سمير عطا الله

 ثمة أسماء وعناوين في آداب العالم تُستعاد في كل عصر عند جميع الكتّاب تقريبًا. منها، على سبيل المثال، «حصان طروادة» مثال المؤامرة الخفية. ونجد «روميو وجولييت» مرجعًا لكتابات الحب عند معظم الكتاب وجميع العصور. ومن شكسبير، مخزن الإعارات، حكاية الحب المستحيل بين عطيل الأسمر وديدمونة البيضاء. ومنه «هاملت» في صراع الذات وشهوة السلطة. ومنه يوليوس قيصر وبروتس في خيانة الأصدقاء.
يلي شكسبير في ينابيع الاستعارات الشاعر الإسباني سرفانتس في تحفته «دون كيخوته»، الفارس الحالم الذي أراد أن يؤدّب طواحين الهواء، هو وخادمه وحمارهما. ومن المرجعيات الثقافية «حكايات» الشاعر الفرنسي لافونتين، التي كتبها متأثرًا بأخبار «كليلة ودمنة» لعبد الله بن المقفع، الذي يقال إنه بدوره نقلها من الأساطير الهندية.
السندباد البحري أبحر في جميع آداب العالم دون استثناء أو استئذان، وكتب جورج أورويل رائعته «مزرعة الحيوان» مستوحيًا هو أيضًا من طريقة «كليلة ودمنة» في التهرب من كشف هويات البشر. ومما شاع في الآداب العالمية مرجعًا، عنوان «الجمهورية الفاضلة» للفارابي، وتضرب مثلاً على استحالة الدولة العادلة والمجتمع الفاضل. وإذا قلت «راسبوتين» بأي لغة، عُرف أنك تقصد شرّير البلاط في تواريخ العالم.
تقول «داحس والغبراء» فتعرف الناس أنك تتحدث عن حرب بلا نهاية. وتقول سيف الدولة، فتعرف الناس أنك تتحدث عن المتنبي، وتقول الأطلال، فتعرف أنك تريد برقة ثَهْمدِ. تحولت هذه المترابطات عبر الزمن إلى شبه لغة موحدة في آداب العالم. فأنت لا تشرح قصة «روميو وجولييت»، أو حكاية بروتس وطعن القيصر، أو نقاء دون كيخوته. إنها تعابير وأسماء تحولت إلى ما يشبه لغة الترميز في الآداب الإنسانية المشتركة.