&جدة - منى المنجومي

&اعتبرت السعودية تصويت مصر لمصلحة مشروع القرار الروسي في شأن سورية في مجلس الأمن لم يكن مفاجئاً، واصفة موقف القاهرة بـ«المؤلم»، مستغربة تباعد الموقف المصري عن نظيره العربي.

وأكد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعلمي في تصريح إلى «الحياة»، «أن موقف مصر وتصويتها لمصلحة المشروع الروسي في اجتماع مجلس الأمن الدولي أول من أمس لم يكن مفاجئاً له، وكنا نعلم بأن مصر ستتخذ هذا الموقف في المجلس»، مشيراً إلى أن الدول العربية تعمل على تقارب وجهات نظرها من خلال المجلس الوزاري، إضافة إلى اجتماعات وزراء الخارجية الأعضاء في جامعة الدول العربية. ووصف المعلمي في وقت سابق من خلال تصريحات صحافية بعد انتهاء اجتماع مجلس الأمن أول من أمس، موقف مصر من المشروع الروسي بـ«المؤلم»، وقال: «من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف العربي من موقف مصر». وتابع: «كانت مهزلة بتقديم قرار مضاد لم يحصل إلا على أربعة أصوات، وأنا أرثي لهذه الجهات التي صوتت لمصلحة القرار، لأنها واجهت رفضاً عنيفاً وقوياً، اليوم يوم مظلم بالنسبة للشعب السوري، ولكنه لا يعرف الظلام ولا يعرف اليأس وسينتصر». يذكر أن مشروع القرار الفرنسي - الإسباني حصل على تأييد 11 عضواً خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي أول من أمس، فيما عارضته روسيا (صاحبة حق الفيتو)، وفنزويلا، وامتنعت الصين وأنغولا من التصويت عليه. أما المشروع الروسي فحظي بتأييد أربعة أعضاء، ومعارضة تسعة وامتناع عضوين عن التصويت.

حضر الجلسة وزير الخارجية الفرنسي جون مارك إيرو، الذي قال: «إن حلب تُركت لجلاديها من دون أمل في الأفق لوقف قصف الحكومة السورية وحلفائها. ستصبح المدينة قريباً أطلالاً، وستبقى في التاريخ باعتبارها مدينة تُرك سكانها لجلاديهم. يتعين على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ قراراً واضحاً، وأن يطالب بالعمل الفوري من أجل إنقاذ حلب، وبوضع حد للقصف من النظام وحلفائه».

أما السفير الروسي فيتالي تشوركين فوصف جلسة مجلس الأمن بأنها أحد أغرب المشاهد في تاريخ المجلس، وقال قبل التصويت: «في أحد أغرب المشاهد في تاريخ مجلس الأمن الدولي، سنصوت على مشروعي قرارين فيما نعلم جميعاً جيداً أن أياً منهما لن يعتمد، بالنظر إلى أن الوضع وصل إلى مرحلة حرجة في سورية، وإضاعة الوقت هذه غير مقبولة». وكان المبعوث الدولي المعني بسورية ستيفان دي مستورا، قال أخيراً إن آلاف السوريين قد يقتلون، كما أن مناطق مثل شرق حلب تدمر بالكامل إذا لم يتم القيام بعمل عاجل لمعالجة الوضع الراهن. وتقدر الأمم المتحدة أن الصراع السوري أدى إلى تشريد أكثر من 10 ملايين شخص خارج وداخل سورية، ومقتل نحو 200 ألف.