شفيق الأسدي 

أكد رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل أن لا نهوض للأمة العربية إلا بالتكامل الثقافي ولا حضارة لأمة من دون ثقافة. وقال خلال حفلة إطلاق التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية في أبوظبي أمس، تحت عنوان «الثقافة والتكامل الثقافي في دول مجلس التعاون: السياسات، المؤسسات، التجليات»، إن «النهوض للأمة والوطن وحتى السياسة والاقتصاد، لا يمكن أن يتحقق إلا من طريق الثقافة، المعيار الحقيقي للتقدم».

أطلق التقرير في مؤتمر صحافي عقدته مؤسسة الفكر العربي في أبوظبي أمس، بحضور وزير الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، ورئيسة هيئة البحرين للثقافة والتراث الشيخة مي آل خليفة، والنائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري، والمدير العام للمؤسسة هنري العويط، وأعضاء مجلسي الأمناء والإدارة والأعـضاء المشاركين في مؤسسة الفكر العربي، ومجموعة من المفكرين والمثقفين والأكاديميين والدبلوماسيين والإعلاميين.

وقال خالد الفيصل إن التقرير هو التاسع ضمن سلسلة التقارير التي تعدها المؤسسة وتصدرها كل عام للمساهمة في إيصال المعلومة الصحيحـة عن الحــالة الثقــافية في العالم العربي إلى كل مهتم بالثقافة من المفكرين والمثقفين العرب ومن الساسة كذلك والقيادة العربية.

ويأتي إطلاق التقرير عشية انعقاد مؤتمر «فكر 15» في أبوظبي اليوم تحت عنوان «التكامل العربي: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربية المتحدة»، تزامناً مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذكرى الخامسة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.

ورأى خالد الفيصل أن هذا اللقاء «يقدم نموذجين مهمين في مسيرة التكامل في الوطن العربي، وهما مجلس التعاون الخليجي ودولة الإمارات العربية المتحدة. هذان النموذجان يشرفان كل عربي، وأقول إن هذا العمل الذي أنجز ولا يزال يجدد نفسه في الخليج يجب أن يحتذى به في كل أنحاء الوطن العربي».

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في الكلمة الافتتاحية «أهمية ما تقوم به مؤسسة الفكر العربي من دعم وتطوير للعمل الثقافي في الوطن العربي، في ظل قيادة الأمير خالد الفيصل الحكيمة، وإصدارها هذا التقرير السنوي الذي يتناول بالدراسة الشاملة والبحث الهادف عبر سنواته المتتالية، الجوانب الثقافية والفكرية للحياة في المنطقة العربية».

ولفت الى أن التقرير «يسعى إلى استشراف آفاق مستقبل أوسع وأرحب للتنمية الثقافية في دول الخليج، لما يحمله من نقاط أساسية تتمثل بالاهتمام بالصناعات الثقافية والإبداعية التي تقوم على الإنتاج الفكري والثقافي».

وشدد على «أهمية التخطيط الرشيد لكل جوانب التنمية الثقافية»، مشيراً إلى أن «نجاحها يتطلب تضافر الجهود من الجميع والعمل المشترك من كل المؤسسات والأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة في المجتمع».

وألقى المدير العام لمؤسسة الفكر العربي هنري العويط كلمة أكد فيها أن «مؤسسة الفكر العربي رأت أن خير ما تكرم به مجلس التعاون في الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشائه، ودولة الإمارات في الذكرى الخامسة والأربعين لقيامها، فضلاً عن المؤتمر المكرس لهما، هو تخصيص تقريرها التاسع للمشهد الثقافي في دول مجلس التعاون، وقد اختارت له العنوان الآتي: «الثقافة والتكامل الثقافي في دول مجلس التعاون: السياسات، المؤسسات، التجليات».

وأضاف: «على الرغم من أهمية ما كتب وما نشر حتى الآن حول المشهد الثقافي في دول مجلس التعاون، فإن مؤسستنا تعتبر أن المكتبة العربية ما زالت تفتقر إلى دراسة جامعة ووافية حول الأوضاع الثقافية لهذه الدول، من شأنها أن ترسم لوحة متكاملة عن مبادراتها ومنجزاتها على هذا الصعيد، وما تثيره من إشكاليات، وما تواجهه من تحديات. وهي اللوحة التي تطمح مؤسستنا إلى تقديمها في هذا التقرير الذي تألف لهذه الغاية من ثلاثة أبواب، يتوزع كل منها على فصول عدة».

وأوضح أن التقرير يركّز على السياسات والاستراتيجيات الثقافية في دول مجلس التعاون، ويقدم قراءة نقدية في خطة التنمية الثقافية وفي الاستراتيجية الثقافية لدول المجلس، مسلطاً الضوء على النظم والتشريعات، والنشاطات الثقافية المشتركة، عارضاً المنجزات والتحديات، ومبرزاً دور الثقافة في تعزيز مسيرة التكامل والتعريف بأبرز المؤسسات والهيئات الثقافية وأدوارها ونشاطاتها وما حققته.

وأعرب عن أمله في أن يغدو التقرير «مرجعاً مفيداً يعرّف أهل الخليج ويعرّف أشقاءهم في سائر الدول العربية بجوانب مضيئة من نهضة ثقافية عامـــرة وواعــــدة، وأن يكون فاتحة لسلسلة تقارير عن الأوضاع الثقافية في المناطق العربية المختلفة تساهم في تحقيق تكاملها، وترفد الثقافة العربية بما من شأنه أن يطوّرها وينمّيها».