ماهر مقلد 

 بعد أن هدأت النفوس واطمأنت من جديد القلوب متى تعود كما كانت العلاقات المصرية السعودية طبيعية ؟ لا تتأثر بهؤلاء المزايدين عليها الكارهين لبقائها متينة.

فى الأسابيع الماضية انبرى بعض الكتاب هنا وهناك فى الكتابة والقول بشكل لا يخدم المصالح العربية ولا العلاقات الثنائية وكانت النبرة عالية فظة تضر بالثوابت وترفع من حدة التشنج. فى كل مرة يتكرر نفس المشهد وتندفع بعض الأقلام تنتقد وهى تعتقد أنها تدافع عن بلدها وهو أمر يجعل الرأى العام فى حيرة من أمره ويترك انطباعات غاية فى السوء. هل حقا الملف السورى هو السبب فى التوتر الحاصل فى العلاقات بين البلدين ؟

ظاهر الأمر يقول هذا لكن بالتحليل المنطقى يتبين أن مصر لها موقف ثابت من الأزمة السورية وهو الحفاظ على وحدة الدولة السورية ومركزيتها وهو موقف لا يمكن تحت أى وضع التحايل عليه أو الالتفاف حوله. والموقف السعودى لا يرى فى النظام السورى الحالى أى بارقة أمل فى إنقاذ سوريا ويعتقد أنه لا بد من رحيل النظام وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد .

إذن التفاهمات المصرية السعودية حول سوريا لا تنطلق من أرضية واحدة وهذا أمر طبيعى لا يبرر تحت أى وضع التوتر أو الخلاف. مصر دولة كبرى لها مدرسة عريقة فى الدبلوماسية الدولية، والمملكة دولة عربية وإسلامية مهمة لها قناعات تفرضها التزاماتها فى لبنان وسوريا والعراق ومن المهم أن تتفهم كل دولة ظروف وقناعات الدولة الأخرى وأن تكون جسور الحوار ممتدة للتفاهم وتقريب المسافات .

ويدرك هذه الثوابت الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين .وهما يحافظان على جوهر العلاقات وتطويرها ، غير عابئين بأصحاب المصالح. لا يمكن تصور أن هناك تتطابقا فى المواقف بين الدول ولا يعنى التباين خلافا لكنه وجهة نظر أخرى يجب أن تحترم ويتم النقاش حولها بهدوء وبكل الأريحية أما المزايدة وتحميل العلاقات ما لا تحتمل فهو أكبر ضرر للشعبين وللبلدين وللواقع العربى المحبط .