السيسي ينفي عزمه إنشاء حزب سياسي


شرم الشيخ (مصر) - هبة ياسين 

حسم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الجدال الذي تجدد خلال الأيام الماضية في شأن اعتزامه تأسيس حزب سياسي، على خليفة عقد الرئاسة «المؤتمر الوطني الأول للشباب» الذي اختتم أعماله أمس في مدينة شرم الشيخ. ونفى السيسي في شدة ما تردد عن أن المشاركين في المؤتمر سيشكلون نواة لظهير سياسي يقوده الرئيس خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن «الهدف من وراء المؤتمر إعداد جيل جديد من الشباب يستطيع تحمل مسؤولية قيادة الدولة».

وشهد اليوم الختامي للمؤتمر أمس عدداً من الفعاليات أبرزها جلسة «نموذج محاكاة الدولة المصرية» التي حضرها الرئيس وعدد من الوزراء، وقدمت خلالها مجموعة من الشباب نموذجاً يضاهي عمل عدد من الوزارات المهمة في الحكومة. ولفت السيسي خلال الجلسة إلى «ضرورة إعداد كوادر تستطيع قيادة البلاد مستقبلاً». وأضاف أن «بعض الدول يولي التعليم أهمية قصوى واهتماماً بالغاً لخلق كوادر تستطيع قيادة الدولة مستقبلاً. هذا ما نستهدفه وعنصر الوقت حاسم بالنسبة إلينا، لا سيما أن إعداد هذه الكوادر يتطلب سنوات عدة، ومن هنا جاءت فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة كي نختصر الوقت».

وحرص السيسي على حضور ندوة عن «دراسة مسببات العنف في الملاعب وعودة الجماهير»، وعلّق خلالها قائلاً ان «هذه القضية تتطلب معالجة عميقة، ومراعاة للأبعاد النفسية والأمنية والمجتمعية والثقافية». وأشار إلى أن «المشجعين هم شباب منفعل يحب فريقه، وهناك بعض من يتربصون بمصر قد يستغلون هذا الانفعال لتخريب قطاع الرياضة الذي يعد قطاعاً حيوياً تعيش عليه ملايين الأسر المصرية، مثله في ذلك مثل قطاع السياحة التي تم استهدافها». ورأى أن «استهداف هذه القطاعات من شأنه أن يجعل المجتمع قابلاً للانفجار، ما يهدد كيان الدولة. والمسؤولية تقع على عاتق الدولة والمجتمع لتخفيف الاحتقان لقطع الطريق على من يحاولون تخريب مصر لأن هدمها لن يكون على حساب فئة دون أخرى، بل سينال من الجميع».

وكان الرئيس شارك أول من أمس في جلسة نقاشية عن دور الأحزاب في المشاركة السياسية حضرها عدد من رؤساء الأحزاب وشبابها وأعضاء هيئاتها البرلمانية، وتطرق إلى «تجربة التحول الديموقراطي التي تقطعها مصر»، معتبراً أن «نجاحها يتوقف على احترام الرأي الآخر».

وعقد بعدها لقاء مع شباب من الجامعات وبعض الإعلاميين تبادل خلاله الحديث معهم في مختلف القضايا. وشدد خلال اللقاء على أن تبنيه برنامج إعداد الكوادر الشبابية «لا ينطوي على أي هدف سياسي»، نافياً ما تردد عن عزمه جعل خريجي هذا البرنامج ظهيراً سياسياً له. وأكد رفضه إنشاء حزب للرئيس، لافتاً إلى أن هدف البرنامج «تخريج قيادات من مساعدي البرلمانيين والوزراء والمحافظين، ودعمهم بالخبرات ليكونوا القيادات المستقبلية للدولة».

وتعهد العمل على تجاوز المشكلة الاقتصادية التي تعانيها مصر، لافتاً إلى أن «هناك مئات المشاريع التي أنجزت خلال العامين الماضيين». وقال: «أضع قطاع السياحة نصب عيني وأستهدف استقطاب السياحة الآسيوية إلى السوق المصرية إلى جانب السياحة الأوروبية، ومهم جداً أن نستعيد الأمن بالتزامن مع ذلك». ورأى أن «الاستقرار بعد الثورات يستغرق 20 عاماً».