خالد أحمد الطراح 

الأخت هند الصبيح وزيرة الشؤون وزيرة الدولة للتخطيط تدرجت في ظهورها الاعلامي حول التنمية منذ توليها الوزارة من نافذة الاعلام الرسمي الى الانفتاح على وسائل الاعلام ككل في ما بعد.
تحدثت الوزيرة بلغة الارقام وأهداف خطة التنمية 2015 ـــ 2016 ثم تلا ذلك بفترات متفاوتة عن الإنجازات التي تحققت منها «26 مشروعا رئيسيا ومشاريع فرعية»، رفعت الستار عنها في اغسطس 2015 بمناسبة اليوم العالمي للشباب اثناء اجتماع لمناقشة توصيات الوثيقة الوطنية للشباب تحت شعار «الكويت تسمع»!
تلا ذلك العديد من الفعاليات التي يبدو ان الوزيرة كسرت في ما بعد حاجز ـــ ربما ـــ الهيبة من وسائل الاعلام، بعد ان أجرت تمرينا اعلاميا على مستوى الاعلام الرسمي، ومن بين هذه الفعاليات حوار عن «خطة التنمية في الكويت» في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي التي حضرها حشد من الشخصيات الرسمية، وقالت الوزيرة «ان خطة التنمية ينفّذها جميع افراد المجتمع الكويتي، بالتعاون مع القطاع الحكومي».
وتحدثت الوزيرة عن حرصها على «تفادي اي معوقات قد تتسبب في تأخير الانجاز وتقليص الدورة المستندية بناء على دراسة من فريق متخصص»، لكنها لم تفصح عن توصيات الدراسة ربما حفاظا على حقوق الملكية الفكرية للدراسة!
من دون الخوض في الجوانب الحالمة في تحقيق قفزات تنموية وتغيير منهجي في التخطيط، وهي عبارة عن افكار تنموية طموحة، لكنها تفتقر إلى الإرادة والقرار، فالتنمية ليست انشاء وإنما مشاريع يفترض ان تكون محل قبول وتعاون ملموس من قبل الشعب، وأول هذه الاهداف تقليص الدورة المستندية وكسر الروتين الحكومي الذي يئد حلم الشباب ويحول دون التفاعل الايجابي مع خطط التنمية.
الشراكة مع المجتمع تقوم على اسس تبدأ في الشراكة في فهم رؤية الحكومة، ومن ثم الشراكة في صناعة القرار، وهذا لا يمكن ان يتحقق من خلال تصريحات يغلب عليها الاجتهاد وليس التخطيط، خصوصا على مستوى الاعلام الجماهيري.
ربما تكون خطط الوزيرة تحمل تطلعات تنموية، لكنها ما زالت لا تخاطب عقول افراد المجتمع، فالتحولات التنموية تتطلب اولا اصلاح السياسات الحكومية السائدة، وثانيا المفاهيم الاجتماعية وعوامل اخرى تلعب دورا في النجاح والفشل.
الاصلاح يتطلب فعلا شراكة حقيقية بين المجتمع والحكومة، لكنه مفقود، وأي حديث خارج عن ذلك هو حلم تعيشه الكويت منذ سنوات ولم يتحقق من التنمية سوى الانفاق على الدراسات وفرق العمل مع كل تشكيل وزاري!
الى اليوم لم اجد خيطا يقود الى ان «افراد المجتمع» شركاء ، لكن هناك حديثا عن الشراكة، وهي شراكة ــ على ما يبدو ــ وهمية نسمع عنها، ولا نراها!
خطط التنمية ينبغي ان تتعامل مع الشعب على انه شريك وليس خصما. وهدف وطني كهذا لا يتحقق في ظل غياب اعلام الخطة والتفاعل الايجابي للرأي العام مع ما يسمى التنمية!