القاهرة - سهير عبدالحميد وجوليا حمادة: في جنازة خرجت من مسجد الشرطة في مدينة 6 أكتوبر، شيّع نجوم السياسة والثقافة والفن وعدد من المصريين جثمان الفنان الراحل نور الشريف، الذي غيبه الموت أول من أمس، عن عمر يناهر 69 عاما.

توافد على المسجد عدد كبير من نجوم الفن، منذ ساعة مبكرة، وقبل صلاة الظهر، حيث شوهد محمود ياسين ومحمود عبدالعزيز في حين ظهرت إلهام شاهين، مرتدية غطاء رأس لوقت قصير، وداخل المسجد جلس محمود ياسين بجوار عادل إمام، بعد أن تعانقا، في جو يلفه الحزن.

وعندما حضر جثمان الفنان الراحل في سيارة إسعاف، شوهد بصحبته زوجته بوسي والفنان عمرو يوسف والفنانة الشابة مي نور الشريف والفنان عادل إمام، حيث صلى الحضور عليه صلاة الجنازة، عقب صلاة الظهر.

وأناب وزير الثقافة في الحكومة المصرية الدكتور عبدالواحد النبوي وفدا من قيادات الوزارة لتشييع جثمان الفنان الراحل، لتعذر حضوره بسبب اجتماع مجلس الوزراء.

وشارك في تشييع الجنازة رئيس صندوق التنمية الثقافية المهندس محمد أبوسعدة ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي الدكتور سيد خاطر ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور حمدي أبوالمعاطي، ومستشار وزير الثقافة لشؤون السينما الدكتور خالد عبدالجليل ورئيس البيت الفني للمسرح الفنان فتوح أحمد، وأساتذة وطلاب أكاديمية الفنون.

وشهدت الجنازة حضور عدد من الفنانين والشخصيات العامة وأعضاء نقابات المهن التمثيلية والمهن السينمائية واتحاد الفنانين.

ومن بين النجوم الذين حضروا الجنازة يحيى الفخراني وعزت العلايلي، وعمرو محمود ياسين وحسن يوسف وأحمد السقا ومحمد رمضان وأحمد بدير وأشرف زكي وأشرف عبدالغفور ويسرا وإلهام شاهين وميرفت أمين وسهير رمزي وسوسن بدر والمخرج محمد فاضل والكاتب بشير الديك والإعلامي محمود سعد والفنان حسن الرداد وأحمد صفوت وأحمد رزق وعادل أديب.

واجتاحت حالة من الحزن الشديد جموع الحضور، ألزمتهم الصمت التام، واكتفوا بالدعاء للراحل ومصاحبة جثمانه إلى مقابر أسرته على أطراف مدينة السادس من أكتوبر، حيث نُقل الجثمان وسط هتافات «لا إله إلا الله»، فيما انخرط الجميع في نوبات البكاء، وانهار فنانون كثيرون من قسوة المشهد، ومنهم حسن الرداد وابنة الفنان الراحل مي، والتي كانت ترافقها الفنانة نورا طوال فترة الجنازة، فيما ظهر الحزن الشديد على الفنانة بوسي التي ارتدت نظارة سوداء، وانتابتها حالة من البكاء الشديد عند بدء مراسم التشييع، وكانت برفقتها دلال عبدالعزيز وصابرين ومنى عبدالغني وسهير رمزي.

وكان لافتاً أن قناة «نايل سينما» التابعة للتليفزيون المصري الرسمي، ومعها قناة «النهار» الخاصة، نقلتا وقائع الجنازة والصلاة، في حين احتشدت وسائل إعلام متنوعة لتغطية الجنازة.

وقالت الفنانة إلهام شاهين إن «نور لم يكن مجرد زميل أتعاون معه ولكنه كان أستاذاً وصديقاً أتعلم منه وأجبر الجميع على احترامه بأخلاقه العالية».

وأضافت لـ «الراي» أن «الفنان الراحل كان مثالاً للتواضع وسعة الثقافة، وأنا فخورة بأنني تلميذته».

بدورها ،قالت الفنانة يسرا إن «نور الشريف حفر اسمه في قلوب المصريين والعرب باهتمامه بالقضايا المصرية والعربية التي ناقشها في أعماله، وحرصه على تخريج جيل جديد من الشباب لكي يتسلموا الراية من الكبار».

أما الفنان محمد رياض فقال: «أنا من المحظوظين في جيلي بتقديمي أدوارا مهمة في ثلاثة من مسلسلات الأستاذ نور الشريف، وأعتبر مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي) من الأعمال التي صنعت نجوميتي ومعرفة الناس بي، حيث كان الأستاذ يحرص على تقديم الشباب ودعمهم ومواجهة أخطاء الوجوه الجديدة بصدر رحب».

