عصام أمان الله بخاري

هل ستختفي محطات البنزين عام 2030م؟ مقالة اليوم تناقش مستقبل محطات البنزين والتطورات التقنية في مجال صناعة السيارات وعلاقة ذلك بالمملكة ودول الخليج...

ننطلق اليوم من ألمانيا؛ حيث صدر قانون جديد يحظر بيع السيارات الجديدة التي تسير بالبنزين من عام 2030م. وبناء عليه أعلنت شركات مرسيدس بنز وبي إم دبليو وفولكس واجن الاستثمار بكل قوة في تطوير السيارات الكهربائية. وفي اليابان أعلنت شركة تويوتا مؤخراً دخولها رسمياً في مجال السيارات الكهربائية لتلحق بشركتي نيسان وميتسوبيشي ناهيك عن شركة تيسلا الأميركية.

في الواقع وخلال فترة التسعة أشهر من يناير إلى سبتمبر لهذا العام 2016م بلغت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين مئتين وعشرين ألف سيارة، وفي أميركا مئة وعشرة آلاف سيارة، وفي أوروبا مئة وخمسة آلاف سيارة، وفي اليابان خمسة عشر ألف سيارة. لاحظ أننا نتحدث عن مبيعات السيارات الكهربائية في تسعة أشهر فقط.

وقد يتساءل البعض ما السر وراء هذه المبيعات الكبيرة؟ في حالة الصين تقدم الحكومة دعماً مادياً لكل شخص يشتري سيارة كهربائية يترواح ما بين (4000 إلى 8000) دولار أميركي تقريبا. ناهيك عن دعم آخر من الحكومات المحلية قد يصل لنفس المبلغ أو يتجاوزه. وفوق ذلك يتم إعفاء من يشتري السيارات الكهربائية من رسوم حكومية باهظة تكون مفروضة على من يشترون السيارات العادية التي تسير بالبنزين.

ولكن لِم كل هذا الدعم للسيارات الكهربائية؟ يمكن القول بأن من أهم الأسباب مكافحة التلوث والتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. أما السبب الآخر هو تقليل الاعتماد على النفط المستورد، ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي في الطاقة. وهذا الأخير يعنينا كثيراً في دول الخليج العربي.

إذن، ما الحل والخطوات التي يجب علينا في المملكة ودول الخليج اتخاذها؟ اقترح التالي:

إعداد خططنا الاقتصادية المستقبلية على أساس استغناء العالم التدريجي عن البنزين كوقود للسيارات.

الاستثمار الخارجي والاستحواذ على نسب من سيارات صناعة السيارات الكهربائية ومكوناتها عبر صناديق الاستثمارات العامة الوطنية.

التركيز في برنامج الصناعات الوطنية على السيارات الكهربائية لنقل تقنياتها وبناء مصانعها.

الاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص لإعداد البنية التحتية للسيارات الكهربائية في مدننا.

افتتاح مراكز بحثية وتطوير البرامج الأكاديمية في الجامعات والمعاهد الفنية لإعداد أجيال من الباحثين والمهندسين والتقنيين لتلبية احتياج سوق العمل في هذه المجالات المستقبلية.

طبعاً لن تختفي محطات البنزين لكن سيتناقص عددها تدريجياً وتحل محلها محطات الشحن الكهربائي، وأرى أن هذا التحول التقني فرصة كبيرة لنا للدخول لعالم صناعة السيارات خاصة وأن السيارت الكهربائية أقل تعقيداً نسبياً من ناحية نقل التقنية والمعرفة مقارنة بالسيارات التقليدية.

ونختم بكلمات جورج برنارد شو: "هنالك أناس يصنعون الأحداث، وهنالك أناس يتأثرون بما يحدث، وهنالك أناس لا يدرون ما يحدث!".