عبد الله البصيلي من الرياض

دعا الشيخ الدكتور عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين إلى ضرورة بقاء قوات درع الجزيرة في البحرين كـ ''قاعدة عسكرية'' دائمة، لضمان أمن المنامة، وتعزيز الترابط الخليجي والتصدي لأي أعمال إجرامية قد تأتي من عناصر من الطائفة الشيعية والتي اتهم إيران بالوقوف وراءها ''لإثارة الفتن وزعزعة الأمن الداخلي لبلاده، وتطبيق مخططاتهم في الخليج. وقال المحمود خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده البارحة قبل ذهابه لزيارة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء: ''نحن بحاجة إلى قوات درع الجزيرة، وسننادي ببقائها كقاعدة إذا رأت القيادة السياسية في البحرين ذلك، لأن وجودهم إشارة إلى ترابط دول الخليج فيما بينها''. واعتبر المحمود أن المخربين من الطائفة الشيعية كانوا يرون أن يوم 15 شباط (فبراير) هو يوم خروج المهدي المنتظر، وأنه أثناء المفاوضات التي أجراها التجمع برئاسته بعد موافقة الحكومة كانت الجمعيات الشيعية السبعة تتشدد وتماطل، انتظارا لـ ''خروج المهدي وولادة الدولة الموعودة''. وأوضح لـ ''الاقتصادية'' رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين قائلاً: ''إن مخطط إيران الذي بدأ من البحرين فشل، والمعركة الأولى لهم فشلت أيضاً، لكن لا نضمن مخططاتهم المستقبلية وسنكون يقظين لها، وصفاً واحداً مع جميع إخواننا السنة في مختلف الدول وبالأخص في الخليج''. وأكد أعضاء التجمع أمس والذي يضم مختلف أطياف المجتمع، إلى أنهم سينادون بقطع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران بعد الأحداث المريرة التي شهدتها بلادهم أخيراً، لافتين إلى أنهم حضروا إلى المملكة لتقديم شكر البحرين قيادة وشعباً للمملكة على موقفها النبيل خلال الأزمة، ودعمها المتواصل والصادق للبحرين. وقال الشيخ المحمود: ''إن تجمع الوحدة الوطنية فرض وجوده ليس باختيار منه وإنما بمسؤولية من الله بعد اختيار عدد كبير من أطياف المجتمع البحريني له كممثل وطرف ثالث إلى جانب الدولة والطائفة الشيعية في المفاوضات المقبلة، وذلك بعد الظروف التي مرت بها البلاد، والفتنة الطائفية والعدائية المخطط لها من قبل إيران''. وكشف المحمود أن التجمع سيدعو إلى أن يكون اتحاد كونفدرالي في دول الخليج، مشيراً إلى أن هذه الفكرة ستطرح على قادة مجلس التعاون خلال اجتماعاتهم المقبلة. واستعرض المحمود مراحل تأسيس تجمع الوحدة الوطنية، حيث أشار إلى أنه تم تداعي أعضائه يوم 19 من شباط (فبراير) من العام الجاري للنظر في وضع البحرين، وأن العدد وصل في ذلك الحين إلى 106 أشخاص، مبينا أنه بعد ذلك العدد تمت الدعوة إلى صلاة عشاء جامعة لوحدة البلاد والتي غصت معه ساحات مسجد الفاتح. وأضاف: ''من حضر في ذلك الحين حملنا أمانة ومسؤولية قضية البلاد، وكأنهم قالوا لنا إن هذه القضية لم تعد قضيتكم بل قضية البحرين قاطبة، ومطلوب منكم الدفاع عنا لبقائنا، لذلك بجهودنا مع جميع إخواننا السنة، سنؤكد أن البحرين عربية إسلامية، وستظل كذلك''. وأوضح رئيس تجمع الوحدة الوطنية أن التجمع الثاني الذي حضره نحو 400 ألف مواطن، وأن جميعهم منحوا التجمع الثقة لمواجهة المخططات الطائفية والمحنة التي تمر بها البلاد، معتبراً أن هذا العدد الكبير قلب الموازين والمخططات التي تحاك والتي أشار إلى أن جزءا منها داخلي، والآخر خارجي.

