&جهاد الخازن&

&ليس عندي إحصاءات أثق بمصدرها، لكن أقبل زعم يهود كثيرين حول العالم أن اللاساميّة زادت في السنوات الأخيرة. اعتراضي الوحيد هو أن لا أحد إطلاقاً بين الذين يتحدثون عن اشتداد اللاساميّة يعترف بأن إسرائيل بإرهابها واحتلالها وجرائمها هي السبب قبل أي تطرف سياسي أو ديني أو إرهاب.

اللاساميّة موضوع أعود إليه بين حين وآخر لأنه لا يفارق الميديا يوماً من أوروبا الى الولايات المتحدة وغيرها. جيريمي كوربن أعيد انتخابه بغالبية ساحقة رئيساً لحزب العمال، على رغم أنه متهم قبل فوزه وبعده بغضّ النظر عن اللاساميّين في الحزب.

هم ليسوا في حزب العمال فقط بل في كل الأحزاب والحركات اليسارية حول العالم، وكوربن هاجم بحدّة ووضوح بالغ اللاساميّة في خطابه الرئيسي في مؤتمر الحزب.&

مع ذلك الآنسة روث سميث، وهي نائب عمالية يهودية، تقول أن كوربن جعل حزب العمال «مكاناً غير آمن» لليهود، ومايك كاتز، نائب رئيس حركة اليهود في الحزب، واجه صراخ الحاضرين واستهجانهم وهو يطالب بمنع خطابات «الكره» في الحزب.

ربما ما كنت عدت الى موضوع اللاساميّة اليوم لولا أنني قرأت مقالاً كتبه بنجامين غلادستون، وهو طالب يهودي في جامعة براون يرأس جماعة يهودية. المقال يقول أن اللاساميّة تبرز بوضوح في جامعته، وهو يتكلم بهدوء، وينتصر أيضاً لليهود الشرقيين إزاء الحملات عليهم، إلا أن المقال كله لا يحدد سبب زيادة اللاساميّة التي أصر مرة أخرى على أنه حكومة إسرائيل الإرهابية المحتلة. بل إنه يتحدث عن جمال عبدالناصر بصفته من اللاساميّين. أقول إن عبدالناصر كان زعيماً وطنياً مصرياً وعربياً، وأفضل من قادة إسرائيل الحاليين والراحلين مجتمعين.

غلادستون يظل أفضل من آخرين أجدهم كثراً، وواحد منهم اسمه دانيال بايمان كتب مقالاً محاولاً فيه أن يعلم دونالد ترامب عن إسرائيل توقفت بعد قراءة أول سطور فيه، فالكاتب يقول أن الفلسطينيين قتلوا حوالى ألف يهودي منذ إرهاب 11/9/2001. لن أناقشه في الرقم، ولكن أقول إن إسرائيل قتلت أكثر من عشرة آلاف فلسطيني منذ ذلك الإرهاب، ونسبة الفرق بين الرقمَيْن نازية بامتياز، وهذا من دون أن أزيد أن الفلسطينيين مقاومة وأن حكومة إسرائيل إرهاب.

لا أدري إذا كان اليهود يستطيعون ترويض ترامب، فهو في تموز (يوليو) الماضي نشر في حسابه على «تويتر» صورة لهيلاري كلينتون مع نجمة سداسية وأكياس من الفلوس. وعندما احتج اليهود سُحِبَت التغريدة. رئيس حملة ترامب، ستيف بانون، رفض أن تدخل بناته مدرسة فيها يهوديات كثيرات. ودونالد ترامب الابن هاجم الميديا لحملاتها على أبيه وقال أنه لو فعل الجمهوريون ذلك لكانوا كمَنْ يشعل أفران الغاز لليهود في المحرقة.

هناك الآن فيلم عنوانه «إنكار» عن محاكمة المؤرخ البريطاني ديفيد إرفنغ، لإنكاره المحرقة النازية وإصراره على أن ستة ملايين يهودي لم يُقتَلوا فيها، وأن «الناجين» اليهود من المحرقة الباقين على قيد الحياة يكذبون. هو دينَ سنة ألفين، إلا أنه لم يتغير وإنما بقي مصراً على موقفه.

المواقع الليكودية الأميركية تواصل دفاعها عن دولة الجريمة التي يسمونها إسرائيل، لنقل ما ترتكب الى ضحاياها. وقرأت انتقاداً حاداً لمؤسسة كلينتون لأنها دعت السيدة حنان الحروب، وهي مدرّسة فلسطينية، للكلام فيها. ماذا ارتكبت هذه المرأة الفلسطينية؟ لا شيء إطلاقاً، غير أن زوجها عمر سُجِن عشر سنوات في إسرائيل لدوره المزعوم في تفجير قُتل فيه يهود في الخليل. أسأل لماذا اليهود موجودون في الخليل، ثم أسأل كيف تحاسَب امرأة على «ذنب» زوجها؟ ثم أقول إنه طالما أن محكمة إسرائيلية دانت عمر الحروب فهو بريء.

إسرائيل اسم آخر للجريمة. الفلسطينيون طلاب حرية.