لبيد عبدال


التفجير غير المحدود الذي احدث مجزرة في النرويج اخيرا بواسطة المتهم أندرز بهرنج برفيك، واسقط اكثر من 68 من الضحايا المسلمين والمسيحيين، يستوجب وقفة عاجلة ومهمة لمراجعة الأسباب والمبررات والعلاج.
كانت الهجمات وفق التحقيقات، تمثل تعبيرا ساخطا من اليمين المتطرف، على السياسات المتساهلة من قبل الحكومة، حتى لا يستمر وضع شروط تسهل الهجرة واللجوء للدولة، ومنع تزايد المهاجرين المسلمين، الذين يشكلون تهديدا متزايدا عدديا كثاني اكبر ديانة في النرويج، ومنافس كبير، واقل كلفة، بالنسبة للفرص الوظيفية، خاصة مع تزايد معدلات البطالة، وتفاقم الأزمة المالية.
لاشك أن المتطرفين الجدد يريدون أن يشكلوا معارضة بصورة جديدة تقوم على العنف والإرهاب، لعدم نجاح الاسلوب المعتاد ــ في نظرهم ــ لتغيير الايديولوجية الحالية، التي تقوم على الانفتاح والتعددية الثقافية، والدينية في النرويج.
إن اعتبار المتهم الرئيسي لأعمال الناتو عام 1999، لوقف جرائم الإبادة الجماعية، خيانة للمسيحيين من اجل المسلمين، وإعلانه لعام 2083 بأنه سيكون سنة استقلال اوروبا من المسلمين، بعد 4 قرون من حصار 1683 من قبل العثمانيين (والغريب أنه انتهى بانتصار المسيحيين وعمل احتفال الكرواسون...؟!)، لا يقتضي فقط من النرويج التوقف للمراجعة وإعادة النظر، بل إحالة المتهم للعلاج العقلي من العداء ونوبات الخوف من الإسلام Islamfobia اكثر من ذلك، فإنه لابد من عقد مؤتمر عالمي للسلام بين الاديان، لزيادة الوعي، وتطبيق مبادئ قبول الآخر والتسامح بين الديانات، وخاصة الإسلام والمسيحية، في أوروبا والولايات المتحدة وكل انحاء العالم، لحماية الأبرياء من جهل بعض المتطرفين الاعداء لواجب السلام الديني، الإنساني، العالمي المتبادل.