مبارك المعوشرجي

إن دخول نحو 34 نائباً من الشباب مجلس 2016 متسلحين بالمؤهل العلمي، والحماس الوطني، وجراءة الطرح، والقدرة على التعامل مع الأدوات الحديثة في العمل، والمعرفة التامة للغة العصر، لا شك أنه يعطي للمجلس قوة لبتر أصابع الفساد، وتقوية سواعد الإصلاح.

وليس الشباب وحدهم هم الإيجابية في مجلسنا الجديد، بل إن دخول عدد من السياسيين من ذوي التوجه الإصلاحي الذين عادوا بعد غياب بسبب المقاطعة أو عناد الصناديق الانتخابية لهم بالنجاح في المجلس السابق، وهم من سيتحمل جانب الخبرة والقدوة، والإرشاد للشباب، هو الإيجابية الثانية. وفي مجلسنا هناك أعضاء من المعارضة القديمة، ومجلس بلا معارضة كالطعام بلا ملح، كما سَلم المجلس من نواب المصالح والانتهازيين، ومن يسيرون حسب الريح، شعارهم «اللي تشوفه يا طويل العمر، واطعم الفم تستحي العين».

وقد وصفت جريدة «الراي» المجلس بـ «المجلس المتوازن»، ووصفته صحيفة أخرى بـ «مجلس الأقليات والمعارضة»، مجلس ندعو الله أن يوفق من يجلس على كرسي الرئاسة فيه ويعينه، وأن يتحلى بصبر جاسم الخرافي طيب الله ثراه، وابتسامته، وحزم العم أحمد السعدون أطال الله عمره وأبقاه، وقوة بصيرته.

وفي المقابل نتمنى أن تجدّد الحكومة شبابها، وتغيّر هي الأخرى ثوبها، ويتم توزير شباب من الأسرة وخارجها من أصحاب الكفاءة والخبرة والقدرة على القيادة، وكسر احتكار بعض الوزارات بتعيين الرجل المناسب والمرأة المناسبة في المكان المناسب، ولتكن أول أعمالها إزالة آثار عدوان الوزراء النواب من المجلس السابق في الحكومة السابقة على المصلحة العامة، من التعيينات والترقيات والنقل، وتغليبهم مصلحتهم الخاصة على مصلحة البلاد، وأن يأخذ كل صاحب حق حقه، وينال كل مخطئ جزاءه، فمنهم من ظن أن الوزارة شركة خاصة يعين فيها من يشاء.

أختم بالقول: إن للمشايخ منبر المسجد وصحنه، وبيدهم كتاب الله سبحانه وتعالى، وللنواب منبر مجلس الأمة وقاعة عبد الله السالم، وكتابهم الدستور الذي توافقنا عليه، وأي خلط بين الطرفين لا يعني الإصلاح بل يعني الفوضى، فاتركوا ما لله لله، وما لقيصر لقيصر.