء وصلت سيارة استخبارات عراقية كانت تجوب المنطقة بحثا عن الشباب الكويتي يتبعها حافلة صغيرة بها عدد من الجنودraquo;.وأوضح ان السيارة توقفت laquo;امام منزل القيادة في القرين وهو بيت الشهيد بدر ناصر العيدان وترجل احد الجنود العراقيين وطرق الباب فلم يستجب له احد فأمر الضابط احد الجنود بالقفز من فوق سور المنزلraquo;.

واشار الى انه laquo;خلال هذه الاثناء كان قائد المجموعة سيد هادي العلوي يراقب المنزل من الداخل فادرك العراقيون ان البيت يؤوي مجموعة من الشباب الكويتي فتم محاصرة البيت حتى الساعة الثانية ظهرا فكنا في موقف حرج فاما الاستسلام والرضوخ للاسر والاعدام او الدفاع عن الوطنraquo;.

وقال ان هادي بادر باطلاق النار على الجندي العراقي واستمر تبادل اطلاق النار من الساعة الثانية الى الساعة السادسة مساء وخلال هذه الاثناء استعان الجنود العراقيون بالدبابات والمدفعية وقوات الحرس الجمهوري فتم محاصرة المنزل من جميع الاتجاهات.

وطلب هادي من المقاومين التوزع في جميع انحاء المنزل والمنازل المجاورة لتشتيت وتفريق قوة العدو laquo;وخلال هذه الساعات كانت تنهمر علينا قذائف من المدافع والدبابات في حين كنا نستخدم سلاحا خفيفا مقارنة بسلاح وتجهيزات الجيش العراقيraquo;.وأضاف ان المعركة انتهت باستشهاد قائد المجموعة هادي ويوسف خضير على وعامر فرج العنزي واسر بقية افرادها وهم جاسم محمد علي ومبارك علي صفر وابراهيم علي صفر وعبدالله عبدالنبي مندني وخليل خيرالله البلوشي وخالد احمد الكندري وحسين على رضا ومحمد عثمان الشايع وبدر ناصر العيدان حيث تم اعدامهم في مخفر صباح السالم والقيت جثثهم في منطقة قسائم القرين.وعن الناجين من المعركة قال صالح ان الله اختارالشهادة لـ12 مقاوما وكتب النجاة لمن تمكن من الخروج الى المنازل المجاورة في الساعات الاولى من المعركة او الذين لم يتمكن الغزاة من العثور عليهم بين حطام المنزل بسبب الظلام
الدامس لانقطاع التيار الكهربائي.وأشار الى ان الناجين اضافة اليه هم سامي سيد هادي العلوي ومحمد يوسف كريم وجمال ابراهيم البناي وطلال سلطان الهزاع ومشعل المطيري وبدر السويدان واحمد جابر صالح.وافاد بان مجموع اعضاء مجموعة المسيلة (قوة الكويت) كان يبلغ 31 فردا.

لقطات

- اول طلقة في المعركة أطلقها محمد يوسف في الساعة 8 من صباح 24 فبراير.

- رفع العلم الكويتي في الساعة 10.30 صباح 24 فبراير وكان اول علم يرفع قبل التحرير.

- عامر فرج العنزي كان أول شهيد في المجموعة وقد استشهد بقذيفة آر بي جي في الساعة 11.30 ظهر 24 فبراير.

- كانت آخر أمنيات الشهيد جاسم محمد علي قبل استشهادة رؤية ابنائه. وقد انجبت زوجته توأمين ولد وبنت بعد استشهاده بيوم واحد فقط واسمتهم محمد ودموع.

انخرطن في صفوف المقاومة وتحدين الصعاب والجلادين ولم يبحن بالأسرار

شهيدات الكويت سطرن أسماءهن بحروف من نور في سجل الخلود

- أسرار القبندي قامت بمهمات شاقة وخطرة فأعدمها جنود الطاغية وألقوا جثتها قرب منزلها

- سناء الفودري كانت في مقدمة مظاهرة ضد الاحتلال حين أصابتها رصاصات الغدر

- سعاد الحسن انضمت للمقاومة بناء على نصيحة زوجها الأسير ونقلت الأسلحة والمتفجرات

- وفاء العامر حصلت على ساعات التوقيت من غسالات الملابس وزودت رجال المقاومة بها

عندما احتلت قوات النظام العراقي البائد أرض الكويت ثار الكويتيون رجالا ونساءً ضد الطغيان وحملت المرأة الكويتية روحها على كفها من أجل تحرير الوطن الغالي.

