مطلق بن سعود المطيري

بث زعيم داعش أبوبكر البغدادي تسجيلاً صوتياً الخميس الفائت يحث أتباعه فيه على الثبات، وشن الحرب على المملكة وتركيا، وقد أثار هذا التسجيل ردود فعل واسعة بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، الذين استغربوا تركيزه على عداء تلك الدولتين السنيّتين، وهو وسط حمى النار العراقية والأمريكية والإيرانية، كراهية تنظيم داعش وخليفته للرياض وأنقرة ليس سببه المأزق الوجودي الذين هم به الآن: يكونون أم لا يكونون، ولكنه تعبير صريح عن أهداف داعش المستقبلية، بعد أن بات وجوده في الموصل شبه منتهٍ، بسبب الإصرار الأمريكي والعراقي على اقتلاعه، ولكن هل يعني هذا اقتلاع التنظيم نهائياً، أم تحويل نشاطه الى مناطق أخرى؟

داعش أداة تخريبية تتحرك بإرادة أمريكية وإيرانية، وكذلك ولدت نتيجة تقارب الشيطان الأكبر مع دولة الملالي، فإن لم تكن داعش موجودة لأصبح وجودهما في العراق صعب جداً، بسبب صفة الاحتلال التي يحملون عنوانها، ولكن داعش جعل وجودهما مقبولاً تحت عنوان محاربة الإرهاب، من هذا الفهم ممكن تفسير تهديدات خليفة داعش للمملكة وتركيا، فمن ستكون الموصل القادمة؟

المملكة وتركيا من المستحيل أن تكون فيهما مدينة أو مركز تواجد لداعش، لعدة أسباب وأهمها، الأمن القوي، ورفض المجتمع هناك لهما، وهذا المستحيل هو ما سوف يتم التعامل معه أمريكياً وإيرانياً في حال تم الاتفاق بينهما على استخدام ورقة داعش في تلك الدولتين، الفرص المتاحة أمام قوة الشر لاستخدام داعش لضرب الاستقرار لدينا وفي تركيا، هي استخدام الحدود المتاخمة للعراق كنقطة انطلاق لداخل الدولتين المستهدفتين، تركيا يبدو انها متيقضة لهذا الهدف لذلك تصر على المشاركة في العمليات العسكرية في الموصل وبقاء بعض من قواتها هناك، أما المملكة فهذا يتوقف على حكومة العراق والتسهيلات التي سوف تقدمها لداعش على حدودها مع المملكة وأيضا مدى تثبيت مركز وجود لداعش في اليمن، فوسط ظروف المنطقة اليوم كلا الخيارين متاحان، فهل سوف يتم استخدام الخيارين معاً وفي التزامن؟ لضرب استقرار المملكة من الناحية النظرية الأمر ممكن، ومن ناحية التفاهمات الأمريكية الإيرانية فالأمر يحمل الكثير من الاحتمالات، فطهران يقف على رأس أهدافها الوصول للعمق السعودي، وواشنطن حليف غير موثوق به.. يبقى خيار واحد وقوي ليس بيدهما، وهو خيار الشعب السعودي، وهذا الخيار وحده هو القادر بعد الله على إفشال أي مخطط خارجي يستهدف أمن بلده.

بداية المخطط، يبدأ أن تم القبض على خليفة داعش عن طريق القوات الأمريكية وإخفاء المعلومات التي تكشف عن مصيره أو تقديم معلومات ضبابية عنه، مثل ما حصل مع مصير زعيم القاعدة أسامة بن لادن.