الشرق القطرية

التطورات الميدانية التى شهدتها الساحة الليبية خلال الساعات الماضية تؤشر الى ان سقوط مدينة طرابلس mdash; أهم معاقل كتائب القذافى mdash; بات مؤكدا فى ايدى الثوار الذين حققوا تقدما ملحوظا ومتسارعا على الجبهة الغربية ادى الى فرار فلول مقاتلى القذافى؛ وسيطرة الثوار على معسكراتهم؛ وبسط قبضتهم على معظم وأهم أحياء العاصمة؛ وهو ما يشكل انتصارا كبيرا للثورة الليبية؛ ومؤشرا على قرب إعلان نجاحها فى خلع طاغيتهم الذى حكمهم بالحديد والنار؛ وبدد أموالهم على quot;عبثه السياسى وسياساته الدمويةquot; لأكثر من أربعين عاما!!
ونحسب أنه من الضرورى mdash; ونحن فى شهر الصوم mdash; ان يظل الثوار وهم يتأهبون لكتابة آخر سطور ملحمتهم الثورية الرائعة متمسكين بقيم الإسلام وأخلاقيات الحرب التى أرساها ديننا الحنيف؛ وغرس قواعدها رسولنا الكريم فى صدور جنرالات الإسلام الأوائل وهم ينشرون الإسلام شرقا وغربا؛ فضربوا المثل فى الرحمة وقدموا نماذج إنسانية رائعة؛ أذهلت الأعداء ودفعتهم دفعا الى دخول الإسلام احتراما لمبادئه وحبا لقيمه، وعليه فإننا نحسب أن أحفاد جنرالات الاسلام الأوائل فى ليبيا مطالبون اليوم بألا ينحرفوا بمبادئ quot;ثورتهم المقدسةquot; إلى دعوات للثأر المجنون؛ أو تجرفهم أهدافها النبيلة إلى موجات للانتقام الأعمى من اخوان لهم فى الوطن؛ فيحاسبونهم على quot;كبائر وخطاياquot; طاغيتهم الذى سلط السيوف على رقابهم؛ وأجبرهم على حمل السلاح فى وجه الأشقاء لحماية وتأمين quot;عرشهquot; لا حماية ليبيا والليبيين. كما أنه لايجوز للثائر المسلم أن يأخذ في هذه الحرب شيئا من الأموال العامة أو الخاصة.
وفى هذا السياق فإننا نثمن عاليا أصواتا ثائرة عاقلة انطلقت منذ أيام مع بوادر وتباشير دخول الثوار لطرابلس؛ وراحت تطمئن الاهالى فى العاصمة بأنهم سيكونون فى مأمن؛ وعلى رأس هؤلاء المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الذى اكد للاشقاء فى طرابلس انه لا نية لدى الثوار للانتقام او الثأر من أحد. فالمؤكد أن الجميع فى ليبيا كانوا ضحية لنظام القذافى القمعى؛ واليوم وقد تحرروا من هذا الكابوس فانه يتحتم على الجميع فتح صفحة جديدة لتنسم عبق ونسائم الحرية والتعاون فى بناء ليبيا الجديدة.