استعراض تربوي 

خالد الطراح

ماذا يعني قيام وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى بجولات استباقية للعام الدراسي مع فريق للتصوير، وهو يعاين صنابير المياه وقياس برودة التكييف في المدارس، والتبشير بعدها بان المدارس في جهوزية كاملة لاستقبال ابنائنا الطلبة، فيما تدارك الامر فيما بعد وافصح عن «قصور في بعض المدارس بسبب المديرين»؟
هذا يعني ان الوزير اراد ان يشرف شخصيا على جهوزية المدارس، اما بسبب عدم ثقته في المسؤولين عن هذه الامور الفنية، او علمه المسبق في وجود تقصير من بعض او جميع المسؤولين!
طبعا جولات الوزير استباقية التوقيت، لكنها جاءت بمرافقة الكاميرا، وهو في ملابس غير رسمية للتأكيد على العمل خارج ساعات العمل الرسمية، لكن الجولات لاقت صدى سلبيا لدى المتابعين، بعكس -ربما- ما ينويه الوزير، وهنا لست بصدد محاسبة النوايا ولا الحديث نيابة عنه.
الزميل وليد عبد الله الغانم اوفى في التعليق على جولات الوزير وسرد امثلة موضوعية وتساؤلات منطقية في 24/9/2016 ، لا اظن ان الاخ الوزير قادر على الرد عليها، لكنه قادر على حركات «شقلباتية» منها ممارسة مهن فنية وليست سياسية، فخبراته متواضعة سياسيا كما تبين اخيرا في مجلس الامة وخارجه ايضا.
في ضوء الفحص الفني الذي قام فيه الوزير المتعثر في السياسة والقرارات الاكاديمية والادارية التي توجها اخيرا «بقرار مفاجئ بإلغاء قائمة معتمدة من مجلس الاعتماد الاكاديمي بخصوص جامعات بريطانية واعتماد قائمة اخرى دون توضيح اسباب المعايير الاكاديمية»، يتبين ان وزارة التربية ووزارة التعليم العالي هما من الجهات الرسمية التي يفترض ان توجه اليهما سهام الترشيد في الاستغناء عن طاقم الوكلاء، فهو بشخصه قادر على القيام بكل ادوار قيادات الوزارة، وربما له قدرات اكبر مما تكشّف لنا حاليا، كإدارة المكاتب الثقافية بالريموت كنترول!
صديق نصوح تحدث مع الوزير عن جولاته، وابلغني الصديق ان الوزير رد عليه بان «الوزير د. احمد الربعي رحمه الله كان يقوم بنفس الدور»!
في الواقع ليس المرحوم الربعي وحده قام بزيارات تفقدية للمدارس، فمعظم الوزراء المتعاقبين على التربية ووكلاء الوزارة ايضا قاموا بنفس الزيارات، ولكن ليس بالشكل الاستعراضي الذي صاحب جولات الوزير الحالي، علاوة على ان ليس هناك وجه مقارنة بين التاريخ السياسي للربعي مع الوزير الحالي، واذا كان ما اطلقه الربعي على وزارة التربية «بالهرم المقلوب» فقد كان يعني امورا تربوية وسياسية لا اظن ان العيسى يستطيع ادراكها او بلوغ نصف طريق الربعي رحمة الله عليه.
نتمنى رحلة موفقة للوزير الى واشنطن لحضور الاجتماع السنوي للبنك الدولي، فمثل هذه الاجتماعات تحضرها عادة الجهات المالية، لكن وزير التربية له استثناء حتى يسجل رقما قياسيا في السفر بمعية وكلاء الوزارة، ترشيدا للإنفاق!، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.
***
لم نسمع رأي ممثل البنك الدولي في الكويت في الاتفاق الحكومي – النيابي حول البنزين! مثلما اقحم ممثل البنك نفسه في شأن محلي سياسي بعد صدور قرار الزيادة!

خالد أحمد الطراح