خليفة علي السويدي

احتفلنا نهاية الأسبوع المنصرم بمناسبتين عزيزتين على قلوبنا في دولة الإمارات العربية المتحدة: يوم الشهيد الذي سبق احتفالات الدولة باليوم الوطني 45، وما أجملها من لحظات تجسد معاني الولاء والانتماء الحقيقي للدولة، فنحن نعيش في ظل قيادة بيت متوحد ولله الحمد، قيادة أبوية جعلت هدفها إسعاد شعبها، ليس بشعارات طنانة وخطابات رنانة تدعمها مؤسسات علاقات عامة مزودة بأحدث أجهزة الاتصال الجماهيري التقليدية منها أو الجديدة، كما هو حال بعض الدول، لكن الواقع خير شاهد على صدق فكر وفعل هذه الحكومة التي بات الناس يحسدوننا عليها. وقد لبى شعب الإمارات صدى حب القيادة للوطن ففدى مجتمعه بروحه، وسالت دماؤه في ساحة الكرامة. فما أروعها من ملحمة شاهدة على صدق المحبة وطيب الوفاء، لذلك كانت مناسبة مباركة تلك التي جمعت يوم الشهيد بيومنا الوطني

ولأننا أمة تصنع المستقبل، ولا تنتظره تخطط الإمارات لما هو آت، فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن «حكومة الدولة بهيكليتها وخططها وبرامجها ومشاريعها هي حكومة المستقبل».

لقد تعلمنا دروساً صعبة من التجارب التاريخية التي مرت بها المنطقة. والعقلاء النبلاء تكفيهم الإشارة كي يستعدوا، أما غيرهم فكانت الشرارة قد أدركتهم، لأن فكرهم لم يستشرف المستقبل، ولم يعد عدته لملاقاته. الإمارات تُغرد خارج سرب الوطن العربي ليس في روعة الإنجاز ومتعة ما تحقق، لكنها تخطو خطوات واثقة نحو مستقبل شعاره الإيجابية ومصداقيته في التخطيط والعمل، المستقبل الذي نتمناه لأبنائنا من بعدنا، فنحن لم نخلق كي نعمر بيد أن التاريخ هو عمر ثان يضاف إلى حياة الإنسان والدول.

نريد أن يدعو لنا جيل المستقبل بكل خير لأننا أسهمنا في وضع لبنات التميز في كل شيء من حولنا واجتهدنا في أن نكون الرقم الصعب في معادلة التنمية البشرية المستدامة من حولنا، فما الأمارات، أي العلامات، التي تجعلنا واثقين من مستقبلنا: أولها زيادة محبة الشعب لقيادته وولاؤه المطلق لدولته، فعندما مرت المنطقة العربية بمحنة الربيع العربي، رأينا هرجاً ومرجاً في علاقة الناس بزعمائهم، وتميزت الإمارات بأن العلاقة توطدت، وهتف الناس أن قيادتنا ورموزنا الوطنية خطوط حمراء لن نسمح لأحد بتجاوزها.

العلامة الثانية في هذا الإطار تلخصت في رفض الناس لكل التنظيمات السرية التي رفعت شعار الإصلاح، وكانت تُبطن الخراب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، بشتى أصولها ومرجعياتها، شرقيةً كانت أم غربية بشرية في أصولها أو تلك التي استثمرت الشعارات الدينية.

العلامة الثالثة أننا في دولة الإمارات لا نرفض الديموقراطية، لكننا لسنا بحاجة إلى من يعلمنا طرق تمثيل الشعب أمام القيادة، فلنا أساليبنا الخاصة التي نطورها على نار هادئة، بما يتناسب مع خصوصياتنا، ولا يؤثر سلباً على خططنا وبرامجنا المستقبلية، فما أغباها من دول تلك التي مثلت لعب دور الحكومات الديموقراطية، وهي في حقيقتها ديموقراطية مزورة وهيئات مزيفة.. حصدت شعوب تلك الدول المزيد من التخلف عن ركب الحضارة.

العلامة الرابعة في دولة المستقبل أننا نؤمن بأن لنا قيماً وأخلاقاً لن نتنازل عنها عبر الزمن، وأختم بكلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات العربية المتحدة، عندما قال: «الأخلاق هي صمام أمان الأمم وروح القانون وأساس التقدم ودونها لا أمن ولا استقرار ولا استدامة، مشيراً سموه إلى أنه تكريساً لما يتميز به أبناء شعبنا من شمائل حميدة، اتخذ آباؤنا من البعد الأخلاقي نسيجاً ضاماً لبناء دولتنا الاتحادية».