فاتح عبد السلام

هناك انشداد تشوبه الآمال وربما العواطف ، لدى ملايين العراقيين ، نحو الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب .

مشاعر الشعوب لا يعول عليها بالتقييمات ، فهي في مهب ريح الحكومات والحكّام، في ظل الديكتاتوريات التي تحكم العرب تحت ورقة توت اسمها مرة ديمقراطية وأخرى شرعية تاريخية وثالثة أمر واقع لا اسم له .

لكن العراقيين نوع آخر من البشر، في النظر الى أي متغير أمريكي ، هم لا يعرفون الفرق بين الجمهوريين والديمقراطيين ولا بين فيلهم أو حمارهم . العراقيون ببساطة يبحثون عن منقذ يتشبثون به حتى لو كان هو نفسه المحتل الذي هتفوا ضده أو لاحقوه بالعبوات والرصاص قبل سنوات قليلة.

العراقيون يكاد يجمعون على ان الرئيس الامريكي الذي يتطلعون اليه هم القادر على التكفير عن ذنوب من سبقوه ، وتخليص العراق من براثن الاسلام السياسي ، بعد أن لمسوا من ترامب بصيص أمل يخشون أن يخبو في هذا الاتجاه.

الاسلام السياسي في العراق مصدّر اليه من الخارج ، لا تقل لي انها احزاب دينية عريقة وناضلت وجاهدت وما الى ذلك ، كل هذا لا يصمد امام انها احزاب فساد ونهب وتجويع وتهديد للسلم الاجتماعي ونكوص علمي وصحي وتربوي واقتصادي فضلاً عن النكسات الأمنية التي يجري الخروج من تبعاتها الثقيلة تحت سماء طيران التحالف الدولي .

لا أحد من العرب يتطلع الى شيء محدد يبغيه من الرئيس الامريكي الجديد ، سوى العراقيين ،الذين يريدون التغيير الحقيقي لأوضاعهم، وهم على يقين بأن البوصلة الوطنية ضاعت وتترنح شرقاً كما ترنحت غرباً .

كلما نطق ترامب كلمة ايران فتح ملايين العراقيين آذانهم وعيونهم على سعتها ، ليقرأوا كيف سيكون حالهم ومستقبلهم . العراق وايران بلدان مترابطان اللحظة بمصالح أحزاب وأشخاص بين التنصيب والخلع، وكم يتمنى العراقي ان يكون البلدان مترابطين بمصالح التنمية والاقتصاد المتعافي وبناء الثقة.