أكدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أنه يصعب التبنؤ بما سيفعله الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عندما يتولى مهام منصبه رسميا في يناير القادم، متسائلة "هل سينحدر الشرق الأوسط إلى فوضى أكثر مما هو فيه حالياً؟".
وأوردت الصحيفة ستة سيناريوهات محتملة في عهد ترامب هي: تكثيف الهجوم ضد داعش. وبقاء بشار الأسد في السلطة، وتوسع طموحات روسيا في المنطقة، وازدهار سلطة الرجال الأقوياء وتصاعد التنافس الطائفي، فضلا عن تراجع الآمال القليلة في الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.


وعللت الصحيفة أسباب عدم التنبؤ بما سيفعله ترامب عندما يبدأ مهامه بالبيت الأبيض، بأنه خلال حملته الانتخابية، استخدم الكثير من الشعارات، لكنه لم يقدم تفاصيل كافية حول سياسته الداخلية أو الخارجية، لافتة إلى أن المسلمين، سواء كانوا لاجئين أو متشددين أو مواطنين، تم رسمهم على أنهم يشكلون تهديداً للولايات المتحدة. وأضافت أن قادة الشرق الأوسط، ينتظرون تبلور السياسة الفعلية لترامب، ليعرفوا أياً من شعاراته كانت مجرد دعاية انتخابية وأيا منها ستشكل السياسة الحقيقية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
كما تأتي طريقة التعامل مع تنظيم داعش كأهم الأمور التي ينتظر المراقبون وصول ترامب إلى البيت الأبيض، ليروا كيف تتبلور على الأرض، حيث جعل القضاء على هذا التنظيم في أعلى سلم الأولويات. وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات ترامب، قبل وبعد الانتخابات، إذ أشار إلى أن مواجهة داعش سبب كاف لتوحيد الجهود مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والتخلي عن دعم المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد، فيما صرح الأخير في لقاء مع التلفزيون البرتغالي مؤخراً أن ترامب قد يكون "حليفاً طبيعياً" في القتال ضد المتطرفين.


نقص الخبرة 
فيما يحيط ترامب نفسه بمجموعة من كبار المساعدين الذين يفتقرون إلى الخبرة الكافية في السياسة الخارجية، وفقا للصحيفة، يتوقع بعض المحللين أن يصاب ترامب بصدمة فيما بعد عندما يعي أن بعض تعهداته الرئيسية تتناقض مع بعضها البعض، ومن بينها على سبيل المثال، قول ترامب إنه سيلغي الاتفاقية النووية مع إيران، لكن ذلك، بالإضافة إلى كونه اقتراحاً غير عملي ويصعب تنفيذه، سيواجه بالتأكيد بمعارضة من روسيا.
أما بالنسبة لكسب تأييد الشارع العربي والإسلامي لسياسة الولايات المتحدة، فإن التصريحات التي صدرت عن ترامب وبعض مساعديه حول المسلمين تثير القلق، حيث صرح ترامب بأنه سيؤسس قاعدة بيانات للمسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار القلق لدى أولئك، بينما يشبه المراقبون هذا الإجراء باعتقال اليابانيين في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، والذي يعتبر حدثاً مشيناً في التاريخ الأميركي.


حقوق الإنسان 
قالت الصحيفة، إن ناشطين في مجال حقوق الإنسان أثاروا مخاوف من أن عهد الرئيس ترامب سيشهد تراجعاً في الدبلوماسية الأميركية التي تسعى لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في الدول ذات الأنظمة الاستبدادية.
وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد يشهد عهد ترامب تغيراً كبيراً في السياسة الأميركية، حيث يبدو بوضوح أن الرئيس المنتخب يميل نحو تأييد حكومة اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو. ترامب قال إن نشاطات الاستيطان في الضفة الغربية لا تشكل عائقا أمام السلام، وإنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
ونقلت الصحيفة عن بعض المراقبين قولهم "عهد ترامب سيشهد تراجعا أميركيا عن التدخل المباشر في الشرق الأوسط، باستثناء التدخل ضد داعش، لأن الرئيس المنتخب يعتقد أن ذلك أفضل من أجل الحفاظ على المصالح الأميركية".