وعبّرت الفنانة منال سلامة عن أن «نور الشريف هو أبي الثاني وكان دائما يتحدث إليّ ويقول لي إنه يعتبرني ابنته الثالثة مع مي وسارة، منذ أن تعاونت معه في (لن أعيش في جلباب أبي) سنة 1995، وظل نور الشريف مثالاً رفيعاً بأخلاقه والتزامه وموهبته وحبه للناس وثقافته الواسعة وقلبه الذي كان يتسع للكبير والصغير وتواضعه من أسرار عظمته».

الفنانة نشوى مصطفى قالت إنها تعاملت مع الفنان الراحل نور الشريف مرة واحدة معتبرة إياها تجربة العمر من خلال مسلسل «متخافوش» منذ نحو 5 سنوات.

ومن جانبه، قال المخرج حسني صالح إن الأستاذ نور الشريف كان صاحب الفضل في إعطائه الفرصة ليكون مخرجا لأول مرة عندما طلب منه استكمال تصوير مسلسل «رجل الأقدار - عمرو بن العاص» بعد اعتذار المخرج الإنكليزي عن استكمال المسلسل ثم بعد ذلك مسلسل «الرحايا» الذي يعتبره من الأعمال التي كانت فاتحة خير عليه.

من زاويته أعرب السيناريست عبدالرحيم كمال عن حزنه الشديد لرحيل نور الشريف قائلا: «رحل والدي وسبب دخولي الفن فهو من أعطاني الفرصة ووثق بي من خلال مسلسل (الرحايا) الذي لولا إبداعه وموهبته لما خرج بهذا الشكل المشرف، لذلك عندما أنعى نور الشريف لا أنعى النجم الكبير وهرم الفن المصري وفيلسوفه فقط لكن أيضا أنعى والدي».

في هذا السياق ،قال المخرج أمير رمسيس: «أنا أعرف الأستاذ نور الشريف منذ 15 عاما عندما كنت مساعدا مع الأستاذ يوسف شاهين، وعندما عرضت عليه فكرة (بتوقيت القاهرة) لم أكن أتصور أنه سيوافق عليه بهذه السرعة، وأتذكر أول يوم تصوير أنني كنت مرعوبا من الوقوف خلف الكاميرا وأرى الأستاذ يقول كلامي وينفذ توجيهاتي لكن هذا العملاق كعادته استطاع أن يستوعبني ويهدئ من خوفي ويثبت ثقتي في كمخرج».

وأضاف: «لا أنسى كلمه فارقة في حياتي كلها قالها عني أثناء تكريمه في مهرجان دبي عن دوره في بتوقيت القاهرة، وقال بالنص «لو في كل دولة عربية 3 مخرجين مثل أمير رمسيس لتقدمت السينما وتغير وضعها لا تتصوري مدى تأثير هذا الكلام على نفسي».

وحرص وكيل نقابة الممثلين سابقاً الفنان سامح الصريطي على الرد على اللغط الحادث بشأن العمر الحقيقي للفنان نور الشريف.

وردا على سؤال «الراي» عن العمر الحقيقي للراحل عمر الشريف، قال: «حتى الآن لم نرجع إلى الأوراق الخاصة باعتماده كعضو في نقابة الممثلين حتى نتأكد من العمر الحقيقي له والمدون به تاريخ ميلاده ولكن ما توصلنا له حتى الآن هو أنه قام ببطولة مسلسل «القاهرة والناس» وتم إنتاجه في عام 1969وعمره وقتها كان 21عاما، وكان بداية حقيقية لانطلاقه، ولهذا فهو يكون لم يتجاوز الـ «70» عاما.

مضيفا، إن نور الشريف فنان أثار الجدل بأعماله التي نالت إعجاب الجميع واعتمدت على الرسالة الهادفة فأعماله باقية ومؤثرة وراقية.

وحرص المخرج المصري مجدي أبوعميرة، بعد إعلان خبر رحيل الفنان نور الشريف، على الإعراب عن حزنه الشديد.

وقال لـ«الراي»: «حزنت من كل قلبي بمجرد سماع الخبر الذي تمنيت أن يكون إشاعة من اللحظة الأولى، ولكن ماذا نقول أمام قضاء الله وقدره، ونتمنى له الرحمة والجنة بإذن الله».

مضيفا: «إن الشريف له طبيعة خاصة ميّزته عن عدد كبير من الفنانين، فهو بجانب موهبته الكبيرة فهو مخلص وفي غاية الإخلاص في عمله، وهذا من بين أسرار نجاحه وعبوره إلى قلوب الآخرين».

واستكمل: «لن أنسى تجربتي معه في مسلسل «الرجل الآخر»، الذي حققنا به نجاحا كبيرا، فكان نموذجا للفنان الحقيقي الذي يحب عمله ويؤمن برسالته ويحترم نفسه وفنه، ولهذا احترمه الجمهور».

وأضاف «أبوعميرة»: «لا نملك سوى أن نقول له وداعا، ولكن أعماله الرائعة سوف تحافظ على وجود اسمه وبقائه في التاريخ، فهو غادر بجسده، وأعماله باقية».