&كاميرون وبوتين فى القاهرة!

عبدالمحسن سلامة
&
المكان: مقر السفارة البريطانية فى القاهرة.

الزمان: قبيل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى لندن.

المشهد الأول: مؤتمر صحفى للسفير البريطانى يعلن فيه تقدير بريطانيا للشعب المصري، واعتذارها له عن سنوات الاحتلال البغيضة، وتأكيده أن بريطانيا تقف ـ شعبا وحكومة ـ بجوار مصر رغم كل الظروف، وأنها سوف تعلن مفاجأة ضخمة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى أثناء زيارته.

المشهد الثانى (2)

المكان: 10 داوننج ستريت.. مقر الحكومة البريطانية فى العاصمة الإنجليزية لندن.

الزمان: الخميس 5 نوفمبر 2015 فى أثناء انعقاد المؤتمر الصحفى للرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى ختام زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة البريطانية.

كاميرون: أرحب بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى لندن فى أول زيارة له كرئيس جمهورية، ونحن أجرينا محادثات ونقاشات جيدة فى عدد من المسائل الاقتصادية والأمنية، بما فى ذلك داعش وسوريا والهجرة والتطرف، كما ناقشنا حادث الطائرة، والوضع فى شرم الشيخ، ويهمنى هنا أن أعلن أنه نتيجة التقارير المخابراتية التى أعدتها المخابرات البريطانية والأجهزة الأمنية، فإن هناك تقارير أولية تشير إلى وقوع حادث الطائرة نتيجة عمل إرهابى خسيس، لذلك فقد قررت الاتصال بزعماء دول العالم لدعم مصر وشعبها، وإبلاغ الرئيس عبدالفتاح السيسى أننى سوف أتوجه إلى شرم الشيخ فى التوقيت الذى يحدده الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومعى الرئيس فلاديمير بوتين بعد أن استجاب الأخير لما طالبته به من دعم مصر فى هذا التوقيت، وكذلك أنتظر ردود رؤساء فرنسا وألمانيا ومعظم زعماء دول الاتحاد الأوروبى لنشارك فى أكبر مظاهرة رافضة للإرهاب، وداعمة لمصر فى هذا التوقيت.

وأضاف كاميرون: تلك هى المفاجأة التى أشار إليها السفير البريطانى فى القاهرة، لتكون هدية بريطانيا للشعب المصري، وتقديرا لهذا الشعب الذى يواجه الإرهاب والتطرف.

(3)

للأسف الشديد لم يحدث ذلك طبعا، بل استرجعت بريطانيا نزعتها العدوانية والتآمرية على مصر والمصريين، فحاولت عقاب مصر على شيء لم تتورط فيه، واستبقت نتائج التحقيقات بمعلومات قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، ولن يؤكدها أو ينفيها إلا التحقيق الذى تشارك فيه كل الأطراف المعنية الآن، وكان من الأولى أن تصمت بريطانيا وروسيا حتى استكمال تلك التحقيقات التى استجابت فيها مصر لكل الأطراف المعنية الراغبة فى الاشتراك فى التحقيقات، لأنها حريصة على الشفافية وعدم إخفاء أى معلومات، بصرف النظر عن أنه حادث طبيعى أم إرهابي، فليس لدى مصر ما تخفيه، فإن كان حادثا طبيعيا فهذه مسئولية الشركة، وإن كان حادثا إرهابيا فقد سبق وتعرضت كل دول العالم بلا استثناء لحوادث إرهابية، وأخرها ما حدث مساء أول أمس في باريس وهنا يأتى الدور على المجتمع العالمى فى دعم مصر كما يدعم فرنسا الآن، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ظل ينادى لفترة طويلة من أجل الاتحاد فى مواجهة الإرهاب، ودعا إلى قمة عالمية لمكافحة الإرهاب، بل إن مصر ـ شعبا وحكومة ـ هى من تتصدر الصفوف الأولى الآن فى مكافحة الإرهاب، ولا تتوانى عن مطاردة الإرهابيين ومحاصرتهم واستئصالهم من كل بقعة يظهرون فيها، بل إنه رغم الظروف الداخلية الصعبة فالدور المصرى واضح وصريح فى مواجهة الإرهاب فى ليبيا وسوريا واليمن، وتتعاون مع كل دول العالم المحبة للسلام فى هذ الإطار.

(4)

عموما رب ضارة نافعة، فقد جاءت المؤامرة البريطانية ـ الروسية بعكس نتيجتها، حيث التف الشعب المصرى حول قيادته، وزادتهم المؤامرة تماسكا والتحاما، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد آن الأوان لتحويل الشدة إلى عمل وإنتاج لنأكل ونلبس من إنتاجنا، وتدور تروس المصانع ليل نهار، وتعود أرض مصر خضراء يانعة، تنتج الخير لها وللآخرين.