سعد الياس

 أحيا لبنان الرسمي، أمس الثلاثاء، مرور الذكرى الـ73 للاستقلال، بعرض عسكري، وحفل استقبال في القصر الجمهوري، وعقد اجتماع بين رئيس الجمهورية، ميشال عون ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، تمام سلام، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ما دفع الى طرح علامات استفهام حول مدى تفكيك العراقيل أمام تأليف الحكومة المقبلة.

وأقيم العرض العسكري في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت. وتقدم الحضور عون يحيط به بري والحريري وسلام، وحشد من الفاعليات. ووضع عون اكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء ومن ثم استعرض إلى جانب وزير الدفاع، سمير مقبل، الوحدات المشاركة في العرض.
وقبل بدء العرض العسكري، تم تكريم الفنانة الراحلة صباح من خلال أغنية مصورة «تعلى وتتعمر يا دار»، والفنان الراحل ملحم بركات من خلال أغنية مصورة أخرى «ويبقى الوطن» تخليداً لذكراهما، وعُرض مع الأغنيتين فيلم قصير تضمن المعارك التي خاضها الجيش اللبناني، إضافة إلى صور لأبرز المعالم اللبنانية وهو من إنتاج مديرية التوجيه.
كذلك، أدى كورال الجامعة اللبنانية بقيادة لور عبس أغاني وطنية، للمرة الأولى في احتفالات الاستقلال تضمنت أناشيد وطنية للسيدة فيروز. وكان رئيس الجمهورية صعد ووزير الدفاع على متن سيارة جيب عسكري مكشوف وخلفهما قائد الجيش مستقلاً سيارة مكشوفة، واستعرض الوحدات المشاركة.
وافتتح العرض العسكري بعدد من الطوافات العسكرية التي حملت الإعلام اللبنانية وعلم الجيش على شكل الأرزة اللبنانية فوق مكان الاحتفال، ثم أعطى قائد العرض العميد جورج نمور الأمر ببدء العرض.
بعدها، بدأ عرض الوحدات الراجلة وهي على التوالي: علم الجيش، علم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، علم المديرية العامة للأمن العام، علم المديرية العامة لامن الدولة، علم مديرية الجمارك العامة، بيارق الوحدات، الكلية الحربية، القوات البرية (مدرسة الرتباء)، القوات البحرية، القوات الجوية، معهد التعليم، لواء الحرس الجمهوري، فوجا الحدود البرية الاول والثالث، سرية مكافحة الشغب، موسيقى قوى الامن الداخلي، سرية مشاة راجلة من قوى الأمن الداخلي، سرية مشاة من الأمن العام، سرية أمن الدولة، سرية الجمارك، سرية الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، فصيلة مدرسة التزلج – الأرز، فوج الاطفاء، حرس بلدية مدينة بيروت، رابطة قدماء القوى المسلحة، مجموعة اللجنة الاولمبية، مجموعة اتحاد كشاف لبنان، مجموعة من لبنان المستقبل – المتفوقون في جامعات لبنان، مجموعة خيالة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
وسارت وحدات خاصة بخطى رياضية وفق الترتيب الأتي: سرايا افواج التدخل، سرية خاصة من الفهود من شعبة المعلومات، فرع الحماية والتدخل وسرية من المجموعة الخاصة في وحدة الشرطة القضائية، سرية راجلة من الامن العام، سرية فوج المغاوير، سرية فرع مكافحة الإرهاب والتجسس، سرية الفوج المجوقل، وسرية فوج مغاوير البحر.
وبعد انتهاء العرض العسكري، انتقل الرؤساء والوزراء والنواب والسفراء إلى قصر بعبدا للمشاركة في حفل الاستقبال، وكان اللافت انتقال بري والحريري في السيارة نفسها إلى القصر، حيث كان موضوع التشكيلة الحكومية محور البحث بعدما مرّت علاقة الرجلين بمطبات كثيرة انطلاقاً من دعم رئيس تيار المستقبل لترشيح العماد عون للرئاسة، وصولاً إلى العراقيل التي لا تزال تشوب تأليف الحكومة.
وقبيل تقبّل التهاني بعيد الاستقلال، عُقدت خلوة جمعت الرؤساء عون وبري وسلام والحريري في مكتب الرئيس، وقد بدت الأجواء لطيفة وإيجابية. ما دفع الى طرح علامات استفهام حول مدى تفكيك العراقيل أمام تأليف الحكومة. وتسربت أنباء أن بري تمسّك بوزارة الاشغال التي كانت من حصته ورفض منحها إلى القوات اللبنانية، فيما تُعطى وزارة التربية لتيار المردة.
وغاب عن حفل الاستقبال النائبان وليد جنبلاط وسليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع فيما الرئيس الحريري انسحب لبعض الوقت خلال الاستقبال لتجنب مصافحة السفير السوري علي عبد الكريم علي.
ومن وحي العرض العسكري لحزب الله في القصير والعرض المماثل لسرايا التوحيد في الجاهلية، رأى جنبلاط أن «هناك 3 عروض عسكرية لمناسبة واحدة وهي الاستقلال». وسأل عبر تغريدة على تويتر «مع مين وضد مين يا ترى؟».
ولمناسبة الاستقلال، توجه أهالي العسكريين المخطوفين إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي بالسؤال :»عن اي استقلال نتحدث وبأي استقلال نحتفل وعسكريونا في الجيش في الأسر، فكيف نرضى بهذا الاعتداء؟». 
وطالبوه بأن «يعمل على استكمال الاستقلال وتحويله إلى ناجز وذلك بإخراج عسكريينا وأسرانا المخطوفين من هناك وباية وسيله واعد لنا كرامتنا وعزتنا واولادنا بعيداً عن عيون الساسة والسياسة القذرة»