أسماء المحمد


معلومة ذهاب الشبان السعوديين إلى سورية للقتال ضمن صفوف quot;القاعدةquot; حديث المجالس، رغم مرور ثلاثة أعوام على النكبات السورية المتتالية التي طالت تبعاتها مجتمعنا

معلومة ذهاب الشبان السعوديين إلى سورية للقتال ضمن صفوف quot;القاعدةquot; حديث المجالس، رغم مرور ثلاثة أعوام على النكبات السورية المتتالية التي طالت تبعاتها مجتمعنا، فجيعة وترقب وحزن يخيم على أسر من أعلن عن عدد تقريبي لهم، 600 حالة، من المنخرطين المتورطين في تنظيم القاعدة، الله أعلم كم ستبقى أسرهم تكابد حتى وصول الأخبار عنهم.
بعد عقود من مكافحتنا للإرهاب، يشهد المجتمع السعودي ولادة جيل من القاعديين الجدد، رغم جهود وقدرات المؤسسة الأمنية في السعودية غير المسبوقة على ضبط الأمور، وتوفر وسائل وقائية للتحصين.. تظهر صورة أخطر مطلوب سعودي مصنف كرقم واحد في قائمة المطلوبين الخمسة والثمانين لعام 2009 مصابا وفي حالة يرثى لها، فقد عينه ويده اليمنى وقدميه، نتيجة إصابته قبل أشهر، سلم نفسه للحصول على العلاج في السعودية..!
مأساة تجسد أبشع ما في إعادة إنتاج تأييد هذا الفكر في مجتمعنا.. وتحمل في ثناياها مفارقة أن أبناءنا يرحلون إليها.. بينما أشقاؤنا السوريون يتحولون إلى لاجئين في دول الجوار، ونتمنى أن يفرج الله كربهم ويعيدهم إلى وطنهم وينهي مأساتهم مع الطغاة، على ألا يكون أبناؤنا حطب هذه الحرب، فالغائب مجهول المصير والمصاب لن يكون وسيلة إعادة سورية لأهلها بعد الاحتلال الصفوي.. والمستفيد الوحيد من هذه المأساة ليست سورية الجارة ولا الشعب الشقيق، بل قادة التنظيم الإرهابي المدعوم من إيران.. والسعوديون يتم وضعهم في الواجهة الإعلامية لاستقطاب وإغراء المزيد من الأغرار منهم، والأهم هو اعتبارهم أولوية في العمليات الانتحارية.. ومنهم من يقتل، ومنهم من يعود وهو حطام إنسان، ذهب في عز شبابه وعاد ليكون عبئا على أسرته، وجرحا غائرا لا يمكن الخلاص من تبعات نزفه.
السبيل لاجتثاث هذه الظاهرة يعني استهداف المحرض والمروج وداعم جمع التبرعات.. وهؤلاء تعج بهم شبكات التواصل الاجتماعية، ومعروفون بالأسماء رغم تقية البعض منهم، إلا أن اللقاءات التلفزيونية التي تقدم لنا مؤخرا وجوها تم إنقاذها من نفسها وفكرها العدواني المريض، عرضت كحلقات مع معتنقي الفكر التكفيري القاعدي، توضح أهمية الضربات الاستباقية وعزل هؤلاء عن المجتمع لما يمثله فكرهم من خطورة بالغة. وكشفت عن حجم التعاطف وأبرزت أدوار المحرضين والمؤيدين الداعمين لتفشي الفكر التكفيري.
على الآباء فتح آفاق الحوار مع أبنائهم أطفالا ويافعين؛ لزرع حالة نفور وكراهية ووعي بخطورة هذا التنظيم، للآباء دور كما للدولة والإعلام والمجتمع.. التحصين مسؤوليتنا جميعا.