عون وهولاند يحسمان «توقيت» مؤتمر «الدعم الدولي للبنان»

ثريا شاهين

لبنان انتخب رئيساً للجمهورية، والحكومة الجديدة في طور التشكيل، لكن ما مصير مؤتمر مجموعة الدعم الدولية حول لبنان، بعدما كانت طُرحت أفكار عديدة في شأن انعقاده في مرحلة الخريف الحالي؟

تفيد مصادر ديبلوماسية ان الإصرار الفرنسي خلال الأشهر الماضية على أن تنعقد المجموعة في تشرين الثاني الحالي كان في التوقيت، قبيل فترة الاتفاق بين الأطراف اللبنانية على انتخاب الرئيس العماد ميشال عون. وكان الهدف الفرنسي، آنذاك من الطرح إيجاد مناخ دولي ضاغط في اتجاه الانتخابات الرئاسية ودعم لبنان في هذا الاطار. أما الآن وقد أنجزت الانتخابات الرئاسية، فإن هناك انتظاراً دولياً، تحديداً فرنسياً، كون فرنسا مهتمة بشدة لعقد المؤتمر، لتشكيل الحكومة، ودراسة كل وزير ملف وزارته، ووضع تقارير بالأولويات، تكون ممهّدة لمشاركة لبنان في المؤتمر ومعرفة احتياجاته.

وبالتالي، تؤكد المصادر ان المؤتمر سينعقد في مطلع سنة 2017 أي خلال كانون الثاني أو شباط. وأن التوقيت متروك للاتفاق بين الرئيس ميشال عون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بحيث يكون الرئيس اللبناني من الآن وحتى تاريخ انعقاد المؤتمر قد زار باريس. ومن المقرر أن الاتصالات والمشاورات بين بيروت وباريس بعد تشكيل الحكومة، ستعنى بالأولويات في المؤتمر وبالأهداف وبما يمكن أن يتم التوصل إليه من نتائج، لا بد أن تكون داعمة دولياً لهذا العهد.

في الاساس يهدف مؤتمر مجموعة الدعم إلى ثلاثة أمور: دعم سياسي واقتصادي وعسكري. الدعم السياسي حالياً، وبعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي، سيكون موجهاً نحو دعم موقع الرئاسة، وتقوية المؤسسات الدستورية اللبنانية، وتعزيز التفاهم السياسي بين مختلف الأفرقاء. أما الدعم الاقتصادي، فيعنى بدعم الاقتصاد وتنميته ودعم لبنان في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين، ومنع انهيار اقتصاده. والدعم العسكري عبر تقوية دور المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني وهو الذي تولته ايطاليا. كما يعنى هذا القسم بمنع انهيار الأمن والاستقرار، ومنع دخول مَن يشكل خطراً على ذلك إلى الأراضي اللبنانية عبر الحدود، أو منع أي توجّه من هذا القبيل وإن وجد داخل الحدود.

الدول كلها تتطلع الى تأليف الحكومة وإلى ما سيكون عليه أداء كل وزير في وزارته. وهم يتمنون أن تعمل الحكومة كفريق عمل متكامل لأن أي علاقة مع الخارج تتطلب ذلك، فضلاً عن العلاقة مع المواطنين حيث المطلوب اعادة تفعيل الادارة والاقتصاد والمشاريع الحيوية.

انعقاد المؤتمر سيتم في العاصمة الفرنسية، نظراً لاهتمام فرنسا الخاص بهذا الشأن وللدور الذي تضطلع به باريس في الاستحقاقات اللبنانية. لكن منذ الآن لم تتكشف تفاصيل حول المؤتمر لكن لن تكون هناك تعهدات مالية مباشرة. لكن حتماً سيعلن دعم دولي قوي للبنان وللمؤسسات لا سيما في ظل وجود رئيس للجمهورية، وحكومة، بحيث يكون هناك مضمون. ولو عقد قبل ذلك لم يكن ليفضي إلى نتائج ملموسة.

ووجود الحكومة مهم جداً قبل انعقاده، لأن أية مشاريع ستخصص للبنان سيكون هناك الطرف المعني بالتنفيذ، والالتزام، لأن ما يهم الدول هو الالتزام من جانب لبنان بأية خطوة داعمة.

ويذكر ان مجموعة الدعم كانت تنعقد عادة على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول في نيويورك. ولم تنعقد في أيلول الماضي لأنها لم تكن مدرجة على جدول الاجتماعات، ولأن موضوع اللاجئين السوريين حظي باجتماعات دولية منفصلة.