الكويت - أحمد غلاب 

وسط احتفالات شعبية واسعة شبيهة بالأعياد الوطنية، وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الكويت عصر أمس، قادماً من البحرين، وكان في استقباله الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، في ختام جولة خليجية شملت الإمارات وقطر والبحرين.

وقلد أمير الكويت أمس، خادم الحرمين الشريفين قلادة مبارك الكبير ووسام الكويت، تقديراً لما يبذله من إنجازات وجهود مميزة للمملكة العربية السعودية وشعبها من أجل استقرار وأمن وتقدم المملكة، وتعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون، وتوطيداً وحرصاً على تقوية روابط الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.

ورحب الشيخ صباح، باسمه وباسم الكويتيين بزيارة خادم الحرمين، معتبراً أنها «زيارة مباركة تجسد جلياً العرى الوثقى للروابط الأخوية الطيبة بين القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين على مر التاريخ، والتي أثبت رسوخها ومتانتها ما شهدته من تكاتف وتعاضد تام بينهما في مواجهة المحن والأخطار والتغلب عليها بعون من الله تعالى». وأشار إلى «الموقف التاريخي والمحوري المشرّف للقيادة والشعب في السعودية، الذي هو محل الامتنان والتقدير، ووقوفها بكل قوة وصلابة مع الحق الكويتي إبان الغزو الصدّامي الغاشم، وما أبدته القوات المسلحة السعودية من شجاعة واستبسال في ملحمة التحرير مع قوات الدول الشقيقة والصديقة».

ونوه الشيخ صباح «بما شهدته السعودية في عهد الملك سلمان من إنجازات تنموية كبيرة وبارزة في عدد من المجالات الحيوية، التي عززت من المكانة الإقليمية والدولية الرفيعة التي تتبوأها»، ومشيداً في الوقت ذاته بالقيادة الفذة وبالمواقف الشجاعة والحازمة لخادم الحرمين الشريفين على المستويين الخليجي والعربي، وبرؤيته الثاقبة والهادفة إلى تعزيز الأمن والسلام والازدهار في المنطقة بأكملها.

وأشاد بمساهماته في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وبحرصه على تحقيق المزيد من التكامل بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون على الأصعدة كافة، وبما يخدم مصالحها المشتركة ويحقق تطلعات وطموحات الشعوب في دول مجلس التعاون نحو التقدم والتطور والازدهار، متطلعاً إلى ما ستثمر عنه هذه الزيارة من تعزيز للعلاقات النموذجية المميزة التي تربط الكويت بشقيقتها الكبرى السعودية، والارتقاء بالتعاون القائم بينهما في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين والشعبين.

وأقامت الكويت احتفالات شعبية واسعة واستعرضت فرق خيالة الحرس الى جوار موكب الملك لحظة وصوله قصرَ بيان، كما رافقت طائرة الملك سلمان طائرات عسكرية لحظة دخوله الأجواء الكويتية، ووُضعت أعلام السعودية في معظم الميادين والطرق الرئيسة في داخل البلاد.

كما أبرزت وسائل الإعلام تغطيات موسعة لزيارة الملك سلمان، ووصفتها بالزيارة التاريخية، وشددت على عمق العلاقات بين البلدين.

من جهة أخرى، أكد رئيس الحركة الشعبية الوطنية سعود الحجيلان، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الكويت «تاريخية، وخصوصاً في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة والظروف غير المستقرة التي تحتاج إلى قائد تاريخي يقوم بجمع الكلمة وتوحيد الصفوف ورسم الخريطة المستقبلية للأمان الخليجي».

وقال الحجيلان لـ «الحياة» أمس، إن الملك سلمان حامي العروبة وراعي السلام والأمن، وهو الذي يعوِّل عليه العالم العربي والإسلامي في أن يكون صوت العقل لتضميد الجراح التي تعاني منها الأمة، وإعادة التوازن والاستقرار من جديد، فالوضع العام ليس جيداً والتحديات تحيط بنا من كل مكان.

ورأى أن الجولة التي يقوم بها الملك سلمان إلى دول الخليج العربي جاءت في الوقت المناسب الذي يعكس عمق التفكير القيادي والاستراتيجي لدى قيادة السعودية، وإصرارها على توحيد الصف ورد العدوان ومنع التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج العربي، والمصير المشترك الذي يجمعها، والذي تشكل السعودية رأس الحربة فيه والعمود الفقري الذي يتم الاعتماد عليه في جميع الأوقات.

وذكر الحجيلان أن العلاقات بين السعودية والكويت قديمة وتاريخية، «إذ نعتبر أن المملكة هي الشقيقة الكبرى للكويت التي وقفت إلى جانبنا في الأزمات التي تعرضت لها البلاد، وخصوصاً ضد الاحتلال العراقي الغاشم، إذ كانت الحاضنة للكويتيين والمدافع عن حقوقهم وقدمت كل ما لديها لإعادة الحق السليب إلينا».