في وقت توقعت فيه مصادر يمنية أن تشهد الساعات المقبلة انفراجا سياسيا للأزمة التي نشبت في البلاد بعد استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من منصبه، إلى جانب استقالة حكومة الكفاءات التي يرأسها خالد محفوظ بحاح، قالت مصادر أخرى إن بحاح أكد أن استقالة حكومته غير قابلة للتراجع، لافتة إلى أن الحكومة المستقيلة غير مسؤولة عن أية مهمات، ولن تقوم بتصريف الأعمال لحين تعيين حكومة جديدة.
ووسط هذه التباينات التي تسببت فيها جماعة الحوثي المتمردة بسيطرتها على العاصمة صنعاء واقتحامها للقصر الرئاسي والمؤسسات الحيوية للدولة، قال نائب مستشارة الأمن القومي الأميركي بن رودس في تصريحات صحفية "إن واشنطن على علم بأن إيران ومنذ سنوات تقدم دعما ماديا للحوثيين في اليمن". وقال مراقبون إن هذا التصريح من مسؤول أميركي كبير يعكس اعترافا بتصاعد مشكلة النفوذ الإيراني في اليمن، لكنه يعكس أيضا تأخر الأميركيين في استيعاب ما يحدث، مشيرين إلى أن الإدارة الأميركية ترى أن قضية اليمن هي مكافحة الإرهاب، بينما الأحداث أخذت اتجاهات أخرى بفرض الحوثيين سيطرتهم على العاصمة واختراقهم أجهزة الأمن المركزي والقيادات العسكرية.


وأضافوا أن واشنطن مع انهيار الدولة اليمنية فقدت الحليف الميداني الذي تركن إليه وكالات الأمن الأميركية في حملتها لمكافحة الإرهاب، لافتين إلى أن الرئيس اليمني لا يملك سيطرة على القوات العسكرية والأمنية.وفي هذا السياق، قالت مصادر إن أجهزة الاستخبارات الأميركية قررت متابعة عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية في اليمن من دون التنسيق مع أي طرف رسمي في اليمن، أولاً لانهيار الثقة بالمؤسسات الموجودة، وثانيا لتسرب الحوثيين إلى غرف عمليات الاستخبارات والقوات المسلحة.وأشارت المصادر إلى أنه في حال تعقد الأزمة في اليمن فهناك سيناريو آخر لا يقل سوداوية، وهو استمرار تفكك السلطة اليمنية، وتوجه المحافظات اليمنية إلى المزيد من الاستقلالية عن الحكومة المركزية، لأنها تحت سيطرة فريق طائفي هم الحوثيون، أو تصاعد مشاعر الانفصال لدى الجنوبيين، وهم بدؤوا يشعرون أن الوحدة عبء أكثر منها.في المقابل ذكرت صحيفة "26 سبتمبر" التابعة إلى وزارة الدفاع اليمنية أمس، أن انفراج الأزمة سيشمل إجراء مصالحة وطنية شاملة بين القوى السياسية كافة والمكونات الوطنية تنطلق من الالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاقات الموقعة كافة وانتهاج مبدأ الحوار والتفاهم والعمل على إخراج البلاد من مآزقه الراهنة وعدم السماح بانزلاقها إلى مزيد من التمزق والتشرذم.
وأوضحت الصحيفة أن اجتماعات الأطراف اليمنية التي تتم برعاية من مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن، جمال بن عمر، تهدف إلى وضع المعالجات المناسبة لتجاوز الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن.
وكان ابن عمر التقى أمس مدير مكتب رئيس الجمهورية اليمنية الدكتور أحمد بن مبارك المختطف من قبل المسلحين الحوثيين وتم الإفراج عنه أخيرا بعد جهود الوساطة، وأكد الوسيط الأممي في بيان له عقب اجتماع مع الموقعين على اتفاق الشراكة الوطنية في اليمن، أن الإفراج عن ابن مبارك من شأنه تخفيف التوتر والإسهام في دفع الحوار قدما.


وعلى الصعيد الأمني، قال مسؤول إقليمي أمس إن جنديين يمنيين قتلا وأصيب اثنان آخران عندما نصب لهم مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة كمينا بينما كانوا في دورية بمحافظة مأرب في وسط البلاد، وأشار أفراد القبائل إلى أن المحافظة باتت هدفا للحوثيين المتحالفين مع إيران بعد انهيار الأوضاع في العاصمة صنعاء.
من جهة أخرى، هاجم مسلحون مجهولون معسكرا في محافظة الضالع جنوب اليمن. وأوضح مدير أمن مدينة قعطبة التابعة إلى الضالع، العقيد عبده عبدالله النجار، في تصريح أمس، أن المسلحين هاجموا معسكر اللواء 33 مدرع بقذائف الهاون من مختلف الجهات.
ولم يوضح المسؤول الأمني أهداف الهجوم المسلح على المعسكر، مكتفيا بالتأكيد أن الحادثة لم تسفر عن سقوط ضحايا أو إصابات.
&