الياس الديري

على أحرِّ من الجمر ينتظرون انطلاق الضوء الأخضر من بيت الوسط، مع دخان أبيض، كعلامة إيجابيَّة لجهوزيَّة التشكيلة الحكوميَّة المتوقّع أن تحمل معها هدايا ومفاجآت، وتوافقات، تعطي اللبنانيّين المزيد من اشارات الارتياح، والمزيد من وعود تغيير أجواء القلق والتوتّر.


المسألة مسألة أيام، لا مسألة أسابيع وأشهر على جاري العادة. وما سمعناه من الينابيع، وما أكدَّته المساعي الحميدة التي يبذلها الرؤساء الثلاثة لانضاج الطبخة الحكومية ينبئ بأن الآتي قريب.
ولتطمين اللبنانيين المقيمين والمتغرّبين يمكن القول إن لا عقبات تُذكر حتى الآن. وليس من المتوقّع بروز عقبات مفتعلة، أو مستعصية، باعتبار أن الجهات المعنية بمسألة التأليف تساهم بدورها في تعبيد الطرق عبر انتظام عملية توزيع الحصص في المقاعد والحقائب.


وللمرة الأولى لن يكون هناك مغبون، ولا غابن. أما بالنسبة الى ما يُسمّى "الحقائب السياديَّة"، فإن القيّمين والمساعدين يساهمون في إيصال كل ذي حقّ الى حقه، كما يصرّ الرئيس سعد الحريري على تشكيل حكومة تصلح أن توحي بالتغيير وتُستقبل بالترحيب والرضى... وتحديداً لجهة وصول كل فئة الى ما تستحقّه من دون زيادة أو نقصان.


من البديهي أن يبذل الرئيس المكلَّف جهوداً إضافية واستثنائية لتوليف مشروع الحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال عون، وبرئاسة الرجل الذي قاد الحركة الرئاسيَّة من الباب الى المحراب، ومن الخطوة الأولى الى لحظة انتهاء الجلسة الانتخابيَّة الرابعة التي أُعلن في نهايتها أن الجنرال عون أصبح رئيساً للجمهوريَّة.


وهكذا بعد جهد جهيد رست الباخرة الرئاسيَّة على برّ الأمان، وأوصلت الجنرال الى قصر بعبدا تواكبه الزغاريد والأناشيد، مما أعاد الروح الى البلد بأسره. وبحكومة من ثلاثين وزيراً يجد فيهم اللبنانيون ما يرضي طموحاتهم وأحلامهم، يكون "وطن النجوم" قد نهض مرة ثالثة من غفوة قاربت غفوات الذين لا يصحون.


بالطبع ليس المطلوب أرضاء هذا المرجع أو ذاك، بل الأرب والغاية اختيار رجالات يُقال فيهم إنهم صالحون لتقويم إعوجاج ما أفسده الدهر، وتنظيف المؤسسات والادارات، وحتى الماء والهواء، من الفساد والاهتراء وما تركه الفاسدون من تشويه.


ليس المهم توزيع "الحقائب السيادية"، أو التي تبيض ذهباً، بالعدل والقسطاس على الأفرقاء، بل المهم والأهم أن يكون مردود هذه الوزارات وانتاجها من نصيب الدولة، لا أن يُدسّ في صناديق ذوي النفوذ وطويلي الباع...
يبشرِّكم وليد بك جنبلاط أن 8 آذار و14 آذار والوسطية معهما قد انتهت. "بح... ما عاد في شي بيحمل هذا العنوان".
ويختم البشرى بإضافة حرزانة يُفهم منها أن السعوديين عائدون الى الربوع الغنّاء. فعجّلوا بالحكومة.