جهاد الخازن

معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والثلاثين، هذه السنة ضم حوالى 1700 عارض من ستين دولة، وحوالى مليوني زائر، وكانت هناك جلسات فكر وأدب وشعر، ومحاضرات ونشاطات ثقافية وإنسانية أخرى. ومع هذا وذاك ألوف من طلاب المدارس الصغار ملأ ضجيجهم قاعات العرض الخمس.

كنت قبل الشارقة في الكويت لحضور افتتاح دار الأوبرا، وسأعود إليها قبل نهاية الشهر لمتابعة الانتخابات النيابية، وفي أوائل الشهر المقبل أحضر المؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي في أبو ظبي، ثم البحرين. دول الخليج ترد إلى المواطن العربي مثلي بعض الثقة في مستقبل الوطن.

أحضر معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ سنوات، وعادة ما أصل للأيام الأولى من المعرض. هذه المرة قررت أن أحضر الأيام الأخيرة منه، وكنت أتجول بين الصالات عندما وصل الحاكم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي برفقة ضيوف وأحاط به الزوار، فلم أشأ أن أثقل عليه. غير أن هدية منه كانت بانتظاري هي كتابه الجديد: صراع القوى والتجارة في الخليج 1620 - 1820. أعطاني الكتاب الأخ الدكتور أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب. ووجدت عنده الصديق الدكتور علي بن تميم، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب. وفي المعرض كان هناك الصديق الدكتور غياث مكتبي الذي يهديني الكتب الجديدة ويرفض بإصرار أن أدفع ثمنها. ولم أرَ الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي التي تهتم بشؤون المرأة والطفل، رغم أنني كنت أريد أن أسمع عن آخر نشاطها. ولكن سرني أن أسمع محاضرة للروائية الجزائرية والصديقة أحلام مستغانمي لامست القلب وهي تتحدث عن نزار قباني، الصديق الذي كتب لـ «الحياة» حتى وفاته.

في الفندق حيث نزلت كانت هناك مكتبة صغيرة ملحقة بالمقهى، ووجدت فيها من كتب الشيخ سلطان:

- بيان الكويت، سيرة حياة الشيخ مبارك الصباح.

- العلاقات العمانية - الفرنسية 1715 - 1905.

- سيرة مدينة.

- كلمات في المسرح.

- الشيخ الأبيض.

- نشأة الحركة الكشفية في الشارقة.

لا أستطيع في مثل هذه العجالة سوى الإيجاز، وفي يوم واحد تابعت التالي:

الشيخ محمد بن راشد، رئيس الوزراء وحاكم دبي، استقبل رئيس أرمينيا سيرج سركسيان، وتمّ توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين البلدين، والرئيس سركسيان شكر الإمارات العربية المتحدة على دعمها بلاده وتحدث عن العلاقات التاريخية بين البلدين. الشيخ سلطان أيضاً استقبل الرئيس الأرميني، وكلاهما تحدث عن العلاقات التاريخية بين البلدين.

الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، اجتمع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، وتحدث عن التحديات التي تواجهها المنطقة، كما كرر الشيخ محمد الحديث عن استمرار دعم مصر وآلية تعاون لتحقيق المصالح المشتركة.

وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد زار روسيا في الوقت نفسه وتحدث عن علاقات تاريخية مستمرة وعن تعاون اقتصادي وسياسي.

وقرأت أن الإمارات ستصبح قريباً مركزاً عالمياً للطيران والنقل البحري، مع حركة تصدير وإعادة تصدير، وإنتاج يفيد العالم كله.

زيارة الإمارات ردت لي الثقة ببعض هذه الأمة، فهي بلد عامر بأهله والمقيمين فيه، وقيادته تسير في طريق الخير.