عبداللطيف سيف العتيقي


الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من الشخصيات الدينية المعروفة في عالمنا الاسلامي والعربي، ويتمتع بشخصية دينية عالمية يخترق حجب الإقليمية الضيقة التي تعشش في العقول المنشغلة بنفسها فقط لا غير. واذا كان التعامل مع علماء اجلاء سواء كانوا من امثال الشيخ يوسف القرضاوي او غيره من العلماء الأجلاء بالاسلوب الفظ الذي يخرج صاحبه عن حدود الأدب، فذلك يدل على تعاسة نفسية يصعب علاجها؟ وبغض النظر عما قرأته من تعليقات حول مناشدة الشيخ يوسف القرضاوي دولة الامارات العربية بمراعاة ابناء الجالية السورية المتظاهرين ضد سفارة بلدهم بعدم ترحيلهم الى بلادهم لما في ذلك من تعريض ارواحهم للخطر من السلطات السورية، فإن الموضوع المثار لا يستأهل هذه الضجة الا اذا كان وراءها مآرب اخرى لا نعلم ما يدور خلفها. في الكويت قام متظاهرون كويتيون وسوريون باقتحام السفارة السورية كرد فعل على المجزرة الكبيرة التي ارتكبتها السلطة السورية، وقامت وزارة الداخلية الكويتية باعتقالهم وتحويلهم الى القضاء الكويتي، اما باقي من تظاهر خارج السفارة فقد تم ترحيلهم الى الخارج، الا ان بعض النواب وبعض الكتاب الصحافيين ناشدوا وزير الداخلية الشيخ الحمود عدم ترحيل السوريين الى بلادهم لما في ذلك من خطر على ارواحهم. لكن وزير الداخلية رد عبر الصحافة وقال قولته التي تدل على معدنه: انا قبل ان اكون وزيرا للداخلية فأنا انسان أراعي الله في عملي وفي حقوق الانسان! وتم ترحيلهم الى مصر وتركيا.
بعد هذه الاحداث لم تثر ضجة مثلما نسمعها اليوم عبر الصحافة وlaquo;تويترraquo;. وللحقيقة فإن الشيخ القرضاوي له حق حسب مكانته الدينية أن يراعي ويتعاطف مع المتظاهرين السوريين خوفا عليهم من بطش السلطة المجرمة في سوريا، واذا كان الفريق ضاحي خلفان لم يتقبّل النصيحة او المناشدة الانسانية من الشيخ القرضاوي، فقد كان لزاما عليه ان يجيب على قدر السؤال وليس باتهامات (أمثال: هرب سرا مع فتاة) تحط من قدر الشيخ يوسف القرضاوي على مرأى من محبيه ورواده في جميع دول العالم الاسلامي. ولا أعتقد ان من عادات وتقاليد الامارات ان تعامل رجال الدين فيها بمثل هذا الاسلوب. وطبيعي أن تكون هناك ردود افعال سلبية نتيجة تصريح خلفان، واولها تصريحات محمود غزلان الناطق الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين في مصر، والذي رد عليه الدكتور عبداللطيف الزياني، الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، ثم قيام وزير الخارجية الاماراتي بطلب توضيح من الحكومة المصرية حول تهديدات غزلان لدولة الامارات؟ ونتمنى ان يتدارك الجميع المصلحة العليا لما فيه خير مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، فالاثنان لا يستغني بعضهما عن بعض، وان الاخطار تحوم حولنا من كل صوب. خصوصا ان الامارات والكويت والبحرين مستهدفة من النظام الايراني؟ ولو حاولنا ان نخرج من هذه الشرنقة الاقليمية المحلية ونقرأ جيدا ما يكتبه الباحثون في الغرب، او الايرانيون انفسهم، لعرفنا ان الخطر قريب جدا، لكن البعض من بني جلدتنا ساهون ضائعون لا يدركون ما حولهم من أعداء يخططون في الليل والنهار؟ الأمة الحقيقية في أي دولة من دول العالم لا تلتفت الى ترهات المهمشين على رصيف الحياة!