جويس كرم 

 أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه لن يعيد فتح التحقيق في ملف البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، منافسته الديموقراطية في الانتخابات الرئاسية، في حين ارتفعت شعبيته قبل أن يفتح معارك إعلامية مع صحيفة «نيويورك تايمز»، ويتعهد الانسحاب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، في اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض.

وعلى رغم توقع تشدد إدارته مع إيران، أصدرت وزارة الخزانة رخصة لشركة «إرباص» من أجل بيع 106 طائرات تجارية إلى شركة الطيران الوطنية الإيرانية، فيما أرسلت طهران إلى سلطنة عُمان 11 طناً من الماء الثقيل، تمهيداً لبيعها إلى بلد ثالث، ما يجعل مخزونها أقل من 130 طناً»، تنفيذاً لتعهداتها في الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست الكبرى في تموز (يوليو) 2015.

وقالت مستشارة ترامب، كيليان كونواي: «لا ينوي الرئيس المنتخب السعي إلى رفع قضية جنائية ضد هيلاري كلينتون» تتعلق بفضيحة استخدامها بريدها الإلكتروني الخاص خلال توليها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013»، ما يمدّ جسراً مع الديموقراطيين ويطوي صفحة أحد أكثر الملفات سودواية وسلبية خلال الحملة.

كذلك حاول ترامب تعديل لهجته، وتحدث في شريط فيديو مدته دقيقتان ونصف الدقيقة عن خططه للأيام المئة الأولى من رئاسته، ولم يذكر موضوع بناء جدار مع المكسيك، وإلغاء قانون «اوباما كير» للرعاية الصحية، اللذين اندرجا ضمن وعود حملته الانتخابية. لكنه تمسك بتنفيذ وعد الانسحاب من اتفاق «الشراكة عبر المحيط الهادئ» الذي وقعته 12 دولة عام 2015، باستثناء الصين.

وأوضح ترامب الذي يتولى منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، أن «اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ يشكل كارثة محتملة لبلدنا، وسنستبدله باتفاقات تجارية ثنائية وعادلة تعيد الوظائف والصناعة إلى الأراضي الأميركية».

ورد وزير الخارجية جون كيري بأن «الانسحاب من الاتفاق سيخدم مصلحة الصين، ويزيد نفوذها التجاري في الأسواق الآسيوية وأميركا اللاتينية».

وفي ما يتعلق بالهجرة، أكد الرئيس المنتخب أنه «سيأمر في اليوم الأول لولايته وزارة العمل بالتحقيق في انتهاكات برامج منح التأشيرات»، من دون أن يذكر اقتراحه السابق لمنع المسلمين أو حظر الهجرة من دول «ترعى الإرهاب».

وساعدت اللهجة الإيجابية لترامب ولقاءاته مع سياسيين من أطياف مختلفة بينهم النائب الديموقراطية تولسي غابارد، في رفع شعبيته إلى نسبة ٤٧ في المئة، بحسب استطلاع محطة «سي إن إن». لكن هذه النبرة تغيرت صباح أمس، إثر مهاجمة ترامب صحيفة «نيويورك تايمز» عبر «تويتر»، وإعلانه إلغاء اجتماعه مع هيئة تحرير الصحيفة، قبل إن يعود عن قراره، وتعلن حملته بعد ثلاث ساعات أن اللقاء سيتم في وقت متأخر من يوم أمس.

وزاد المناخ السلبي نشر موقع مجلة «أتلانتيك» مقطع فيديو لمؤتمر المعهد الوطني الأميركي للسياسة، الذي يُعد أحد المعاقل الفكرية والاستراتيجية لليمين الأميركي المحافظ، مع مشاركة ريتشارد سبنسر، أحد أكبر أنصار ترامب ومنظر حركة «ألت رايت» الأكثر تشدداً، التي وقفت عملياً خلف فوز ترامب المثير في ولايات جنوبية.

وتحدث سبنسر، وهو من «النازيين الجدد» أيضاً، بحماسة إلى أنصار ترامب عن فوز مرشحهم وبرامجه وأهداف الحركة في السنوات المقبلة، ثم اختتم كلمته بتوجيه التحية النازية لترامب قائلاً «هايل ترامب»، ورد أنصاره بالمثل.

وأثار الفيديو حفيظة مجموعات حقوقية ومدنية، في حين دان فريق ترامب «كل أشكال العنصرية»، من دون أن يذكر سبنسر بالاسم.

واستمرت لقاءات ترامب أمس من أجل حسم منصبي وزيري الخارجية والدفاع، حيث يتنافس على المنصب الأول المرشح الرئاسي السابق ميت رومني ورودي جولياني، صديق ترامب، والمنصب الثاني الجنرال جايمس ماتيس والسناتور السابق جيم تالنت.

في ستراسبورغ، دعا النائب الأوروبي الليبرالي رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات، الأوروبيين إلى الدفاع عن أنفسهم في مواجهة «حلقة الطغاة الذين يهددون الاتحاد الأوروبي وقيمه، وهم الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب ترامب».

وقال خلال جلسة للبرلمان: «إننا محاطون بطغاة بدلاً من حلقة أصدقاء: بوتين وأردوغان، كما أن تعيينات ترامب الأولى تقلقني كثيراً. وهؤلاء لا يتشابهون فقط، بل لديهم أيضاً وجهة نظر مشتركة لتدمير نمط تفكيرنا وقيمنا التي يجسدها الاتحاد الأوروبي».

وتابع: «يموّل بوتين علناً شعبويين ومتطرفين معارضين لأوروبا»، فيما يتصدى أردوغان لأي حركة تركية معارضة تنشط في أوروبا. أما فريق ترامب، فيضم أسماء تصدرت الأخبار في السنوات الأخيرة لإدلائها بتعليقات مسيئة استهدفت أقليات».

وأشار خصوصاً إلى تعيين ستيف بانون، الرئيس السابق لموقع «برايتبارت» الإخباري اليميني المتطرف، كبيراً للمستشارين الاستراتيجيين في البيت الأبيض، محذراً من أنه يسعى «إلى التأثير في الانتخابات بألمانيا وفرنسا» عبر محاولة إطلاق هذا الموقع في باريس وبرلين.