تركي الدخيل

لو قلتُ لك: إن وزير نفط أكبر دولة نفطية في العالم، السعودية، لم يلبس حذاء، حتى بلغ التاسعة من عمره، ذلك أنه كان يتنقل مع أمه البدوية، ويرتحل مع عشيرتها الكبيرة، ثماني سنوات، طلبا للماء والكلأ... فهل تصدقني؟!

لكن هذه هي الحقيقة، التي تحدث عنها المهندس علي النعيمي، وزير النفط السعودي السابق، في كتابه الأخير: (من البادية إلى عالم النفط)، والذي صدر قبل أيام.

الوزير الثمانيني، الذي ترك منصبه، قبل أشهر (مايو 2016)، بعد أن أمضى فيه أكثر من واحد وعشرين عاما، أحد أفراد جيل عاش الفقر والغنى في بلادنا.

بالنسبة للجيل الجديد، مواليد ما بعد 2000 مثلا، يبدو الحديث عن بدوٍ رُحّل، أشبه ما يكون بأسطورة، أو بفيلم من أفلام الخيال!

لكنها، حقيقة، عاصرها قوم يعيشون بيننا وهم بصحتهم.

اتفهم نفور الجيل الجديد، من تكرار الحديث في هذه القصة، لكنها حكاية وطن، كان يمشي حافيا كأبنائه، ثم أصبح يركب طائرة وسيارة...

الأمم لا تنسى تاريخها... وإن كان يجب ألا تعيش فيه فقط!