وأضاف: ''كان الشيعة المخربون في البحرين على اتصال مباشر مع السفارة الأمريكية، وإيران، لذلك أثناء الأزمة طلبنا من ولي العهد البحريني أن نكون طرفاً في الحوار الذي ستجريه الحكومة مع الجمعيات الشيعية السبع في البلاد، وبالتالي اعترفت بنا القيادة السياسية وأكدت أن لنا الشرعية لا يمكن لأحد إغفالها''. ولفت المحمود الذي يضم تجمعه جزءا من الطائفة الشيعية المنشقين، والنصارى واليهود في البحرين إلى أن التجمع يهدف إلى إحقاق الحق من خلال رفض بيع بلاده للغير، إضافة إلى رفض قضية المحاصصة التي تنادي بها أطراف من الطائفة الشيعية لتكون على غرار ما هو موجود لبنان، مؤكداً أن المنامة أصبحت أكثر وعياً بالمخططات الإيرانية التي تهدف إلى الاستحواذ على دول الخليج. وتابع: ''لقد حاولنا على مدى شهر من الأحداث الوصول مع الطائفة الشيعية في البحرين إلى حلول لكن دون جدوى، بسبب طلبهم إلغاء الدستور الجديد في البلاد، وإسقاط الحكومة''. وزاد: ''كان مخططهم يهدف في المرحلة الأولى إلى إسقاط النظام خلال أسبوع إلى عشرة أيام، وبعدها يبدأ التدخل الفعلي الإيراني لبدء المرحلة الأخرى وهي تقسيم الخليج، وطلبت القيادة البحرينية أن نحدد مع الجمعيات السبع الشيعية موعداً للاجتماع، وحاولنا ثنيهم عن أهدافهم التخريبية، لكنهم قالوا لنا إن الحوار لن يتم إلا بشروط، وبعد ورود أنباء عن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين صرخ أحدهم في الاجتماع وقال سنستنجد بإيران''. وتطرق المحمود إلى ما قامت به بعض العصابات المخربة من قتل وتدمير مقدرات البلاد، والاعتداء على المقيمين، إلى جانب قطع لسان أحد المؤذنين الذي توفي بعد ذلك، مضيفاً: ''كانوا يريدون ذل أهل السنة كما هو موجود في العراق، لكن انكشفت أوراقهم، وتبين أن المؤامرة أكبر من ذلك وأنها تهدف إلى إسقاط حكومة البحرين، وضمها، ومن ثم عمل نفس المخطط في المنطقة الشرقية من السعودية، وبعدها الكويت''. وشدد رئيس تجمع الوحدة الوطنية البحرينية على أن قوات درع الجزيرة العربية هي قوات خليجية تضم أفراداً من جميع دول مجلس التعاون، في رد منه على من يشير إلى تلك القوات بـ ''الجيش السعودي''. وحول زيارته للشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة، قال المحمود: ''جئنا لسماحة المفتي للتواصل ولإظهار توحد أهل البحرين، وأهل السنة، لأننا ابتلينا بالتشقق في الصف السني، وبالتالي فإن قوتنا هي في التوحد، لأن تجمعنا جاء من مختلف أطياف المجتمع البحريني''. وأشار المحمود إلى أن التجمع لديه خطة لزيارة قيادات الدول الخليجية، مضيفاً: ''هذا سيتم بعد زيارة الأخ الكبير لنا وهي السعودية، وكنا قد زرنا الأزهر والتقينا بقيادات مصرية من الأحزاب ووسائل الإعلام، لإخبارهم بحقيقة ما جرى ويجري في البحرين، لأننا لن نسمح للمخربين بتغيير الحقائق وهم كانوا في السابق الصوت الأعلى، وعلى أثره تحملت البحرين العديد من المؤامرات والمحاولات الانقلابية التي فشلت وخسر مخططوها''.