لقاء ديبلوماسي سياسي ثقافي حول «عروبة أمين الريحاني» عُقد الخميس، في بيت السفير السعودي في اليرزة، شرق بيروت، بدعوة من القائم بالأعمال المستشار وليد البخاري، وتميّز بروح الأخوّة والصداقة.

ويعتبر اللقاء خطوة أولى لـ «الملتقى الثقافي السعودي - اللبناني» الذي سيتواصل شهرياً، في مبادرة هي الأولى من نوعها لفتح سفارة أبوابها على الثقافة في بعدَيها الفكري والوطني بعدما كانت تقتصر على السياسة والاقتصاد والمساعدات الإنسانية. وتقدَّم الحضور وزير الثقافة ريمون عريجي، وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، ونُخب سياسية وإعلامية وثقافية.

كلمة الافتتاح لصاحب الدعوة المستشار وليد البخاري الذي رحّب بالحضور ونوّه بالملتقى الثقافي السعودي - اللبناني الأول وموضوعه المفكّر والرحّالة أمين الريحاني، أبرز أعلام الفكر القومي العربي، والذي تُعتبر لقاءاته المتعددة بموحِّد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، أساساً لانطلاق العلاقات السعودية - اللبنانية بين القيادتين والشعبين، وأشار البخاري إلى كلام لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقدّر دور الريحاني وكونه الرمز الأول لعلاقة المملكة بلبنان.

وأعرب الوزير روني عريجي عن تقديره لمبادرة «الملتقى» كونها علامة أولى على فتح السفارات النشاطات الثقافية. وأكد ذلك أيضاً أمين ألبرت الريحاني، الذي اعتبر الملتقى اختراقاً ثقافياً، مشيراً إلى أن العلاقة بين الشعبين السعودي واللبناني تعود إلى عام 1920، كما أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز، ففي ذلك التاريخ تحقَّق اللقاء الأول بين الملك عبدالعزيز (السلطان آنذاك) وأمين الريحاني، بعد رسالة وجّهها الأخير طالباً اللقاء فتلقّى الإجابة بالقبول على الرحب والسعة. وتوالت المراسلات بينهما واللقاءات.

وذكر أن الزيارة الأولى استغرقت ثلاثة أشهر يمكن معرفة تفاصيلها في كتاب «ملوك العرب» وكتاب آخر يتضمن الرسائل المتبادلة وكتاب ثالث للريحاني في عنوان «ابن سعود: شعبه وبلاده».

أمـــا كلمــة عميــــد الســـلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبدالعال القناعي، فتضمّنت معلومات عن الريحاني الرحالة الذي كانت شخصيته ومؤلفاته سبيلاً إلى المعرفة المتبادلة بين القيادات العربية في تلك الفترة، من باب تأكيد الريحاني العروبة الجامعة، وأشار إلى أن المنطقة الأغلى على قلب الريحاني كانت نجد التي أحب إقامته فيها وتمنى أن تطول.

وقدّم ميشال جحا ورقة عمل «الملتقى» عن عروبة أمين الريحاني، شارحاً أفكاره الواردة في مؤلفاته ورسائله واهتمامه الدائم بما يجمع العرب وتحذيره مما يفرّقهم.

وقدّم المستشار وليد البخاري خلال الملتقى، درعاً تذكارية للبروفسور أمين ألبرت الريحاني، وهو للمناسبة ابن شقيق الريحاني وأحد أبرز المؤلفين والباحثين في أعماله.