&لبنان: الحريري بعد لقاء لافروف اتهم حزب الله بالتعطيل… وجنبلاط يلمّح إلى طواحين هواء

&

سعد الياس&

& لا حديث يعلو في لبنان حالياً على حديث «السلّة» التي اشترطها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل والتي اعترض عليها بشدة البطريرك الماروني الكادرينال ماربشارة بطرس الراعي، معتبراً أنها تعرّي الرئيس من صلاحياته .فردّ عليه رئيس المجلس موحياً بحصول مفاوضات خفية بين عين التينة وبكركي فقال «إما أنك أخفيت مما أعلنت، فإني أعلن ما أخفي : بين سلّة للاشخاص التي اقترحتم وسلّة الأفكار التي قدمتها في الحوار، أترك للتاريخ أن يحكم أيهما الدستوري وأيهما الاجدى من دون الحاجة للمسّ بالكرامات، وكرامتنا جميعاً من الله».

لكن مصادر بكركي نفت حصول مفاوضات مع عين التينة وقالت «لم نقم بوساطة مع بري بل أحدهم وسّط نفسه»، وأكدت «أن الرئاسة ليست عملية بيع وشراء، والرئيس القوي لا يصل بشروط ولا بقيود».

وكان البطريرك الراعي علّق على موضوع السلّة بقوله «يتكلمون عن سلة تفاهم كشرط وممر إلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية . هل هذه السلة تحل محل الدستور والميثاق الوطني؟»، وسأل «كيف يقبل أي مرشح للرئاسة الأولى ذي كرامة وإدراك لمسؤولياته أن يعرّى من مسؤولياته الدستورية بفرض سلة شروط عليه غير دستورية وأن يحكم كأداة صماء؟». إلى ذلك، لم يتضح ما إذا كان رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بصدد زيارة قريبة إلى الرئيس بري، غير أن أوساط التكتل لم تستبعد احتمال القيام بمثل هذه الزيارة ضمن إطار المشاورات التي يفترض بأي مرشح رئاسي القيام بها وليس في إطار القبول بأي سلّة.

ولفت في هذا الإطار قيام مناصرين للتيار الوطني الحر باقتباس شعار مناصري حزب الله «هيهات منا الذلّة» ليطبّقوه على السلّة بقولهم «هيهات منا السلّة».

إلا أن المستشار السابق للعماد عون الياس الزغبي الذي انضم إلى قوى 14 آذار توجّه إلى القائلين إن عون لا ولن يفاوض على السلّة كي يصل إلى الرئاسة بقوله «تذكّروا كيف فاوض على رؤوسكم سنة 1990 من أجل الرئاسة نفسها ، وباركوا لأريحية بكركي التي قطعت طريق انزلاقه إلى سلّة بري ، ووضعت حداً لهدر الكرامات».

أما رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي زار بكركي امس والتقى البطريرك الراعي، فأكد «أن اللقاء اليوم قائم على الميثاق والدستور لانه يتخطى الظروف والاشخاص، ولقاؤنا ليس مع أحد أو ضد أحد بل مع الميثاق الوطني، وتطبيق الميثاق هو طريق الخلاص أن كان بقانون الانتخاب أو بموضوع رئاسة الجمهورية، لأن رئيس الجمهورية هو الضامن لكل اللبنانيين، ومن واجب الرئيس أن يطمئن اللبنانيين، والشروط المسبقة على الرئيس هي سبب إعلاء صوت بكركي، ونحن نريد قانون انتخابات ولكن لا تكون شرطاً لانتخاب الرئيس، ونحن نريد حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الفرقاء بأحجامهم. وأكد أنه يجب أن لا تكون هناك شروط ملزمة لانتخاب الرئيس».

وأوضح «أن الرئيس نبيه بري لديه موقعه في البلد، ونحن لم تكن نظرتنا للحكم في البلد إلا من منظار الاعتراف بالآخر وعلى الآخرين الاعتراف المتبادل، وهذا الموضوع يسري على الرئاسات الثلاثة وعلى قانون الانتخاب والتعيينات»، مؤكداً أنه «لا يمكن بناء تفاهمات تخيف احداً، ونحن لن نوقّع اتفاقات على تعيينات وحصص تلغي أحداً».

كذلك، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من بكركي «أن مبدأ السلة غير مقبول بالنسبة إلينا جملة وتفصيلاً»، معتبراً «أن العماد عون لا يتفاوض على سلة ولن يتفاوض على سلة بحسب معلوماتي».

وفي إشارة إلى حزب الله رأى أنه «بين اللاعبين السياسيين، يوجد لاعب لديه Poker Face وينتظر حتى الآن، يقول شيئاً ويقصد به شيئاً آخر»، مذكّراً بوجود «تسلسل دستوري واضح فلماذا نحاول استباقه أو إلغاءه؟».

وقال «في بعض الأوقات تحصل تصرفات وكأنه ليس لدينا دستور»، داعياً «النواب للتوجه إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية، فالآلية والإجراءات واضحة في الدستور، وبعد انتخاب رئيس الجمهورية تجري استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة ثم يقوم الرئيس المكلف باستشاراته ليسألها رأيها في شكل الحكومة وسياستها العامة، وعلى ضوئها تتشكل الحكومة الجديدة، التي ستطرح قوانين الانتخابات المطروحة لترسلها إلى مجلس النواب من أجل إقرار قانون انتخابي جديد». وأكد «أن الرئيس بري لعب أدواراً إيحابية، لكننا لا نتفق معه على السلة، هو معها، هذا حقه، لكننا لسنا معها».

ولفت إلى «أن السعودية أكثر دولة لا موقف لها بالنسبة إلى القضايا الداخلية اللبنانية وقد توجّه إليها وزير الصحة وائل أبو فاعور على إثر قرار الرئيس سعد الحريري من دون أن يأتي بشيء».

تزامناً، تمّ إلغاء اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الدوري لتحاشي صدور أي موقف في هذه اللحظة السياسية الحرجة، كذلك فعلت كتلة المستقبل في انتظار تبلور نتائج جولة الرئيس سعد الحريري في الخارج بدءاً بموسكو حيث التقى أمس وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي أيّد جهود الحريري للتغلب على الأزمة السياسية، فيما وضعه الحريري في أجواء المبادرات التي قام بها لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان ولكن حتى الآن هناك معطّأ اساسي هو حزب الله».

وفي غمرة الحديث عن السلال غرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»، بالقول «فخامة الرئيس ودولة الرئيس في العهد المقبل يستعرضان طواحين الهواء، عفواً، حرس الشرف». وفي وقت لاحق أضاف «سلة أو بلا سلة، طاحونة الهوى موجودة».