روزانا بومنصف

حمل الاسبوع المنصرم محاولات ديبلوماسية للولايات المتحدة لتقديم بعض الاجوبة على الاسئلة القلقة والشكوك التي ارتسمت في افق العلاقات بينها وبين دول المنطقة، فنقل وزير الدفاع الاميركي شاك هاغل الى مؤتمر الحوار حول الامن الاقليمي الذي انعقد في البحرين التزام بلاده quot;مواقفنا العسكرية في هذه المنطقة او اي منطقة اخرى خلال الاشهر الستة المقبلةquot; وقد حض هاغل حلفاء واشنطن في الخليج على الا يسيئوا فهم استراتيجبتها في quot;التحولquot; الاستراتيجي العسكري الى آسيا بوصفه quot;تراجعاquot; عن اي حيز من العالم .

وتزامناً مع حوار المنامة نقل وزير الخارجية جون كيري الى اسرائيل تحت عنوان استمرار العمل على تحريك المفاوضات الثنائية بين اسرائيل والفلسطينيين ضمانات لحكومة بنيامين نتنياهو بان quot;امن اسرائيل سيكون على رأس جدول الاعمال في المحادثات مع ايران وان الولايات المتحدة ستتشاور عن كثب وفي شكل مستمر مع حلفائنا الاسرائيليين للتوصل الى اتفاق يرضي الجميع quot;في موازاة التأكيد ان التزام الولايات المتحدة امن اسرائيل هو quot;ثابت مثل اسمنت مسلحquot;. وفيما لا تحمل العبارة الاخيرة اي جديد اقله بالنسبة الى اي مراقب آخر باعتبار ان امن اسرائيل ثابتة من ثوابت كل الادارات الاميركية على رغم رفع نتنياهو الصوت اعتراضاً على الاتفاق مع ايران، فان هناك علامات استفهام مقلقة في شكل كبير على الاقل بالنسبة الى لبنان المعني بضمان امن اسرائيل في اي محادثات مع طهران لما يعنيه ذلك من احتمال وضعه على طاولة المفاوضات من زاوية سعي ايران الى حماية نفوذها في لبنان لقاء ضمان امن اسرائيل بأي صيغة كانت . ومع ان بعض المراقبين يعتقدون ان ذلك ربما يضع مصير quot;حزب اللهquot; على الطاولة لجهة نزع كل التهديدات المحتملة ضد اسرائيل متى فتحت الابواب امام طهران للعودة الى المجتمع الدولي بعضوية كاملة بما قد يعود لمصلحة لبنان في شكل من الاشكال (وهو الامر الذي استبقه قادة الحزب بالتأكيد اخيرا ان المحور الذي ينتمي اليه لن يتخلى عنه كما يفعل الآخرون بحلفائهم)، الا ان آخرين يخشون من مفاوضات تحتم اثماناً، على ما هي الحال في اي مفاوضات، يمكن ان تأتي على حساب لبنان في خضم مفاوضات تتناول مصير النظام السوري ايضاً وما يعنيه ذلك بالنسبة الى طهران في غياب سياسة خارجية اميركية او عربية تهتم لمصير لبنان خصوصاً ان الازمات السياسية تظهر عجز سياسييه عن المحافظة على الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية وعدم القدرة على ادارة البلد. ولذلك فان الخطورة بالنسبة الى هؤلاء ان يبقى لبنان دولة quot;فاشلةquot; من جهة وان يبقى مرتبطاً بتسيير حياته السياسية واستحقاقاته الدستورية بالأزمة السورية او بالاتفاق النهائي بين طهران والدول الغربية من جهة ثانية مع المخاطر التي يحملها غياب مرجعية الرئاسة الاولى بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية والعجز عن انتخاب رئيس جديد وعدم تأليف حكومة جديدة من جانب وغياب لبنان عن واجهة الاولويات العربية من جانب اخر.