رئيسٌ جديد... للبنان جديد؟

الياس الديري

في انتظار الرئيس الذي سيُنتَخب يوم الاثنين حزمة من المهمّات الأساسيَّة، في مقدّمها، ومن أبرزها: استعادة الدولة والسلطة والمؤسسات الدستورية، واليها إعادة الاحترام والانتظام والفاعلية للقوانين والأَنظمة والنصوص المعمول بها. فمن "الكتاب" تبدأ الانتفاضة والنفضة.

وبمنتهى الدقة والعناية، والحرص على وجوب التطبيق في حق "الكبير" قبل "الصغير"، و"المسنود" الظهر قبل الوحيد والضعيف. هكذا تتم المساواة بين المواطنين. وعلى هذا الأساس تسود العدالة ويعمّ الأمن كامل البلد، بكل فئاته ومناطقه.

لقد تحوَّل لبنان فترة طويلة، والى هذه اللحظة، غابة فالتة بكل معنى الفلتان والتسيُّب والاستهتار واللامبالاة، ناهيك بالقفز فوق القوانين والأعراف والمبادئ والتقاليد.

من هنا، من هذا الباب، من هذا العنوان، من هذا الواجب، من هذه المبادئ والأُسس، يجب أن ينطلق عهد الرئيس الجديد، وتنطلق العودة الى مقاييس واعتبارات لبنان الزمن الجميل، لبنان العالم العربي وعالم عبر البحار السبعة.

ليس من شعب كالشعب اللبناني سريع الامتثال للقانون والنظام إذا كان ثمة من يحرص على تطبيق القانون والنظام على جميع المواطنين، ودون تمييز بين إبن ستٍ وإبن جارية.

عندئذ تصبح القوانين المرجع الوحيد. و"القوة" الوحيدة. والمميَّز الوحيد. شرط أن يقتنع الحاكم بالمبدأ القانوني، ويبدأ بنفسه، بأفراد عائلته، بالأقربين، بالحاشية، بالانصار والمحاسيب. هكذا يكون القانون قد شمل الجميع وفوق الجميع.

فالقانون هو مادة الامتحان الأساسيَّة لرئيس الجمهوريَّة قبل الجميع. ولرئيس مجلس النواب قبل ممثّلي الشعب. ولرئيس الحكومة قبل الوزراء. وللوزراء والنواب والمديرين وكبار الموظّفين قبل الآخرين، وعامة الشعب، وعموم المؤسَّسات من رسميَّة وعامة.

عنصران آخران لا بدَّ من معالجتهما برويَّة وحكمة واخلاص: التطيُّف المموَّه، والتحزّب الأعمى للمقرَّبين والأقربين...

الأضواء ستكون مسلَّطة على الخطوات الأولى، والقرارات الأولى، والتعيينات والتوظيفات، وتوزيع المناصب والمهمات التي تعطي مثالاً عن توجُّهات العهد، وأسلوبه، وأهدافه، وعن لبنان هذا العهد، والتركيبة والصيغة في زمن هذا العهد الجديد. والرئيس الجديد. والدولة الجديدة. ولبنان الجديد.

فمن الرأس، من رأس الدولة ورأس البلاد، تبدأ المسيرة وينطلق النموذج، ويؤشّر العهد لتوجهاته واهتماماته وغاياته وأفكاره، وما يريد أن يحقّقه، أو يصلحه، أو يعيد صياغته.

واذا تمّ انتخاب الرئيس في جلسة الاثنين، فمن خطاب القسَم تتبدّى الملامح الأولى، كما تظهر الطموحات وما يُسمّى عادة "البرنامج".

ساعاتٌ، ويُشرق موعد اللبنانيين مع لبنان يأملون أن يكون جديداً.