تركي الدخيل 

مبنى الأوبرا الحديث بالكويت، حوى التاريخ، وحفظ للأجيال حقباً من الفنون والموسيقى والأوبرا والمسرح، مبنى مهما كانت ضخامته، لن يتسع لتاريخ الكويت.

طوال نصف قرن، مثّلت الكويت وجهةً للمتعلمين، وموئلاً للفنانين، ونقطة انطلاق أمام المبدعين.

كويت المعرفة، وفؤاد زكريا، وعبدالرحمن بدوي، وأحمد بهاء الدين، ومحمود السعدني، ومسرح الطفل. كويت عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، كل ذلك الخليط من المعرفة والفنون تبخترت به الكويت في ليلةٍ باذخة على شرف الضيف الكبير الملك سلمان بن عبدالعزيز، يكنّ للكويت الكثير من الحب... على خطاها درجت أولى الخطط لاستعادة الأرض وتوحيد البلاد... منها انطلقت شرارة توحيد البلاد، وتأسيس الدولة السعودية الثالثة... كانت الكويت دائماً حاضرةً في وجدان الملوك السعوديين، ونتذكر أن الملك سعود ثاني ملوك البلاد ولد في الكويت.

نزور أنفسنا، وبيوتنا، وأرضنا حين ندلف إلى بوابة الكويت، الأرض الوادعة، نهضت بعد الغزو كما ينهض طائر الفينيق من الرماد، وحصدت التطور، واستعادت الأمجاد، وبلغت الذروة في دار الأوبرا المصممة على أحدث التصاميم العالمية، لتكون منارةً وعلامةً على التاريخ. لسان حال القبّة الفارهة وهي تحتضن الفنون والموسيقى والمسرح جملة واحدة «هذه هي الكويت».