عبدالمجيد الزهراني

الجملة القديمة جدا هي: الفضائيات العربية متشابهة، هي شاشة واحدة دون عدّ!
إنها ورطة واضحة، هذه التلفزيونات تعيد الشكل والمضمون، هي ترى أن تلفزيونا واحدا يكفي!
الشاشة في عرف العقل الإعلامي العربي يمكن نسخها على ورقة كربون! والمشاهد بالتأكيد سيجلس!
امسكوا الريموت بأيديكم، ودوروا من المحيط إلى الخليج، ستجدون أنكم أمام إعلام غير مُبتكر، وغير مُحرض، لا على الابتكار ولا على التفكير.
النتيجة محبطة؛ لأن الفكر الإعلامي الواحد مُحبط في أغلب الفضائيات العربية، ولا أقول كلها؛ لأن هناك قنوات جيدة، لكنها قليلة، وهي تومض وتختفي، في هذا الظلام الواسع الكبير.
النتيجة واحدة، بين تلفزيونات ليست تلفزيونات، وإعلام تنقصه دراسة الإعلام في إحدى كليات الآداب، ولا أظنه سيتخرج بمعدلات مرضية.
العلّة قديمة، وهي فيما أظن، تباين المسافة بين ما يطمح إليه المشاهد العربي وهو مشاهد على وعي كبير وعكس ما تظنه أجهزة الإعلام العربي، وبين عقلية الجهاز العربي المتغذّي على التلقين والتقليد حد الشبع والتخمة.
البرامج نفسها مع تغيير الديكور، نفس الجملة يعيدها مذيع، والمذيعات: نفس الابتسامة وصفاء الصوت!
إنه أستوديو عربي كبير وضخم، يتعامل مع عقل المشاهد كقطعة جبن في (سوبر ماركت)!
رغم كل هذا التسارع الزمني، والتحول الطويل العريض في مفهوم المهنيّة الإعلامية، ورغم كل هذه الأموال الطويلة العريضة، التي تمتلكها الدول العربية، وتضخها في خزائن وزارات الإعلام، إلاّ أن هذا الإعلام، ما زال يمشي بخُطى بطيئة وعرجاء في الغالب، والاستثناءات قليلة ونادرة.
لن نطالب الإعلام العربي بتجديد دمه وأدواته، نريد شاشة واحدة لم نرها من قبل!
المشاهد بالتأكيد سيجلس!