بدر عبدالله المديرس

أجمل عرس وطني هذه الأيام هو العرس الديمقراطي الكويتي الذي يتوج بإقامته مساء يوم السادس والعشرين من شهر نوفمبر 2016 بفوز من يفوز من المرشحين في عضوية مجلس الأمة الكويتي بتنافس شريف وديمقراطية مميزة تتمتع بها الكويت والبرلمان الكويتي لتصدح الطبول فرحا بالفائزين ونشاهد ونسمع صوت الألعاب النارية في سماء الكويت وتعلو وتبرز الابتسامة والعناق بين المرشحين الفائزين وناخبيهم والمهنئين لهم وتجول السيارات بالشوارع الرئيسية وفي الأحياء وتسمع أصوات الهرنات والأغاني الوطنية المفرحة حتى تشرق الشمس في اليوم التالي .

إن هذا العرس الديمقراطي الكويتي محل أنظار العالم بالمتابعة والاهتمام بالإعلام العالمي المرئي والمسموع والمقروء والإعلام الكويتي والإعلام القادم من الخارج لتغطية هذا العرس الديمقراطي وبجميع اللغات والمقابلات مع المرشحين والناخبين للتحدث عن برامجهم الانتخابية وأطروحاتهم وتبني مطالب الناخبين الذين سينتخبونهم بتحقيقها والتي تعودنا عليها بالكلام الحلو المعسول وبالندوات واللقاءات في أماكن ومقرات المرشحين وتناول أجمل المأكولات من مختلف مطاعم الفنادق والمطاعم المختلفة .

كما أن هذه فترة الاستعداد ليوم الانتخاب يستعد البعض من الناخبين لعرض مطالبهم من المرشحين ومساعداتهم والتوسط لهم في مطالبات الناخبين وقيام المرشحين بزيارات الدواوين إلى منتصف الليل لشرح البرامج الانتخابية والإجابة على أسئلة السائلين وتوزع المنشورات بالسيرة الذاتية للمرشح وبرنامجه الانتخابي الذي يحاول تحقيقه بعد فوزه وكل ما ذكرناه لا خلاف عليه مع وضع صور المرشحين في الأحياء وأمام مقرات المرشحين بل نشجعه ونشيد به ونثني عليه لإيصال صوت وأفكار واقتراحات المرشحين إلى الناخبين وهذه ظاهرة صحية وحضارية معمول بها في مختلف أنحاء العالم الذين لديهم برلمانات منتخبة من شعوبهم .

والمهم أن تكون الأطروحات والبرامج الانتخابية لثقافة المرشح المتحدث بالأسلوب الراقي والإيجابي لناخبيه منصبة لخدمة وصالح الوطن والمواطنين والسعي بعد الفوز بتحقيق المطالب التي تعهد المرشحين بها والمطالبة بها بإصدار القوانين والقرارات وأن تكون الخطابات والكلمات بالصوت الهادئ المفيد لا بالصراخ ويكفي صوت الميكروفونات الذي يصم الآذان والتحدث بالأسلوب الراقي والمرتب بعيدا عن التجريح بكلمات قاسية لا يستفيد منها الناخب بل من الممكن أن تؤثر على المرشح عند لحظة وقوف الناخب عند صندوق الانتخاب ليدلي بصوته للنائب بالصوت الواحد ويراجع نفسه يتذكر ما قاله المرشح ويمكن أن يغير رأيه في لحظة التأشير على اسم المرشح الذي كان في باله قبل الوصول إلى قاعة الانتخاب .

فالمرشح يقول كلام معسول للناخب أثناء اللقاء معه والناخب يوعد المرشح بكلام أكثر من المعسول واللحظة الحاسمة عند صندوق الانتخاب .

لذلك يا أحبائي المرشحين تركدوا شوي شوي في أطروحاتكم وكلماتكم وكلنا نحبكم فأنتم من رحم هذا الوطن المعطاء وسنفرح في مرشح يفوز ونسرع لنهنئته ونبارك له ونشد على يديه بالعمل الجاد في البرلمان لخدمة وطننا الكويت وخلوا أطروحاتكم في داخل بلدنا ولا توصلوها إلى خارج بلدنا من خلال الديمقراطية الكويتية والتي نفخر بها والتي محل أنظار العالم وأوصلوا أصواتكم بكلمة واحدة موحدة للعالم بأننا نختلف في أطروحاتنا وبرامجنا الانتخابية لصالح الوطن ولكننا (لا نختلف على وطننا) فزنا أو خسرنا فالوطن أهم من الفوز ومن الخسارة والله يوفقكم في استعداداتكم لليوم الحاسم بالنتيجة النهائية نتيجة الفائزين من المرشحين بشرف عضوية البرلمان الكويتي واجعلوا نصب أعينكم دائما مرشحين وناخبين وحتى الذين لا تسمح القوانين والقرارات بالترشيح والانتخاب يشاركونكم حبكم وحسكم الوطني .

آخر الكلام :

أتمنى من المرشحين الذين يفوزون بالانتخابات البرلمانية الحرة بالديمقراطية التي تتمتع بها دولتنا الحبيبة الكويت أن يترفعوا عن الفوقية بعد فوزهم وتظل العلاقة الطيبة مع الكل ولا يتغير في يوم وليلة قبل الانتخاب وبعد الانتخاب مثل ما حدثني صديق عن موقف أثار غضبه وزعله عندما ذهب بعد ظهور نتائج إحدى الانتخابات البرلمانية السابقة وطرق باب أحد المرشحين الفائزين ليبارك له ويهنئه لأنه فرح بنجاحه وفرح بأنه أعطاه صوته ولم يذهب إلى منزله وقت الظهر أو بالليل وإنما ذهب قبل الظهر وطرق جرس الباب فسمع صوت يرد عليه ليقول له إذا تريد السلام على النائب فإنه نائم ولا يستقبل أحد وأقفل سماعة الباب في وجهه فهذا مثل بسيط وتصرف غير حضاري لذلك يجب أن تكون العلاقة طيبة بين المرشح والناخب في الفوز والخسارة .

وأذكر هنا مثل بالتسامح الديمقراطي بين الفائز والخاسر وفي تنافس شريف بين مرشحين لرئاسة دولة وليس فوز فردي لنائب في البرلمان أن المرشح الخاسر لرئاسة دولة أيقظ زميله الفائز عليه بالانتخابات من النوم ليبارك له فوزه عليه فشكره الفائز وبعد الإجراءات الرسمية للترتيب لبداية رئاسة الدولة وابتداء عمله الرسمي استدعى زميله الذي نافسه في الانتخابات وخسرها وطلب منه أن يحضر إليه لإعطائه رسالة مستعجلة لتوصيلها إلى إحدى رؤساء دولة صديقة ولم يتردد الخاسر في الانتخابات ورحب بطلب الرئيس الفائز وأوصل الرسالة وهذه هي الديمقراطية الصحيحة ديمقراطية الدول الحضارية نذكرها للعلم فقط .

وسلامتكم .