ناصر بن حمد : بلاد العرب ستبقى للعرب ودول الخليج تواجه الإرهاب الموجه

 أحمد غلاب 

قال ممثل العاهل البحريني للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، إن العلاقات بين البحرين والسعودية «لا يمكن التشكيك فيها، وأن ما يربط المنامة والرياض أكبر من جملة مصالح»، مضيفاً أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للبحرين «زيارة بالغة الأهمية والتوقيت والمضمون»، واعتبر في تعليق على «عاصفة الحزم» أن «بلاد العرب ستبقى للعرب، وأن دول الخليج تواجه الإرهاب الموجه». وأشار الشيخ ناصر في حديث لـ«الحياة» أمس، إلى أن «مستوى العلاقات بين البحرين والمملكة العربية السعودية فوق التصور، حيث استمع دائماً إلى الأحاديث مع أفراد عائلتي وفي مقدمهم الملك حمد، وذلك حول ما يربطنا مع الشقيقة الكبرى، إذ إن العلاقات بين البلدين تقوم على مجموعة من الثوابت، ولذلك لا يمكن التشكيك فيها». وأضاف: «هذا الطرح للعلاقة يحمل رسالة واضحة ويعكس الخصوصية والسمات المميزة التي تربط البلدين، فعلى رغم الانتقالات السياسية وتزايد التحديات إلا أن ما يربط المنامة بالرياض أكبر من جملة مصالح عادة ما تحكم العلاقات الدولية، وعوامل الهوية والنسب والتاريخ المشترك واعتبارات الجغرافيا السياسية كلها عوامل حددت إطاراً عميقاً من الثوابت في العلاقات البحرينية - السعودية، ولا يوجد توصيف يمكن أن يطلق على علاقات البلدين في أدبيات السياسة والعلاقات الدولية، وحتى توصيف التحالف الاستراتيجي يعد قاصراً وتوصيفاً غير دقيق تماماً». وأشار إلى أن «الحديث في هذه المرحلة ينبغي أن يركز على كيفية تطوير العلاقات البحرينية في ظل وجود ثوابت، وفرص كبرى واعدة من الممكن أن يكون الاقتصاد محورها»، مشيداً بالتنقلات البرية بين البلدين التي «تتجاوز المليون شخص تقريباً تصاحبها حركة تجارية واسعة يمكن مشاهدتها نهاية كل أسبوع في المنامة والمنطقة الشرقية من السعودية». وأكد أن كل هذه الحقائق «يجب أن تدفعنا للتفكير جدياً والتخطيط عملياً في كيفية تحويل الاقتصاد البحريني إلى اقتصاد جاذب للاستثمارات السعودية، وتطوير البنية السياحية البحرينية بما يتناسب وحاجات العائلات السعودية، وهو توجه استراتيجي يتوافق مع توجيهات الملك حمد الرامية لتحويل البحرين إلى مركز للسياحة العائلية». واعتبر أن «مشروع جسر الملك حمد الذي بادر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى إطلاقه في لحظة تاريخية عكست الرؤية الاستراتيجية السعودية للبحرين باعتباره مشروعاً من الممكن أن يضاعف الارتباط الثنائي ويزيد من الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة ويتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ٣٠ لافتتاح جسر الملك فهد العام المقبل وهو أطول جسر بحري في الشرق الأوسط». ولفت إلى أن زيارة الملك سلمان للبلاد ولقائه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، «توصف بالزيارة التاريخية البالغة الأهمية من حيث التوقيت والمضمون في ظل ما تمر به المنطقة العربية من تحديات أمنية وسياسية، إضافة إلى كونها تتويجاً لعلاقات بنيت بين المملكتين الشقيقتين على أمتن الوشائج بين الشعوب والدول، والعلاقات السعودية - البحرينية اتسمت خلال العقود الماضية بكونها علاقات تاريخية راسخة تقوم على التواصل والود والمحبة بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

المنطقة تواجه الإرهاب وتابع: «هذه الزيارة تأتي لتأكيد العلاقات الأزلية بين المملكتين، وما هي إلا علاقات أخوية أبدية تاريخية تشهد تطوراً مستمراً على كل المستويات منطلقها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين التي تجد كل الرعاية من خادم الحرمين الشريفين وأخيه الملك حمد، خصوصاً وأن الشعبين الشقيقين يجمعهما وشائج من القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك والجوار الجغرافي». وحول رؤيته للاتحاد الخليجي قال: «إنه في مقدمة اهتمامات الملك حمد وخادم الحرمين الشريفين، خصوصاً في هذا الوقت الذي تمر به المنطقة من أحداث متسارعة وارهاب موجّه يهدف إلى النيل من أمن واستقرار دول التعاون»، معتبراً أن «مجلس التعاون الخليجي يعد من أنجح التكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية، كونه يسير بخطى ثابتة على رغم التحديات الخطيرة التي واجهت المجلس، منذ انطلاقته في العام 1981 في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى يومنا الحاضر».

«عاصفة الحزم» وقال الشيخ ناصر إنه «بناءً على أمر الملك حمد القائد الأعلى، الذي جاء تلبيةً لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي جاءت استجابةً لطلب السلطة الشرعية في جمهورية اليمن الشقيقة شاركت قوة دفاع البحرين في عمليات عاصفة الحزم ضمن قوات درع الجزيرة المشتركة، وذلك في إطار اتفاق الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجاءت تلك المشاركة التزاماً بالجهود الجماعية لحفظ الأمن القومي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث إن بلاد العرب تبقى للعرب، كما تعكس الخطوة دعم البحرين، ووقوفها التام والثابت مع الأشقاء بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية في اتخاذ إجراءات وخطوات حاسمة ضد كل ما من شأنه تهديد الاستقرار في المنطقة، مع الترحيب بجهود الدول العربية والدول الصديقة لحفظ الأمن والاستقرار والمصالح في الممرات الدولية البحرية والجوية».