سعد الياس

لم تمض لحظات على اعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية حتى انطلقت تقارير اعلامية تركّز على اعتراض جمهور تيار المستقبل الازرق على تبني «مرشح حزب الله». وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداول صور وشعارات ومواقف لمناصري المستقبل تدعو زعيمهم إلى عدم اتخاذ مثل هذا الموقف.

ورصدت «القدس العربي» تعليقات بينها صور للحريري كتب عليها «منحبك» مرفقة بتعليق آخر «ما عم نقدر نبلع عون»، ولوّح أحدهم في الطريق الجديدة المعروفة بانتمائها إلى تيار المستقبل بأن يتبدّل لون المنطقة من الازرق إلى الاخضر أي لون «حركة أمل».
فيما ارتفعت في طرابلس لافتات لأصدقاء اللواء أشرف ريفي ترفض خيار الحريري ومنها «طرابس الابية ترفض مرشح الوصاية الإيرانية» و»من ينتخب مرشح حزب الله لا يمثّلنا»، وهكذا تلاقى ريفي مع الرئيس نجيب ميقاتي في رفض خيار عون في مقابل سير الوزير السابق النائب محمد الصفدي بخيار الحريري.
وتحت عنوان «هل أصبح مفتي الجمهورية باش كاتب عند عون؟» تداول البعض أن مجموعة من المشايخ السنّة أبدوا إمتعاضهم من أنه وبطلب من الرئيس الحريري وجّه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان تعميماً إلى خطباء المساجد عبر مدير عام الاوقاف لعدم تناول خطوة ترشيح الحريري لعون بسلبية من على منابر يوم الجمعة تحت طائلة المسؤولية وعقوبة الفصل من وظيفته.
في المقابل، شدّدت مصادر بيت الوسط على أن انتخاب العماد عون سيحصّن اتفاق الطائف وعروبة لبنان وسيحيّد لبنان عن الأزمة السورية، واستعادت قول سعد الحريري في خطاب الترشيح نقلاً عن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري «مش مهم مين بيجي ومين بيروح المهم يبقى البلد».
ولم يكن كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعيداً عن مصادر «بيت الوسط»، إذ شدد على «أن تأييد الجنرال عون هو الخطوة الأولى على طريق تطبيق اتفاق الطائف، الذي لم يُطبق يوماً بشكل فعلي، وهو الاتفاق الذي نتمسك به إلى أبعد حد».
وقال جعجع بعد زيارة إلى عون في الرابية يرافقه رئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي «سيكون لنا اليوم رئيسٌ صُنع في لبنان بالفعل، وبات لنا كيان لبناني فعلي»، آملاً «أن تكون كل الكتل النيابية مع وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة وأنا أعتقد ان المسار الرئاسي على خطه الفعلي وأنا شخصياً متفائل».
وأعرب جعجع عن اعتقاده «أن الرئيس سعد الحريري سوف يُكلّف ويؤلف الحكومة العتيدة. فهناك اكثرية في مجلس النواب اتجاهها واضح لجهة تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، ومن المفترض ان تكون الخطوة التالية بعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية تشكيل حكومة برئاسة الرئيس الحريري». وعن وجود مخاوف أمنية قال «لا مؤشرات تدل على وجود أي خطر أمني لكن علينا ان نبقى على يقظة». 
ورأى «ان النائب وليد جنبلاط أكثر من يعرف التركيبة اللبنانية وكيفية التعاطي معها، كما لن يترك أحد الرئيس نبيه بري». وحاذر جعجع التعرّض لحزب الله قائلاً «أنا أفضّل البقاء في الأجواء الإيجابية والطريق معبدة إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 بإذن الله». وأكد رئيس القوات أن «لا صحة لما يقال أن هناك اتفاقاً بينه وبين الجنرال بأن يكون الرئيس بعد 6 سنوات».
وعمّا يُشاع عن طلب القوات وزارة الداخلية للنائبة ستريدا جعجع، قال «نحن في القوات نفصلُ بين النيابة والوزارة، ومع أنه لا يحق لي أن أتكلم في هذا المجال فإن النائب ستريدا جعجع هي من أكثر النواب نجاحاً ولا زال من المبكر جداً الكلام بهذه الأمور».
الى ذلك، يترأس النائب وليد جنبلاط اليوم في المختارة اجتماع اللقاء الديمقراطي الذي يضم 11 نائباً لاتخاذ موقف من موضوع ترشيح عون. ويتوقع أن يسير جنبلاط بهذا الخيار ويترك الحرية لأعضاء اللقاء غير الحزبيين للتصويت كما يشاؤون. 
أما رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب فاعتبر عبر تغريدة على «تويتر» ان «خطوة الرئيس سعد الحريري الجريئة بتسمية العماد ميشال عون بحاجة لتستكمل بالتخلي عن الفاسدين في أي تشكيلة حكومية حتى لا يأخذوا من رصيده ويفشلوه.»
وكانت المؤشرات الإيجابية التي تركها تأييد الحريري لعون إنعكست ارتفاعاً ملحوظاً على أداء بورصة بيروت. وواصل سعر سهم «سوليدير» ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة.