نعمت أبو الصوف

على مدى العامين الماضيين، أي منذ قامت "أوبك" باعتماد استراتيجية حصة السوق، تم التعرف على كثير من جوانب النفط الصخري في الولايات المتحدة، ولكن ربما أهم جانب كان هو، مهما كانت الأمور صعبة، يجد النفط الصخري دائما سبلا للتكيف والاستمرار. لقد فسر بعض المحللين قرار "أوبك" في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 القاضي بترك الأسواق تحدد اتجاه أسعار النفط بأنه إعلان حرب على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذي أسهم في طفرة الإنتاج من خارج "أوبك" خلال الأعوام 2012-2014، ولكن انهيار أسعار النفط في وقت لاحق أوقف نمو إنتاج النفط الأمريكي، وأجبر منتجي النفط الصخري على القيام بتسوية مؤلمة ولكنها ناجحة إلى حد كبير في بعض الجوانب.

ولكن، مع اقتراب "أوبك" من اتخاذ خطوات جادة لاستقرار السوق ودعم الأسعار، على ما يبدو أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يستعد لاستئناف النمو من جديد في العام المقبل، ما يضيف مزيدا من الالتباس على أسواق النفط والمستثمرين في المشاريع الاستخراجية. مدفوعا بالنفط الصخري، تضاعف تقريبا إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 9.6 مليون برميل في اليوم بين عام 2010 وأوائل عام 2015، في حين تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة أن الإنتاج قد انخفض بنسبة أكثر من مليون برميل في اليوم منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي، لكن معدل الانخفاض قد تباطأ بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. وركود الأسعار أدى أيضا إلى إفلاس أكثر من 100 شركة نفط مستقلة وخدمات نفطية صغيرة في الولايات المتحدة، وبدا قطاع النفط الصخري عموما على أعتاب انهيار في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) عندما انخفضت أسعار النفط إلى ما دون 30 دولارا للبرميل.

أكبر افتراض خاطئ حول مصادر النفط الصخري ربما كان أنها بحاجة إلى أسعار فوق 80 دولارا للبرميل لتكون مجدية اقتصاديا. في الحقيقة، عندما كانت أسعار النفط عند 100 دولار للبرميل، كان منتجو النفط الصخري يستثمرون في كل بئر يظنون أنها مجدية عند هذا المستوى، ما أسفر عن ارتفاع عدد منصات الحفر العاملة بصورة كبيرة وعدم الكفاءة في استخدام رأس المال. مع العلم أن معظم النمو الكبير في إنتاج النفط الصخري كان يقوده في الواقع فقط 30 في المائة من الآبار - تلك الموجودة في أفضل تشكيلات النفط الصخري، من حيث معدلات إنتاجية الآبار ومعدلات الاستخلاص العالية.

عندما انخفضت الأسعار، أوقف المنتجون عمليات الحفر في التشكيلات الهامشية الأقل إنتاجية لنقص السيولة. إن خفض عمليات الحفر والتراجع الحاد في تكاليف الخدمات النفطية، أديا إلى خفض الاستثمارات السنوية المطلوبة لمنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة للحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية إلى 50 مليار دولار، مقابل استثمارات فعلية وصلت إلى 80 مليار دولار في عام 2015 و130 مليار دولار في عام 2014. في هذا الجانب يشير بعض المحللين إلى أن أسعار نفط عند 45 دولارا للبرميل تكفي لتوليد هذا المستوى من التدفقات المالية (50 مليار دولار)، والمستثمرون مستعدون لتمويل العجز الصغير.

إعلان

Internet & TV

Betaal niet teveel! Scherpe deals voor razendsnel internet & TV bij Tele2. Wij regelen de overstap. Maandelijks aan te passen.

Stap zorgeloos over

Proposé par Tele2

في الواقع، النقد ضروري لآلاف المنتجين المستقلين الذين قادوا ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة. في الوقت الحاضر، أسعار التعادلBreakeven prices والربحية تأتي بالدرجة الثانية بعد النقد وتوافر رأس المال بالنسبة لقطاع النفط الصخري الذي كان في السابق يصرف أكثر في السعي لتحقيق النمو. انخفاض معدلات تكاليف الخدمات النفطية والارتفاع الطفيف في أسعار النفط والغاز حسنا أخيرا التدفقات النقدية، ما أدى إلى زيادة طفيفة في نشاط الحفر وإكمال الآبار منذ أواخر شهر أيار (مايو) – وهذا الاتجاه الذي بدا أنه سيستمر حتى قبل تحرك "أوبك" في الجزائر الشهر الماضي. عندما ترتفع أسعار النفط، من المتواقع أن يزداد نشاط منتجي النفط الصخري من خلال حفر مزيد من التشكيلات خارج المناطق الأساسية العالية الجودة أو كما يطلق عليها Sweet spots.

في غضون ذلك، لم يفقد المستثمرون الاهتمام بموارد النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهم الآن يستعدون لتمويل موجة جديدة من النمو، والدليل على ذلك قيام أحد كبار المستثمرين أخيرا باستثمار أكثر من مليار دولار في مجال النفط الصخري.

يتوقع عدد متزايد من المحللين الآن أن يستأنف النفط الصخري نموه من جديد في العام المقبل في ظل أسعار تراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل، لكن وتيرة هذا النمو لا تزال موضع نقاش. مما لا شك فيه أن مستويات النمو السنوية لن تقترب من مليون برميل في اليوم التي شهدها النفط الصخري خلال سنوات الطفرة بين عامي 2012 و2014، ولكن بعض المختصين ما زالوا يتوقعون أن تصل إلى 450 ألف برميل في اليوم. بالفعل معدلات التراجع الطبيعي لإنتاج النفط الصخري قد تباطأت بصورة كبيرة، من المتوقع أن تستمر تكاليف الخدمات النفطية منخفضة لعامين آخرين، وقد يتمكن المنتجون من الاستفادة من التشكيلات العالية الجودة،Sweet spots، حتى عام 2020.

تشهد آبار النفط الصخري أكبر معدلات انخفاض طبيعي لها خلال السنة الأولى – يراوح عادة بين 55 – 70 في المائة – ويتباطأ خلال السنوات اللاحقة. مع التراجع الكبير في عدد الآبار الجديدة التي تم حفرها خلال العامين الماضيين، تباطأت معدلات الانخفاض الطبيعي، ما يسهل عملية نمو الإنتاج. جولدمان ساكس هو من بين الأكثر تفاؤلا، حيث يتوقع أن ينمو إنتاج الولايات المتحدة بمقدار 600 - 700 ألف برميل في اليوم في الفترة بين الربع الرابع من عام 2015 والربع الرابع من عام 2017، ما يعوض جميع الخسائر التي شهدها خلال العامين الماضيين. وتتوقع شركة IHS الاستشارية متوسط نمو بين 350 و450 ألف برميل في اليوم في العام المقبل، في حين ترى شركة ريموند جيمس نمو 280 ألف برميل في اليوم. وبعض المحللين وضع النمو في العام المقبل أقل من 20 ألف برميل في اليوم، في حين أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لا تزال تتوقع انخفاضا بنحو 100 ألف برميل يوميا إلى 8.6 مليون برميل في اليوم، ولكنها قد تعدل توقعاتها في الأشهر المقبلة.