فاتح عبدالسلام


لعبة القط والفأر لم تعد مثيرة بين القوى العظمى وإيران.. ولم يعد استئناف المفاوضات الإيرانية الأوربية أمراً جديراً بالاهتمام بوصفه طريقاً لحل الأزمة. ثمّة سلسلة لا تنتهي من الاجتماعات والمباحثات تستطيع طهران بما تمتلكه من أوراق نووية و نفطية و أمنية إقليمية أن تجعل القوى العظمى وعلى رأسها واشنطن تتحرك على وفق صدى القرار الإيراني نحو المجهول.


نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يبدو ساخطاً على قرار المفاوضات الغربية الأخيرة مع طهران، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما إلى تل أبيب، حيث لم يكن هناك في تلك الزيارة موضوع أكثر اهتماماً للإسرائيليين من مستقبل سوريا والملف النووي الإيراني. ومن المعروف ان الولاية الثانية لأي رئيس أمريكي تتوافر على تعاملات أقل تشدداً وأكثر انفتاحاً مع الحلفاء في ملفات ساخنة، لاسيما إنَّ الولايات المتحدة تبدو كمن أرسلت رئيسها لتوديع منطقة الشرق الأوسط نهائياً وتركها لنفوذ الأضلاع الإقليمية القوية إيران وتركيا وإسرائيل في محيط مضطرب ومتغّير وقلق هو المحيط العربي.


على ماذا اتفق أوباما مع نتنياهو في الخطوة المقبلة حول النووي الإيراني؟ سؤال يحير المراقبين، لم يظهر في الإعلام شيء أكثر من التصريحات العادية غير المثيرة، لكن ألم يصبح الملف النووي أكثر تعقيداً مع نشوء أزمة سوريا ودور إيران فيها؟


ألا يمكن أن يصبح ملفاً مستحيلاً على الحل مع ظهور مشكلات إقليمية جديدة لاسيما في منطقة الخليج التي يكون لإيران دائماً دور مؤثر فيها؟
أليس منطقياً أن حسم ملف إيران لم يحن أوانه ولن تنفع معه ضربة عسكرية إسرائيلية لأنَّها ستكون هامشية أمام خصم يحتاط منذ سنوات لهذا الاحتمال؟ هل يغالي من يقول إن أحداً من القوى العظمى غير مستعد بالتضحية بالبعبع الإيراني بعد أنْ قلَّ وجود البعابع منذ زوال نظام صدام؟ ومنطقة النفط والثروات وسوق تصريف السلاح لا يمكن أن تستقيم فيها الأمور من وجهة نظر الكبار من دون هذا القلق الوهمي أو الحقيقي.
ملف إيران المتفجر حيناً والخافت حيناً آخر، بات حاجة دولية ستراتيجية تبعث بالاطمئنان في نفس طهران.