وسطرت نساء كثيرات ملاحم خالدة في الشجاعة والتضحية والاصرار على النصر أو الشهادة ولا مجال لحصر التضحيات السخية والبطولات المذهلة التي سجلتها بنات الكويت في مواجهة العدوان الغاشم، لكننا نشير إلى لمحات مضيئة من سجل المقاومة الباسلة لتكون نبراسا لنا وللاجيال المقبلة يضيء طريق المستقبل ويعزز روح الولاء والانتماء للوطن بأروع الامثلة في الصبر والتضحية والاستشهاد.

كوكبة من الشهيدات نفخر بهن ونعتز بما قدمن في سبيل حرية الكويت وكرامتها.

أسرار القبندي

الشهيدة أسرار محمد مبارك القبندي مثال مشرف للمرأة الكويتية، تعاونت مع العديد من مجموعات المقاومة الكويتية، وقامت منذ اليوم الأول للاحتلال بمتابعة أحوال الأجانب الموجودين في الكويت وتقديم المساعدات اللازمة لهم، وتوفير أماكن آمنة لهم.

انضمت أسرار القبندي للمقاومة الكويتية الباسلة، حيث قامت بربط الكويت الصامدة بالقيادة الشرعية في مدينة الطائف ومدينة الخفجي من خلال اتصالاتها الهاتفية، أو عن طريق الفاكس وكانت مهمة شاقة وفي غاية الخطورة، وكانت ترسل التقارير بواسطة جهاز الفاكس واللاسلكي منذ الأسبوع الأول من أغسطس 1990، ومنها بعض تقارير أفراد المقاومة وغيرها من الممارسات الوحشية العراقية للقوات في الكويت مثل عمليات الاعدام والنهب والتدمير وبالاضافة الى طمأنتها الكثير من الأسر الكويتية في الخارج خاصة أسر المسؤولين في الطائف وغيرهم.

وكانت تقوم باعداد تقارير عسكرية ترسلها الى القيادة في الخفجي بالتعاون مع العسكريين الكويتيين الصامدين من أفراد المقاومة، كذلك قامت باعداد الكثير من التقارير المهمة وارسالها للقيادة الشرعية، وكانت تحوي معلومات مهمة كان يترتب عليها اتخاذ القيادة الكويتية الشرعية الكثير من الاجراءات والتحركات في الخارج وارسال التعليمات الى الداخل.

امتد نشاط الشهيدة في توصيل معاناة أهل الكويت عن طريق الاتصال المباشر بوسائل الاعلام الخارجي من داخل الكويت بالتعاون مع بعض أفراد المقاومة أشبه بالمعجزةmiddot; وباحساس نابع من عشقها لتراب الكويت وأهلها، ساهمت في توفير الحياة الكريمة للكويتيين الصامدين في ظل الظروف المعيشية الصعبة، حيث كانت تجوب مناطق الكويت وهي تحتضن كميات كبيرة من الأموال للأسر المحتاجة ولأسر العسكريين والشهداء والأسرى والنازحين من جزيرة فيلكا.

امتد نشاط الشهيدة فشمل العمل على توفير أماكن آمنة لرجال المقاومة الكويتية لاجراء العلاج اللازم لهم، وقامت بتعطيل عمل بعض المرافق لكي تحول دون استغلال سلطات الاحتلال لها، فقد عطلّت أجهزة المراقبة الهاتفية في مقسمي النزهة ومشرف حيث دخلت المبنى كعاملة نظافة، كما قامت باستخراج دسكات مركز المعلومات المدنية في منطقة الجابرية وكذلك البنك المركزي، ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية.

و قامت بأكثر من عملية نقل سلاح سواء قنابل أو مسدسات وتخزين بعض الأسلحة، واعداد سيارات لرجال المقاومة لاستخدامها في التفخيخ، وقامت بأربع زيارات الى البصرة برفقة زميلها لاستكشاف أماكن تجمع القوات العراقية والسيارات الكويتية المسروقة كي تنقل المعلومات الى أفراد المقاومة الذين يقومون بعمليات التفجير في البصرة.

اعتقلت الشهيدة القبندي من قبل احدى نقاط التفتيش وتم التحقيق معها وأخذوها الى المعتقل، وعذبوها بالصدمات الكهربائية للضغط عليها كي تدلي بمعلومات، الا أنهم فشلوا في محاولاتهم فتم ربطها باحدى الطاولات وغيرها من وسائل التعذيب، الا انها تحلت بالشجاعة والتحدي والصمود والارادة القوية، فما كان من قوات الاحتلال الا اعدامها باطلاق عدة طلقات على جسدها الطاهر، وتم القاء الجثة بالقرب من منزلها.

سناء الفودري

الشهيدة سناء عبدالرحمن الفودري استشهدت أثناء مشاركتها في مظاهرات منطقة الجابرية عندما كانت الشهيدة وجمهرة من المواطنين والمواطنات في الأيام الأ